أكد رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، بأن تعيين الإسباني لوكاس ألكاراز مدربا للمنتخب الوطني لم يكن قرارا إنفراديا، بل جاء بعد تلقيه الضوء الأخضر من المكتب الفيدرالي، وكذا بعد التشاور مع المناجير العام حكيم مدان، مضيفا أنه وبصفته المسؤول الأول على الإتحادية مستعد للمحاسبة على هذا القرار، لكن بناء على النتائج الميدانية للمنتخب تحت إشراف هذا التقني.
زطشي وفي ندوة صحفية نشطها أمس بمجمع عمر كزال على مستوى مركز سيدي موسى، خصصها لتقييم 100 يوم من تواجده على رأس الفاف، تزامنا مع نهاية الموسم الكروي، أوضح بأن اختيار ألكاراز لتدريب الخضر كان مقترنا بجملة من العوامل والمعطيات، أبرزها السيرة الذاتية: «بعد تشريح الوضعية التي كان المنتخب الوطني يتواجد فيها، قررنا البحث عن ناخب يمتلك خبرة طويلة في إحدى البطولات الكبرى، والميول إلى المدرسة الإسبانية كان وفق معايير مدروسة، تراعي بالأساس التقارب الكبير في فلسفة اللعب، خاصة من الناحية الفنية الفردية، والسجل الشخصي لألكاراز يحتوي على 700 مباراة في الدوري الإسباني الأول و الثاني، الأمر الذي حفزنا على السعي لتجسيد هذا المشروع».
إلى ذلك أكد زطشي على أن الشق المالي كان من بين العوامل التي وجب أخذها في الحسبان خلال تلك الفترة: «الفاف تتواجد فعلا في أريحية مالية، بالنظر إلى الحصيلة المسجلة، لكن ذلك لا يعني بأننا قادرون على وضع كل هذه الإمكانيات لإبرام صفقة مع مدرب عالمي بقيمة خيالية، لأن تسيير شؤون الإتحادية لا يقتصر على المنتخب الأول والناخب الوطني فقط، بل هناك الكثير من الجوانب والورشات التي لا يمكن تجاهلها في التسيير».
من هذا المنطلق كشف زطشي بأن ألكاراز يتلقى مبلغ 60 ألف أورو، مقابل راتب 5 ألاف أورو لكل عنصر من الطاقم المساعد: «لأن هذه الصفقة أبرمت على حد تصريحه بعد تلقي الموافقة من أعضاء المكتب الفيدرالي، لأن هذا المدرب قبل العرض المقترح عليه، وأبدى استعداده الكلي لتجسيد برنامج العمل الذي سطرناه، بدليل أنه يقضي أطول فترة ممكنة بمركز سيدي موسى، وهذا لخدمة الكرة الجزائرية، من خلال معاينة الشبان ورسم خارطة طريق لكل المنتخبات الشبانية».
من جهة أخرى أعرب رئيس الفاف عن تفاؤله بمستقبل الخضر تحت إشراف ألكاراز، وأكد على أن الطاقم الفني الوطني الجديد مازال بحاجة إلى المزيد من الوقت، لوضع بصمته بصورة جلية على التشكيلة، خاصة من حيث الأداء المقدم، ولو أنني ارتحت كثيرا بعد النجاح في تدشين المهام بفوزين على غينيا والطوغو، لأن الظروف التي شرع فيها ألكاراز في العمل كانت جد استثنائية، سيما وأن آثار الإخفاق المسجل في دورة «كان 2017»، ألقت بظلالها على معنويات اللاعبين، وليس من السهل إستعادة روح المجموعة، لكن الإرادة مكنتنا من تحقيق الأهم، والعودة إلى ديناميكية الإنتصارات، خاصة أمام الطوغو».
على هذا الأساس كشف زطشي بأن المنتخب الأول يبقى في صدارة اهتمامات أعضاء الفاف، على أمل النجاح في تحقيق نتائج أفضل، وذلك بوضع كافة الإمكانيات الكفيلة بتحفيز اللاعبين على بذل قصارى الجهود، بحثا عن الانتصار في المنعرج الحاسم من تصفيات المونديال أمام زامبيا مطلع شهر سبتمبر القادم، لأن الفوز بلقائين كفيل حسبه بإعادة الحظوظ، رغم أن المهمة جد صعبة بعد الإنطلاقة المتعثرة.
