اشتكى الكثير من الممتحنين أمس في اليوم الثالث من امتحانات البكالوريا من التأثيرات السلبية لارتفاع درجة حرارة الطقس التي فاقت في عدة مناطق من الوطن الـ 40 درجة، وإشاعات التسريب على تركيزهم، وتحدثت مصادر متطابقة عن تسجيل عدد من الإغماءات في قاعات الامتحان في أوساط التلاميذ، تم نقل بعضهم إلى المستشفيات.
ذكرت مصالح الحماية المدنية أنها تدخلت لإسعاف وإجلاء ما لا يقل عن 75 تلميذا من الممتحنين في مختلف مراكز الإجراء عبر 10 ولايات بمختلف أنحاء الوطن بسبب تأثيرات حرارة الطقس والصيام وعوامل أخرى كالإرهاق، كما تحدث أساتذة حراس عن تسجيل حالات كثيرة من الإغماء عبر الوطن مرجعين أسباب ذلك ليس إلى تأثيرات الحرارة والصيام وإنما أيضا بسبب مواجهتهم صعوبات في الإجابة على أسئلة بعض المواد سيما الأساسية منها، مشيرين إلى أن بعض هؤلاء المترشحين اضطروا تحت مختلف التأثيرات وخاصة حرارة الطقس إلى الإفطار من خلال شرب الماء والعصائر.
وخلال جولة ميدانية قادتنا إلى عدد من مراكز العاصمة، اشتكى تلاميذ من فقدان التركيز بسبب حالة القلق التي أصبحوا يعيشوها كل ليلة تحت وقع ‹›أخبار›› أو ‹›إشاعات ‹› عن وجود مواضيع عشية الامتحانات على الانترنيت.
وفي هذا الصدد ذكر ممتحنون من شعبتي اللغات الأجنبية والتسيير والاقتصاد عن تسريب مادتي " الفلسفة" و "الاقتصاد والتسيير " ليل الاثنين إلى الثلاثاء ، ما جعل الكثير منهم يقضي ساعات طوال في البحث عن الحلول قبل أن يتفاجأوا بأن المواضيع التي سلمت لهم لم تكن تلك المنشورة على الفايسبوك، وقال بعض الذين التقينا بهم أن الوزارة تكون قد لجأت إلى توزيع الموضوع البديل، إلا أن وزارة التربية الوطنية نفت مرة أخرى بشكل قاطع ما يتردد. وأكد المستشار الإعلامي للوزارة لمين شرفاوي للنصر بأن ‹› من المستحيل حدوث التسريبات ‹› ، وذكّر مرة أخرى بإجراءات التأمين المشددة على مستوى مقرات دواوين الامتحانات والمسابقات، التي يستحيل معها – حسبه – حدوث تسريبات، مبرزا بأن إطارات من الوزارة يبيتون في نفس غرف حفظ المواضيع داخل أكياس مشمعة وتحت أعين كاميرات المراقبة. من جهة أخرى سجلنا ارتياحا كبيرا في أوساط مترشحي شعبة العلوم التجريبية بالجزائر العاصمة بخصوص المواضيع التي قدمت لهم شأنهم في ذلك شأن أغلبية الممتحنين في الفلسفة من مترشحي شعبة الآداب والفلسفة.
وفي قسنطينة أكد عدد من الممتحنين أن اختبار مادة العلوم الطبيعية، كان في المتناول وخاصة الموضوع الأول، الذي جاء حول المناعة و التركيب الضوئي، فيما تحدثت نسبة قليلة منهم عن طول المواضيع و هو أمر اعتبروه غير مقبول و أثر على تركيزهم نوعا ما.
أما ممتحنو شعبتي الآداب والفلسفة و كذا اللغات الأجنبية، الذين اجتازوا اختبار مادة الفلسفة، فقد عبر الكثير منهم عن استياءه من الإشاعات التي تطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول تسريب المواضيع، إذ أكد لنا عدد كبير منهم، عن تداول إشاعات ليلة أول أمس عبر «الفايسبوك»، حول تسريب موضوع الفلسفة، الذي تم تغييره حسبهم، بالموضوع الاحتياطي، و هو ما شوش تفكيرهم، و أثر عليهم على حد تأكيدهم. و لاحظنا أمس بأنه تم إضافة بعض الوقت، وصل إلى نصف ساعة، ببعض المراكز، و ذلك نتيجة التأخر في توزيع المواضيع، حسب ما ذكره مترشحون، و أكد مدير التربية للولاية محمد بوهالي، في تصريح للنصر، أن اليوم الثالث مر في ظروف جيدة، نافيا حدوث أي تسريبات، فيما كشف عن تسجيل 8 حالات غش، 4 منها على مستوى بلدية عين عبيد لمترشحين نظاميين، و الحالات المتبقية متفرقة بكل من حي زواغي و حي بوالصوف، و قد تم إقصاء المترشحين الذين ضبطوا متلبسين باستخدام هواتف نقالة و أجهزة بلوثوت متطورة أحدها يشبه البطاقة المغناطيسية.
