• الحرائق تأتي على مئات الهكتارات من الغابات و الأحراش و الأدغال
تدخل أفراد الجيش الوطني الشعبي، أول أمس، لإخماد الحرائق التي حاصرت قرى و مداشر عبر العديد من بلديات ولاية تيزي وزو حيث تم إجلاء المواطنين المتضررين ، و أتت الحرائق على مئات الهكتارات من الغابات و الأحراش و الأدغال، و حاصرت النيران بيوت السكان ، فيما لقي شخص حتفه متأثرا بحروقه بمنطقة ذراع الميزان.
و أوضح ، بيان للمديرية المحلية للحماية المدنية، أمس، تحصلت النصر على نسخة منه ، أن 50 حريقا على الأقل اندلعت في يوم واحد عبر مختلف قرى تيزي وزو، من بينها 16 حريقا كبيرا تم تسجيلها على مستوى بلديات تيزي غنيف، و ذراع الميزان، و إيفرحونان، و تيقزيرت، و بني دوالة، و تيزي وزو، و آيت خليلي، و تيزي راشد، و آيت يحي موسى، و مكيرة، و عزازقة، و بوغني، و مشطراس، و معاتقة، و إفليسن، و آيت عقاشة.
و قد سخرت مديرية الحماية المدنية كافة إمكانياتها البشرية و المادية من أجل إخماد الحرائق، و إنقاذ السكان بالتنسيق مع أفراد الجيش الوطني الشعبي، خاصة في الحرائق المندلعة ببلدية آيت يحي موسى في دائرة ذراع الميزان الواقعة جنوب تيزي وزو، كما شاركت مصالح محافظة الغابات و الجزائرية للمياه و المصالح البلدية في العملية، و سخرت مختلف المؤسسات إمكانياتها الخاصة مع المواطنين من أجل التحكم في ألسنة النيران الملتهبة و أضاف بيان مديرية الحماية المدنية، أن التحكم في الحرائق كان صعبا جدا بالنظر إلى توسعها، خاصة مع هبوب رياح قوية ساخنة في العديد من القرى المتضررة، ما أثر على عميلة التحكم في ألسنة النيران و خلفت الحرائق في حصيلة أولية خسائر في الأرواح، بحيث لقي شخص مصرعه بعد إصابته بحروق بليغة يبلغ من العمر 64 سنة، و كان يساعد مصالح الحماية المدنية في إخماد الحرائق المندلعة في قرية آث رحمون ببلدية آيت يحي موسى، و قد فارق الحياة قبل وصوله إلى مستشفى ذراع الميزان، و تعرض شخصان إلى حروق، تم تحويلهما إلى المستشفى من طرف أفراد الجيش الوطني الشعبي، فيما تم إنقاذ 6 أشخاص آخرين تعرضوا للاختناقات بسبب الدخان الكثيف، من بينهم عونان من الحماية المدنية تم نقلهم إلى المستشفى لإسعافهم.
كما أتت الحرائق على مئات الهكتارات من الغابات و الأحراش و الأدغال، و حاصرت النيران بيوت السكان و احترقت بعض الحظائر، و أشار البيان ذاته إلى أن لجنة مختلطة تؤطرها مصالح محافظة الغابات، تم تنصيبها من أجل إحصاء الخسائر المادية التي خلفتها مختلف الحرائق المندلعة عبر غابات تراب الولاية.
و ذكر بعض سكان القرى المتضررة من الحرائق، أنهم اضطروا إلى مغادرة منازلهم هروبا من الحرارة الشديدة، و خوفا على حياتهم من ألسنة النيران التي حاصرت بيوتهم، خاصة في دائرة معاتقة و تيزي راشد و ذراع الميزان و في سياق متصل، أوضح مصدر من محافظة الغابات لدائرة ذراع الميزان، أن 5 حرائق كبيرة كبدت المنطقة خسائر جد هامة في الثروة الغابية، و التهمت النيران مساحات معتبرة من الغطاء النباتي، قدرت بأكثر من 770 هكتارا، كما دمرت أزيد عن 15 ألف شجرة زيتون في آيت يحي موسى، إضافة إلى المئات من الأشجار المثمرة الأخرى على غرار أشجار التين و الكروم.