صالح فرطاس
الرئيس الجديد للجنة سيعرف قريبا
كوسة ارتكب خطأ جسيما ومن حقنا تجميد عضويته في المكتب الفيدرالي
أعاب رئيس الفاف على عضو المكتب الفيدرالي مسعود كوسة التصرفات التي قام بها عقب الاجتماع الأخير، وأكد بأن القانون الأساسي للاتحادية يجبر كل عضو في الفاف على التقيد بمبدأ التحفظ، وتجنب التصريحات الإعلامية التي من شأنها أن تمس بمصداقية الهيئات الكروية الوطنية، معتبرا ما صدر عن كوسة « يمس بهذا الجانب، ويصنف في خانة الخطأ الجسيم».
وأكد زطشي بأن القانون يمنحه الصلاحيات لتعليق عضوية كوسة في المكتب الفيدرالي، وإحالته على مجلس التأديب، مع تقديم مقترح عقوبة في حقه على الجمعية العامة للمصادقة، لكن الإجراءات المتخذة إلى حد الآن تتمثل في إنهام مهامه من على رأس اللجنة الفيدرالية للتحكيم، من دون المرور إلى باقي المراحل من التدابير العقابية.
وأوضح زطشي في نفس الإطار بأن الإشكال الذي طفا على السطح يتمحور أساسا حول التركيبة، وهنا فتح قوسا ليؤكد على أن القوانين المعمول بها تمنح أعضاء المكتب الفيدرالي حق التحفظ على أي عضو عند اقتراحه، كما أن كوسة: « كان في نهاية المطاف قد وافق على التعديلات التي أدخلناها على تركيبة اللجنة الفيدرالية بعد نقاش ساخن، قبل أن يفاجئنا بتصريحات إعلامية وجه فيها أصابع الاتهام لبعض زملائه في المكتب».
وأبدى رئيس الفاف استغرابه من ميول جميع الأطراف الفاعلة في سلك التحكيم إلى عملية التعيينات، و السعي للتواجد في اللجنة الفرعية، مؤكدا على أن جوهر الإشكال تمحور حول هذا الجانب، وأكد أن التمسك بخدمات آمالو لم يكن بحسابات ضيقة، وإنما لضمان الاستمرارية في العمل المنجز منذ منتصف الموسم الفارط، من دون التشكيك في مؤهلات وقدرات بيشاري و بن عروس، الذي شطب من القائمة.
وختم حديثه بأن الرئيس الجديد للجنة سيتم الإعلان عنه في الأيام المقبلة، وإستراتيجية عمل جديدة سطرها المكتب الفيدرالي تقضي بالضرب بيد من حديد، مع تأكيده على قرار نشر تعيينات الحكام بصفة منتظمة على موقع الرابطة لضمان تسيير البطولة بكل شفافية.
ص / فرطــــاس
لست مفروضا من أي جهة لرئاسة الفاف وترشحي كان بخبرة 23 سنة
أبدى زطشي استغرابه من الخرجات الإعلامية التي ما فتئ أصحابها يقللون من قيمته كرئيس للفاف، وكأنه غير مؤهل لتولي هذه المهمة، حيث استغل الندوة الصحفية للرد على الحملة التي تطاله في «بلاطوهات» القنوات التلفزيونية، مع تمسكه بالشرعية والتأكيد على أن لديه الكفاءة التي ترشحه لتسيير المنظومة الكروية الوطنية: أنا واحد من أبناء الميدان ولدي خبرة طويلة. لست الشخص الذي يوافق على أن تفرضه جهات أخرى لشغل منصب حساس، مقابل التجرد من سلطة القرار».
زطشي عاد إلى المشاكل التي طفت على السطح قبيل الجمعية الانتخابية وحتى أثناء الانتخابات، وأكد أن الجمعية العامة للفاف متعودة على ذلك السيناريو: «سعي بعض الأعضاء إلى إلغاء الدورة،جسد النوايا الصريحة للمعارضة في إبقاء الفاف تتخبط في دوامة من المشاكل الإدارية، بنية تقديم خدمة لطرف آخر على حساب المصلحة العامة».