أجهزة بلوتوث رغم صغرها توقع بأصحابها
وأكد مدير التربية لولاية قسنطينة، بأن المصالح المعنية اضطرت إلى استدعاء طبيب لاستخراج جهاز بلوتوث من أذن أحد المترشحين، معبرا عن تأسفه من ارتفاع عدد حالات الغش، و لجوء البعض إلى التحايل للتملص من التفتيش و رقابة جهاز كشف المعادن، خاصة أنه لم تسجل سوى حالتي غش خلال اليومين الأولين. وفي ذات السياق ذكرت شاهدة عيان للنصر بأنها صادفت سيدة في "سيبار " بصدد إملاء الإجابة بالهاتف على شقيقها الذي اعترفت أنه كان بحوزته جهاز أذن جلبه من الخارج لا يمكن أن يتم اكتشافه كما أنه لا يمكن سحبه من أذنه سوى من طرف طبيب.
وفي ولاية باتنة تم تسجيل حالة غش جماعي بالبلوتوث بين حوالي 15 مترشحا في مركز ثانوية رحال عبد الحميد بنقاوس، ولم يتقبل الغشاشون إقصاءهم ودخلوا في مناوشات مع رجال الشرطة.
أما في ولاية البليدة فقد تسبب ارتفاع درجة حرارة الطقس المصحوبة بهبوب رياح ساخنة ووصولها إلى 40 درجة، معاناة كبيرة للممتحنين، وهو ما أدى إلى تسجيل عدة حالات إغماء في الفترة الصباحية ، إلى جانب تأثير الصيام، وعبر عدد من المترشحين عن تأثير الحر الشديد على الامتحانات في اليوم الثالث، خاصة وأن المواد التي امتحن فيها التلاميذ في اليوم الثالث مهمة وتحتاج إلى تركيز وطاقة، خاصة مادة الفلسفة بالنسبة لشعبة آداب وفلسفة، وعلوم الطبيعة والحياة بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية، وعن تقييم الأسئلة تراوحت تصريحات التلاميذ بين من وصفها بالصعبة بالنسبة لمادة الفلسفة، في حين امتحان علوم الطبيعة والحياة، كان في متناول شعبة العلوم التجريبية.
من جانب آخر كشف مصدر من لجنة المتابعة التابعة لمديرية التربية عن رصد حوالي 10 حالات غش خلال الثلاث أيام الأولى من الامتحانات استعمل أصحابها في أغلب الأحيان قصاصات ورقية، واتخذت ضدهم الإجراءات القانونية اللازمة وإقصائهم من الامتحانات. أما في ولاية تيزي وزو التي سجلت ارتفاع عدد الغيابات إلى 2457 حالة من بينهم 161 من النظاميين، أكد مترشحو شعبة العلوم التجريبية أن امتحان العلوم الطبيعية لم يكن صعبا و لم يخرج عن المقرر الدراسي فيما اشتكى آخرون من طول الموضوع الثاني، أما مترشحو شعبتي آداب و فلسفة و لغات أجنبية فقد أجمع من التقينا بهم عبر مختلف مراكز تيزي وزو على أن امتحان مادة الفلسفة أربكهم، و قالوا بأن الأسئلة كانت صعبة. وفي برج بوعريريج جرت الامتحانات في ظروف عادية حسب مديرية التربية، فيما اختلفت أراء الممتحنين في شعب الآداب حول أسئلة الفلسفة بين من يرى أنها كانت صعبة و معقدة و من يعتبر أنها عادية ومستمدة من المقرر المدرسي.
احتجاج مترشحات تمّ ضبطهن متلبسات بالغش
ما ميز اليوم الثالث لامتحانات البكالوريا بأم البواقي، ارتفاع عدد حالات الغش إلى 17 حالة، وكذا ارتفاع عدد المقصيين بسبب الغيابات إلى 2154 مقصى، وشهدت متوسطة بن مهيدي بعين فكرون المخصصة لمترشحي شعبتي تسيير واقتصاد وآداب وفلسفة من الأحرار، احتجاج مترشحات رفقة أوليائهن، بعد أن تم إقصاؤهن عندما تم ضبطهن متلبسات بالغش في مادة الفلسفة، وتسببت المترشحات المقصيات في فوضى عارمة داخل المركز، من جهة أخرى سجلت مصالح الحماية المدنية أزيد من 10 حالات إغماء لمترشحين تم نقلهم لمستشفيات متفرقة. وبسطيف تم أمس اكتشاف حالة غش ثانية خلال امتحان البكالوريا ، حين تعمدت مترشحة من فئة الأحرار بثانوية الهضاب، بوضع سماعة الأذن موصولة بالهاتف النقال، خلال امتحان مادة الفلسفة، فتم إقصاؤها وإخراجها من قاعة الامتحان. كما سجلت مديرية التربية لولاية تبسة 61 حالة إقصاء في أوساط المترشحين إلى غاية صبيحة أمس الثلاثاء، وعلمت النصر أن أغلب هذه الإقصاءات مرتبط بعضها بالغش وإحداث الفوضى داخل مركز الامتحان، وحملت الحصيلة السابقة إقصاء عدد من المترشحين لحضورهم متأخرين إلى مراكز الإجراء وبعد الوقت القانوني.
ع.أسابع / ع. مشاطي/ المراسلون