كما أفاد بيان للمديرية العامة للحماية المدنية، أمس، تحصلت النصر على نسخة منه أنه خلال الفترة الممتدة ما بين 11 إلى 12 جويلية 2017 (أي خلال 24 ساعة الأخيرة)، تدخل الجهاز الأمني الخاص بمكافحة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية التابع للحماية المدنية ، من أجل إخماد 31 حريق غابات، 19 حريق أدغال و كذا 9 حرائق لمحاصيل زراعية، وأضاف المصدر ذاته، أن الخسائر قدرت ب 378 هكتارا من الغابات، 110 هكتار أدغال و 9 هكتارات قمح، إضافة إلى 3110 حزمة تبن وكذا 6714 شجرة مثمرة محروقة.
و سجلت مصالح الحماية المدنية حسب نفس المصدر، إصابة شخص بحروق بليغة على إثر عملية إطفاء حريق غابي بمنطبقة ذراع الميزان، حيث توفي متأثرا بحروقه أثناء نقله إلى المستشفى المحلي.
في حين تدخلت مصالح الحماية المدنية من أجل انتشال جثث 3 غرقى متوفين بالمجمعات المائية في كل من ولايات ميلة حيث توفي شخص غرقا بالواد المسمى حمام بن هارون ببلدية قرارم قوقا، وفي ولاية قسنطينة توفي شخص غرقا بحوض مائي بالمكان المسمى قرية بن يوب ببلدية بن باديس، دائرة عين عبيد، كما توفي شخص بولاية البليدة ،غرقا على مستوى سد مائي متواجد بالمكان المسمى المستقبل، ببلدية و دائرة موزاية.
وللإشارة وتبــعا للنشرة الجــوية الخــــــــاصة بارتفاع درجات الحرارة المرتقبة خلال الأيام المقبلة، وللوقاية من الضربات الشمسية أوصت المديرية العامة للحماية المدنية المواطنين بالالتزام ، بعدم التعرض لأشعة الشمس خاصة الأشخاص المسنين و أصحاب الأمراض المزمنة و الأطفال و تجنب الخروج و التنقل خلال هذه الفترة، إلا في حالات الضرورة، ويجب الخروج في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء خاصة في الولايات الداخلية والبقاء تحت الظل قدر المستطاع بالإضافة إلى إغلاق النوافذ والستائر و واجهات الشرفات التي تتعرض لأشعة الشمس طول النهار، ترك النوافذ مغلقة ما دام أن درجة الحرارة الخارجية أعلى من درجة الحرارة في داخل المنزل، إضافة إلى فتح النوافذ في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، كما أوصت نفس المصالح بإطفاء الأنوار الكهربائية أو التقليل من استعمالها وإذا توجب الخروج، يجب ارتداء قبعة، ملابس خفيفة (القطن) وعلاوة على ذلك، يفضل أن يكون فاتح اللون ، إضافة إلى تجنب الأعمال التي تتطلب مجهودات بدنية (الرياضة، البستنة، والحرف الأخرى وعدم التوافد على المجمعات المائية للسباحة نظرا لخطورتها مع الاستحمام عدة مرات في اليوم بدون تجفيف البدن وكذا الحرص على شرب المـــاء بانتظام خاصة للأطفال و المرضى و الأشخاص المسنين وعدم الانتظار حتى يصابوا بالعطش.
وبالنسبة لسائقي السيارات و الذين لا تتوفر سيارتهم على مكيف هوائي، من المستحسن حسب نفس المصدر، تفادي قطع مسافات طويلة خلال الأوقات التي تشتد فيها الحرارة،و من الأفضل برمجتها في وقت متأخر من المساء عند انخفاض درجات الحرارة أو بالليل وعدم ترك الأطفال وحدهم داخل السيارة.
مراد – ح/ سامية إخليف