الجزائر ليست في منأى عن الهجوم الإلكتروني
• لابد من وضع سياسة وطنية شاملة للأمن المعلوماتي في بلادنا
أفاد الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار، أن الجزائر ليست في منأى عن الهجوم الإلكتروني الذي اجتاح العديد من الدول على مستوى العالم موضحا أن هذا الفيروس الجديد والذي ينتشر بسرعة يستغل ثغرة في نظام التشغيل ويندوز لكي يتحكم في جهاز الكمبيوتر ، داعيا إلى ضرورة وضع سياسة وطنية شاملة للأمن المعلوماتي
في بلادنا .وأوضح يونس قرار في تصريح للنصر ، أمس، أن الهجوم الإلكتروني الذي مس عدة دول في العالم عبارة عن فيروس يمس الأجهزة والمواقع كسائر الهجمات الإلكترونية السابقة، لكن الفارق هذه المرة هو أن هذا البرنامج الجديد يقوم بالتحكم في الجهاز ويقوم بالمساومة ويشفر المعلومات بحيث لا يمكن استعمالها ويتم بعدها طلب الفدية من خلال رسالة، مضيفا في نفس الصدد أن الفيروس ينتشر عن طريق البريد الإلكتروني، حيث يتم تلقي البرنامج من خلال رسالة إلكترونية تغري الشخص و تطمئنه وتكسب ثقته وذلك من طرف أحد الأصدقاء أو المؤسسات التي تم قرصنتها وعندما يتم الضغط على الرابط ينزل البرنامج في جهاز الكمبيوتر ويصبح يتحكم فيه، وأوضح نفس المتحدث أنه في المرحلة الأولى يتم إرسال البرنامج إلى كل عناوين البريد الإلكتروني الموجودة لدى الشخص من أجل قرصنة الأجهزة الأخرى وتشفير المعلومات الموجودة في هذه الأجهزة، وقال في السياق ذاته أن الفرق بين هذا الفيروس و الفيروسات القديمة أنه يسمى بفيروس فدية لأنه توجد في المقابل أموال وهو ينتشر بسرعة و يستغل ثغرة في نظام التشغيل ويندوز لكي يتحكم في جهاز الكمبيوتر، ويرى الخبير أن هناك ثلاث احتمالات بخصوص الجهة التي تقف وراءه ، الاحتمال الأول يتمثل في مجموعة من القراصنة منظمين ويريدون ربح الأموال ، ومن الممكن يكون الرابط بينهم تجاري أو رابط آخر وهدف آخر والاحتمال الثاني ، من الممكن أن تكون بعض المؤسسات التجارية في إطار المعركة الصناعية وتحطيم المنافس واحتمال تعمل في مجال الأمن المعلوماتي أما الاحتمال الثالث حسبه، فيتمثل في أجهزة مخابرات لبعض الدول في إطار الحرب الإلكترونية بين الدول ولم يستبعد أن يكون هناك تكامل بين هذه العناصر الثلاثة لتحقيق أهدافها. وأوضح قرار أن هذا الفيروس يمس جميع الأجهزة المتصلة بالأنترنيت وأن من يستعمل البريد الالكتروني في أي بلد كان فهو معرض للقرصنة ويرى أن الجزائر ليست في منأى عن هذا الهجوم الإلكتروني ولو كأشخاص -كما قال- ، مضيفا في السياق ذاته أن الجزائر مستهدفة وأن بعض المؤسسات مستهدفة مثل سوناطراك وغيرها ، لكن التأثير في الجزائر لن يكون مثل التأثير الموجود في الدول الأخرى المتقدمة، كون الخدمات الالكترونية في الجزائر توجد في بدايتها على حد تعبيره، مؤكدا أن عمل الحماية الالكترونية يجب أن يكون شاملا و يدخل في إطار سياسة شاملة لحماية جميع القطاعات، و دعا في هذا الإطار إلى وضع سياسة وطنية شاملة للأمن المعلوماتي ، يتم تطبيقها من خلال ثلاث جوانب، أولا الجانب التقني ويتعلق الأمر بوضع برامج الحماية ضد الهجمات والفيروسات وهناك الجانب التحسيسي والتربوي والتكويني و الأمر الثالث يتعلق بالجوانب القانونية حيث تتم معاقبة الأشخاص الذين يتورطون في هذه الجرائم الإلكترونية.
وبالمناسبة دعا الخبير في تكنولوجيات الاعلام والاتصال، مستخدمي الأجهزة الإلكترونية إلى التأكد قبل فتح أي رسالة تصل عن طريق البريد الإلكتروني، خاصة إذا كان يوجد بها رابط أو ملف ، كما ينصح بوضع أجهزة الحماية من الفيروسات في الكمبيوتر أو الهاتف الذكي .
مراد - ح