أكد وزير التجارة أحمد عبد الحفيظ الساسي، أمس، على أهمية الاستثمارات القطرية بالجزائر وعلى رأسها مركب الحديد و الصلب ببلارة بولاية جيجل، الذي سيشرع في الإنتاج الأيام القليلة المقبلة.
وأفاد بيان لوزارة التجارة، أمس، أن مركب الحديد والصلب ببلارة بجيجل، المتمخض عن شراكة جزائرية- قطرية، سيشرع في الإنتاج في الأيام القليلة القادمة، وجاء البيان عقب استقبال وزير التجارة، أمس، بمقر دائرته الوزارية لسفير دولة قطر بالجزائر، إبراهيم محمد بن عبد العزيز صلاح السهلاوي ، حيث تباحث الطرفان مجموعة من القضايا الاقتصادية المشتركة، وأكد الوزير بالمناسبة، أن دائرته الوزارية على أتم الاستعداد لمواصلة الإطار التشاوري من أجل خلق فرص استثمار أقوى وإعادة بعث رابط التواصل بين المستثمرين الجزائريين والقطريين معربا عن حرصه الكامل في رفعه حصص التصدير وخلق ميكانيزمات لشراكات جديدة، حسب البيان، كما أشار الوزير إلى أهمية الاستثمارات القطرية بالجزائر، وعلى رأسها مركب الحديد و الصلب ببلارة بولاية جيجل الذي سيشرع في الإنتاج الأيام القليلة المقبلة.
ومن جانبه ثمن السفير القطري، العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين، مبديا ارتياحه لكل الشراكات الاقتصادية التي تم تحقيقها لحد الساعة، ونوه بكل التسهيلات والمناخ الخصب للاستثمار في الجزائر بفضل الإرادة السياسية والأسس المتينة التي أرساها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة . وللإشارة، سينطلق هذا المركب في الإنتاج خلال الأيام القليلة المقبلة، بقدرة انتاج ب 2 مليون طن سنويا من الحديد الموجه للبناء، ليصل إلى 5 ملايين طن في المستقبل، ويعتبر مركب الحديد والصلب ببلارة، ثمرة شراكة استثمارية على أساس قاعدة 49/51 بالمائة بين كل من مؤسسة "سيدار" الجزائرية و الصندوق الوطني للاستثمار و" قطر ستيل إنثرناشيونال" .
و قد كلف إنجاز هذا المركب ما يزيد عن 2 مليار دولار، حيث تكفلت بالأشغال شركة إيطالية و يضم 10 وحدات، تتمثل في وحدة الاختزال المباشر، حيث يتم تنقية الحديد الخام وتحويلها والوحدات الثلاث للدرفلة باعتبارها نواة المركب، حيث يتم إنتاج الحديد بمختلف أنواعه حسب الطلب و حسب دراسة السوق بالإضافة إلى فرنين كهربائيين و محطة للغاز الطبيعي ومحول كهربائي و مصنع للجير و وحدة لمعالجة المياه، ومن شأن هذا المركب أن يقلص من فاتورة استيراد الفولاذ ، كما يساهم في تخفيض مستويات نسبة البطالة المسجلة بالمنطقة ويعتبر أيضا بادرة لتغيير النمط الاقتصادي و سيفتح آفاقا جديدة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في الولاية.
مشروع مركب الحديد و الصلب الذي يتربع على مساحة 216 هكتارا من أصل 532 هكتارا تحتلها المنطقة الصناعية بلارة بالميلية التي تبعد بـ 45 كلم شرق جيجل، سيجعل من الولاية أحد أهم الأقطاب في صناعة الحديد بإفريقيا والوطن العربي، وقد دخل المركب المرحلة التجريبية للإنتاج عبر الدرفلة الأولى شهر آفريل المنقضي، و سبق و أن أشار الوالي السابق العربي مرزوق خلال حفل أقيم على شرفه نهاية الأسبوع الفارط، إلى أن أول عمود من الحديد سيتم إنتاجه يوم 15 أوت المقبل، مؤكدا على أن الحلم الذي انتظره سكان الولاية سيتجسد على أرض الواقع.
و قد أعطيت إشارة انطلاق إنجاز المركب في مارس2015 من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال، و بفضل تضافر مختلف الجهود، استكملت الأشغال الأولية بوحدة الدرفلة الأولى بهذا المركب.
و تكمن أهمية المشروع، في كونه سيسمح بتقليص فاتورة استيراد الحديد بحوالي 10 مليار دولار، حسب تصريحات سابقة للجهات الرسمية، ليساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من احتياجات الجزائر من هذه المادة، و ذلك في مجالات البناء و الأشغال العمومية، و زيادة على ذلك سيساهم في تخفيض مستويات نسبة البطالة المسجلة بالمنطقة، بفتح 3 آلاف منصب عمل قار، و 1500 منصب غير مباشر، و في الوقت الحالي، يتم إنجاز الدرفلة الثانية و الثالثة و التي بلغت نسبة الإنجاز بهما حدود 64 بالمئة، حسب التقرير الذي قدم بتاريخ 25 ماي 2017 خلال اجتماع أقيم بمقر الولاية، فيما فاقت نسبة إنجاز المركب 43 بالمئة، و قد سمح المشروع بتوظيف ما يفوق 2000 عامل عبر مختلف الورشات.
مراد – ح / ك- طويل