توعّدت وزيرة التربية الوطنية أمس المتورطين في نشر موضوع اللغة العربية الخاص بامتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي في مواقع التواصل الاجتماعي بالمتابعة القضائية، موضحة أن نشر الموضوع كان بعد انطلاق الامتحان، دون أن يؤثر ذلك، حسبها، على أداء التلاميذ معلنة عن اتخاذ إجراءات مشددة لتأمين امتحانات شهادة البكالوريا، منها نصب كاميرات مراقبة وتسجيل بمراكز طبع وحفظ المواضيع.
وأبدت الوزيرة في ندوة صحفية نشطتها صبيحة أمس بولاية بشار على هامش إشرافها على الانطلاق الرسمي لامتحانات شهادة التعليم الابتدائي، ارتياحها لحسن سير العملية عبر جميع الولايات، بفضل توفير الظروف والوسائل اللازمة، مؤكدة أن الشروع في التحضير لهذا الموعد بدأ فور انقضاء الموسم الدراسي الماضي، بمساهمة قطاعات عدة، موضحة أن نشر موضوع اللغة العربية فور انطلاق الامتحان الخاص بهذه المادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم يؤثر على مجرى الامتحانات، بحكم أن التلاميذ في هذا المستوى لا يستعملون الهواتف النقالة بغرض الغش، متوعدة بمتابعة القضية وإحالة المتورطين على العدالة، مضيفة أن التقنيات المستعملة مكنت من كشف هوية الذي قام بنشر الموضوع، وأنها حرصت شخصيا على توفير ظروف تنظيم الامتحانات الوطنية، من بينها تجنيد المصالح المختصة في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي المحتمل أن تستغل في عمليات غش، على غرار السنة الماضية.
و أكدت بن غبريط على تشديد إجراءات الرقابة على مستوى مراكز الإجراء الخاصة بامتحانات شهادة البكالوريا، حيث ستتولى المصالح المعنية تنسيق العمل فيما بينها، خاصة بين الجهات الأمنية لمنع وقوع أي تجاوزات، إلى جانب تأمين مراكز طبع وحفظ المواضيع، من خلال نصب 135 كاميرا مراقبة وتسجيل وكذا وضع 76 جهاز تشويش، وتجنيد 40 شرطيا لحراستها، مضيفة أن تنظيم الامتحانات الوطنية لا يهم قطاع وزارة التربية وحده، بل يخص قطاعات عدة، من بينها الجماعات المحلية التي تتولى توفير الإطعام والنقل وأجهزة التكييف.
900 تلميذ أجنبي شارك في الامتحانات
وقالت الوزيرة إن أسئلة الامتحانات الوطنية تم إعدادها في عزلة تامة، من أجل تفادي محاولات التسريب، نافية إجراء دورة ثانية لفائدة الراسبين في امتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، لكنها أكدت تمكين من لن يسعفهم الحظ في الحصول على المعدل من احتساب المعدل السنوي، أي التقويم المستمر، لتصل النسبة الإجمالية للنجاح ما بين 90 و 95 بالمائة، في حين أن 75 بالمائة من الناجحين سينتقلون إلى الطور المتوسط عن طريق احتساب معدل الشهادة فحسب، وأحصت المتحدثة مشاركة 900 تلميذ أجنبي في امتحانات شهادة التعليم الابتدائي، من بينهم سوريين وأردنيين وليبيين، تم إعفاؤهم من الامتحان في اللغة الفرنسية، نظرا لعدم تمكنهم من المادة رغم دروس الدعم التي تلقوها خلال العام الدراسي، إلى جانب مشاركة 420 تلميذا من ذوي الاحتياجات الخاصة في هذه الامتحانات، من بينهم من يعانون أعراضا خفيفة تتعلق بمرضي التوحد والتريزوميا، وبشأن تزامن الامتحانات الوطنية مع موسم الحر، قالت بن غبريط إن هذه المواعيد تجري سنويا في فصل الصيف على غرار عديد الدول العربية التي تعرف نفس الظروف المناخية.
وأكدت الوزيرة مواصلة تطبيق إصلاح المنظومة التربوية في الموسم المقبل بالنسبة لسنوات الثالثة والرابعة ابتدائي، والثانية والثالثة متوسط، مع مراجعة نظام التقويم البيداغوجي ووضع مخطط وطني للتعليم والامتحانات بهدف ضمان مدرسة نوعية، مشيدة بالمستوى التعليمي بولاية بشار، ووعدت بافتتاح امتحانات شهادة التعليم المتوسط من الغرب، في حين ستعلن انطلاق امتحانات البكالوريا من الشرق.
وأبدت جمعية أولياء التلاميذ من جانبها رضاها عن السير الحسن لامتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، وقال مسؤول التنظيم «خالد أحمد» إن التحضير للامتحانات الرسمية يعد قضية وطنية وهو يحظى بعناية خاصة، في حين عبر بعض الأولياء ممن التقتهم «النصر» أمام بعض مراكز الإجراء عن قلقهم بشأن موضوع مادة الرياضيات الذي تضمن حسبهم أسئلة لم يدرسها التلاميذ خلال السنة الدراسية، ويتعلق الأمر بالرسم البياني الذي يحدد السرعة، ومنهم من أبدى امتعاضه بسبب نشر موضوع اللغة العربية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خشية أن يؤثر على حسن سير العملية، في حين قلل آخرون من شأن محاولات التسريب، لأن نشر الموضوع تم بعد انطلاق الامتحانات، والتقت مجمل مواقف الأولياء عند سهولة موضوع اللغة العربية الذي تمحور حول موضوع البيئة، وكذا موضوع اللغة الفرنسية، مؤكدين أن الأسئلة كانت في مجملها معقولة مقارنة بالامتحانات الفصلية.
لطيفة/ب