نظمت الوكالة الوطنية للسدود و التحويلات المائية بالتنسيق مع المديرية العامة للحماية المدنية، يوم أمس، على مستوى سد بني هارون بميلة، حملة تحسيسية ضد مخاطر السباحة في الأودية و السدود، صرح خلالها العقيد فاروق عاشوري المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، بأن عدد الوفيات جراء هذه الظاهرة منذ الفاتح جوان إلى اليوم، بلغ 41 حالة، و على مستوى الشواطئ التي تعرف توافدا كبيرا للمصطافين كان العدد 53 حالة وفاة.
و قد اعتبر السيد عاشوري، أن ما سجل من وفيات على مستوى المجمعات المائية، لا يختلف كثيرا عما سجل على مستوى الشواطئ، و أنه ينذر بخطر كبير لظاهرة السباحة في الوديان و السدود الممنوعة تماما، و لهذا تم تسطير برنامج من قبل المديرية العامة للتحسيس بمخاطرها و عواقبها، خصوصا و أنها تكون في أماكن معزولة في الغالب يصعب وصول وحدات التدخل إليها في الوقت المناسب، و بذلك كانت مجمل التدخلات لانتشال الجثث و ليس لإنقاذ الأرواح كما يفترض، و أضاف بأن المسعى هو التقليل من هذا السلوك الذي يشد الشباب و الأطفال في المناطق البعيدة عن البحر، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة .
و ذكرت المكلفة بالاتصال على مستوى الوكالة الوطنية للسدود و التحويلات المائية، بأنه تم تسجيل 17 حالة وفاة غرقا على مستوى السدود البالغ عددها 75 سدا عبر الوطن، منذ 14 ماي المنصرم تاريخ انطلاق أول حملة تحسيسية ضد مخاطر السباحة في السدود و الأودية، ما يعني أن بقية الوفيات المسجلة ( أي 24 غريقا ) سجلت في المجمعات المائية من وديان و برك و ما إلى ذلك، كما أشار مدير استغلال سد بني هارون السيد المانع عز الدين خلال مداخلته بالمناسبة، إلى الخطورة الكبيرة لهذه الظاهرة و ما تستدعيه من تضافر للجهود من قبل الجميع، و منها الوكالة التي ذكر بما خصصته من إمكانيات مادية و بشرية للحد من هذه الظاهرة التي تستهوي أبناء المناطق الواقعة بالقرب أو على ضفاف السدود و الأودية، منها اقتناء الوكالة لـ50 قاربا جديدا للتدخل بأي نقطة كانت من السدود، بالإضافة إلى ما هو مبذول للتخلص من المنازل المحاذية للسدود بعد تعويض سكانها، و التي صارت مكانا يقصده الأطفال و الشبان للسباحة و المغامرة بحياتهم.
كما ثمن مدير السد ما تم الاتفاق عليه بين الوكالة و المديرية العامة للحماية المدنية بخصوص تكوين فرق مزدوجة للمراقبة و التدخل على مستوى السدود و حدودها، بكل فعالية و بالسرعة المطلوبة، و دعا المانع إلى أن تكون هبة من الجميع للتحسيس من خلال منابر المساجد و عبر وسائل الإعلام المختلفة، و كذا من خلال المجتمع المدني الذي قال أنه يجب أن يأخذ موضعه الصحيح من هذا الخطر، و أشار إلى انطلاق قافلة تحسيسية تبدأ من ولاية ميلة أين تمس بها 08 بلديات محاذية لسد بني هارون، متجهة نحو ولايات أخرى، ما يشمل 10 سدود و تكون القافلة مدعمة بإطارات الوكالة وكذا مختصين نفسانيين بالإضافة إلى توزيع المطويات و غيرها.
و خلال الجولة التي قام بها رجال الحماية المدنية و إطارات الوكالة الوطنية للسدود مع الأسرة الإعلامية بالقوارب في سد بني هارون، عقب المداخلات و النقاش الذي تلاها، تم الوقوف على شباب و أطفال اتخذوا من ضفة السد بمنطقة السيباري التابعة لبلدية القرارم قوقة شاطئا، و يسبحون في مياه السد دون مبالاة بالخطر المحدق بهم، و اعتبروا في ردهم على الصحافة، بعد أن وزعت عليهم مطويات تحذيرية من مخاطر هذه السباحة، أنهم يجدون المكان متنفسا لهم في ظل غياب مرافق ترفيهية أو مسابح يلجؤون إليها وقت الحر، كما أضافوا بأنهم يعانون من أزمة مياه منذ مدة معتبرة بمنطقتهم، حرمتهم حتى من الاستحمام، ما جعل السباحة ملاذهم الوحيد.
ابن الشيخ الحسين.م