انتقد رئيس الفاف خير الدين زطشي خلال الاجتماع الموسع للمكتب الفيدرالي، الطريقة التي تعامل بها الرئيس السابق محمد روراوة، والرابطة المحترفة لكرة القدم مع ملف تأمين اللاعبين، ومدى نجاعة الاتفاقيات المبرمة مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء، خاصة قضية الصك البنكي بقيمة 32 مليار سنتيم، الذي كان روراوة قد وعد بتسديده عند التوقيع على اتفاقية شراكة بين «الفاف» و»الكناص» يوم 16 ديسمبر الماضي، والذي يمثل ديون النوادي لدى الصندوق قبل سنة 2016، لكن هذه القيمة لم تضخ في حسابات الصندوق، ما أبقى الكثير من علامات الاستفهام مطروحة، حيث وعد رئيس الاتحادية بنشر تفاصيل هذه القضية مستقبلا.
مصدر النصر أوضح بأن زطشي استغرب كثيرا مضمون هذا الملف، وأكد خلال الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي، على أن لقاءه مؤخرا مع مديرية «الكناص»، مكنه من اكتشاف بعض التلاعب، يتمثل في عدم وفاء الفاف بالالتزام الكتابي الذي وقعه روراوة في ديسمبر 2016، والذي يقضي بتكفل الاتحادية بتسديد الديون العالقة بقيمة 32 مليار سنتيم.
وحسب مصدرنا، أعاب زطشي كذلك على رئيس الرابطة محفوظ قرباج، بخصوص خبايا هذا الملف، لأن الرابطة حسبه هي الهيئة المعنية مباشرة بقضية تأمين اللاعبين، كما أن قرباج كان على دراية بأن وضعية ديون النوادي المسجلة قبل سنة 2016 لم تسو بعد، ما جعله يرفض دعوة زطشي لحضور الجلسة التي جمعت الأخير بمدير صندوق «الكناص» لتفادي أي إحراج، لأن قرباج كان بدوره قد وقع على مراسيم بروتوكول اتفاق بين الرابطة المحترفة و «الكناص» بتاريخ 21 ديسمبر 2016، في خطوة كانت مكملة للشراكة التي أبرمتها الفاف مع نفس الصندوق، لكن دون المرور إلى مرحلة التجسيد، في ظل تأخر الفاف في تسديد الديون السابقة للنوادي، خاصة وأن مراسيم الاتفاق الإداري كانت قد عرفت تسليم نموذج صك بنكي بالقيمة المالية المذكورة.
وأكد زطشي بأنه تفاجأ ببقاء هذا الملف عالقا، لأنه كان يعتقد بأن وضعية الفرق تجاه «الكناص» قد سويت بناء على وعود، لكن بقاء ديون النوادي مقيدة على مدار 7 سنوات، رفع من مؤشر الديون، ما دفع بالرئيس الحالي للفاف إلى التقدم باقتراح إلى مديرية الصندوق الضمان الاجتماعي، يقضي بمسح الديون الخاصة بالفترة الممتدة ما بين 2010 و 2016.
وألح زطشي على ضرورة الحسم في أسرع وقت في هذه الإشكالية، لأن كل ناد محترف سيتحول إلى متعامل اقتصادي، سيما وأن دفتر الأعباء المعدل والخاص بقانون الاحتراف، يجبر مسؤولي النوادي على تسديد مستحقات اشتراك اللاعبين في الصندوق، تطبيقا لأحكام المرسوم 152-16 المحددة لقيمة الاشتراك وفوائد الضمان الاجتماعي بالنسبة لمؤطري الأندية المحترفة لكرة القدم، وذلك بتقدير وعاء الإشتراك 15 مرة الأجر القاعدي الوطني، أي بقيمة 27 مليون سنتيم كراتب لكل لاعب أو مدرب محترف، في الوقت الذي تم فيه ضبط قيمة إشتراكات النوادي بنسبة 34,5 بالمئة، منها 9 بالمئة بالنسبة للاعبين، و25 بالمئة للأندية، مع مساهمة صندوق معادلة الخدمات الاجتماعية بالشطر المتبقي من النسبة الإجمالية.
بروز هذه القضية تزامن والقبضة الحديدية التي عادت إلى الواجهة بين رئيس الفاف خير الدي زطشي ورئيس الرابطة محفوظ قرباج، سيما وأن الأخير غاب مجددا عن اجتماع المكتب الفيدرالي بعد 24 ساعة من اندلاع حرب البيانات بين الرجلين، عبر المواقع الرسمية لأكبر هيئتين كرويتين، ولو أن عدم حضور قرباج اجتماع الأربعاء الفارط، زاد من سخط المكتب الفيدرالي عليه، خاصة وأنه سافر إلى القاهرة لمتابعة فعاليات البطولة العربية للأندية، بعد تلقيه دعوة «شخصية» من صديقه روراوة، والدعوات شملت أيضا الأمين العام السابق للفاف سيد علي يحياوي، وحتى الكاتب العام للرابطة فوزي قليل، لكن رئيس الرابطة لم يكلف أي ممثل عن الرابطة لينوب عنه في هذا الاجتماع، رغم أن جلسة المكتب الفيدرالي جاءت بعد يومين فقط مع لقاء زطشي برؤساء أندية الرابطة المحترفة، والذين طرحوا الكثير من الانشغالات، غير أن غياب ممثلي الرابطة أبقى الأمور معلقة إلى إشعار آخر.
وذهبت الفاف في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إلى حد مطالبة الرابطة المحترفة بضرورة توضيح موقفها بخصوص الفاف والمكتب الفيدرالي، وهذا بالنظر إلى تكرار «سيناريو» غياب قرباج عن الإجتماعات الرسمية دون مبرر.
ص / فرطــــاس