أفاد رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي أنه لم يتم إخطار المجلس بعد بمشروع تعديل الدستور المرتقب، وقال أنه ينتظر ذلك إلى يومنا هذا، و أن تعديل الدستور تحكمه قواعد واضحة، فعندما يقرر رئيس الجمهورية ذلك يكون عن طريق إخطار المجلس الدستوري، واعتبر هذه الخطوة أمرا هاما بالنسبة للأمة الجزائرية وتعميقا للديمقراطية في البلاد.
أكّد رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي أن المجلس الدستوري لم يخطر إلى اليوم بمشروع تعديل الدستور وهو ينتظر ذلك، وقال مدلسي في تصريح له أمس على هامش نشاط له مع وزير السكن والعمران والمدينة بالجزائر العاصمة “ تعديل الدستور تحكمه قواعد واضحة، فعندما يقرر رئيس الجمهورية تعديل الدستور يكون ذلك عن طريق إخطار المجلس الدستوري ونحن هنا في انتظار ذلك إلى يومنا هذا”.
وأضاف مدلسي أن المجلس الدستوري لمّا يتم إخطاره بأي مشروع يدرسه “بعناية” وسيكون الأمر كذلك بالنسبة لمشروع تعديل الدستورالمقبل، معربا في نفس الوقت عن أمله في أن يعزز الدستور الجديد الديمقراطية في البلاد بشكل أكبر.وقال بهذا الخصوص أن تعديل الدستور أمر هام جدا بالنسبة للأمة الجزائرية، وهو يتمنى أن يأتي التعديل الدستوري القادم بثماره لتقوية الديمقراطية في البلاد، وأن نتائج هذه الخطوة ستكون ايجابية بالتأكيد.
و لم يوضح مراد مدلسي في تصريحه ما إذا كان يقصد النسخة الأخيرة لمشروع تعديل الدستور، أم أنه لم يتلق أي نسخة أصلا، لكن تصريحاته هذه لا تتقاطع نسبيا مع تصريحات مسؤولين عن مؤسسات دستورية في وقت سابق الذين أعطوا الانطباع بأن مشروع تعديل الدستور قريب، على غرار رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة الذي قال قبل أيام قليلة أنه تلقى نسخة قبل 15 يوما عن المشروع، أو مع تصريحات رئيس مجلس الأمة والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح التي قال فيها أمس بمناسبة لقاء حزبي بالعاصمة أن تعديل الدستور وشيك.ويمكن أن يفهم أن رئيس المجلس الدستوري يتحدث ربما عن النسخة النهائية التي ستصله من رئاسة الجمهورية للمشروع لينظر في مدى دستورية مضمونها و موادها قبل إرجاعها للرئاسة بصفة نهائية، وهي ربما المرحلة الأخيرة من التحضير للمشروع قبل إخراجه ليمرر عبر القنوات المعروفة.ويمكن أخذ كلام مراد مدلسي هنا أيضا من جانب رسمي فالرجل يتحدث كمسؤول عن المجلس الدستوري الذي لم يتلق لحد الآن أي مسودة عن تعديل الدستور من رئاسة الجمهورية، وفي حال وصل الدستور إلى مبنى بن عكنون فإن ذلك يعني قرب التعديل، وربما لا يريد مدلسي استباق الأمور بهذا الخصوص.لكن على العموم فإن مشروع التعديل الدستوري أصبح قاب قوسين أو أدنى من الخروج للعلن كما يستشف من تصريحات مسؤولين كبار في الدولة لابد أن يكونوا على علم بكل مراحل التحضير لهذا المشروع، خاصة منهم رئيسا غرفتي البرلمان المعنيان المباشران بعملية التعديل، لأن المرور عبر الاستفتاء الشعبي يبدو مستبعدا بنسبة كبيرة.
محمد عدنان