وأوضح بأن فكرة ترشحه لرئاسة الإتحادية ليست وليدة مخطط وضعته أطراف أخرى: «كنت قد أعلنت منذ عدة أشهر عن رغبتي في خوض تجربة في الفاف، بحكم أنني أمتلك خبرة 23 سنة في عالم كرة القدم. لست دخيلا كما أن ترشحي كان بهدف المساهمة في تطوير كرة القدم الجزائرية، من خلال برنامج عمل طموح».
وأضاف زطشي بأن المعارضة التي ظهرت خلال الجمعية الإنتخابية، لم تمنعه من الحصول على تزكية الأغلبية: «ولو أن ذلك أعطى الانتخابات طابعها الديمقراطي الفعلي، وجلعني أحس بأنني لن أكون بمنآى عن الإنتقادات بمجرد شروعي في العمل».
كما أوضح بأن المكتب الفيدرالي الجديد، تسلم المهام في ظروف جد عصيبة: «كنا مجبرين على ركوب القطار في منتصف الطريق، لما كان يسير بسرعة فائقة، ولم يكن من السهل علينا مواكبة الريتم، بسبب المشاكل الكثيرة التي تتخبط فيها المنظومة الكروية، لأننا اصطدمنا بعدة مشاكل متراكمة منذ عدة سنوات، ولم نكن نملك العصا السحرية التي تسمح لنا بإيجاد حلول ميدانية عاجلة، كما أن الموسم الكروي كان جار، ومخلفات الإقصاء من دورة «كان 2017»، دون تجاهل مشاكل التسيير الداخلي للفاف والرابطات».
من هذا المنطلق أكد زطشي بأنه كان بحاجة إلى الوقت الكافي لتشريح الوضعية قبل الشروع في عملية البحث عن الحلول الناجعة لبعض المشاكل، مع تنصيب المنتخب الوطني وتنظيم بطولة الرابطة المحترفة في صدارة الأولويات: «لم يكن من السهل علينا إيجاد مخرج لتلك الوضعية المعقدة، حيث وضعنا إستراتيجية تهدف إلى ضخ دم جديد في المنظومة، بوضع الثقة في طاقات شبانية كانت تعاني التهميش، لكن دون أن ننتقد المسؤولين السابقين للفاف، ولا طريقتهم في التسيير».
ص / فرطــــاس
600 مليار لإنجاز مراكز التكوين
إلغاء مشروع فندق الفاف بسبب "لا منطقية" تسجيل العملية
أعلن زطشي عن قرار إلغاء مشروع فندق الفاف (4 نجوم)، بعد تزكيته بالإجماع من طرف المكتب الفيدرالي، في انتظار القرار الرسمي والنهائي من أعضاء الجمعية العامة، مع اقتراح توجيه 600 مليار سنتيم التي كانت مخصصة للإنجاز، إلى تشييد 4 مراكز للتكوين تابعة للإتحادية.
رئيس الفاف استغرب الطريقة التي تم بها تسجيل مشروع الفندق، وتخصيص ميزانية جد معتبرة: «رغم أن الفاف هيئة وطنية بطابع رياضي، والمادة 1 من القانون الأساسي تنص على أن مسعى الإتحادية يبقى تطوير كرة القدم، و بالتالي فمن غير المنطقي الميول إلى الطابع التجاري على حساب الهدف الرئيسي للفاف».
وأكد بأن فكرة إنجاز الفندق كانت بهدف الإستثمار، وذلك بتخصيص حصة الأسد من ميزانية الإتحادية لتشييد الفندق، بصرف النظر عن تشبع العاصمة من حيث الهياكل والمرافق الفندقية، مع انتظار- كما صرح- مدة زمنية لا تقل عن 3 سنوات للشروع في استغلال عائدات هذا المشروع، وتوجيهها للتكوين، لذا قررنا بعد دراسة معمقة اختصار الطريق، وإلغاء مشروع الفندق، مقابل اقتراح الإستثمار العقلاني في المجال الكروي، ببرمجة مشاريع لإنجاز 4 مراكز للتكوين، لأن هدفنا الرئيسي ليس كسب المال، و إنما التكوين، و هو الأمر الذي سنعرضه على الجمعية العامة في المستقبل القريب».
ص / فرطــــاس