أعلنت وزارة الدفاع ضبط كمية من الأسلحة والذخائر، بينها صواريخ مضادة للدبابات، في مخبأ قرب الحدود الجنوبية مع مالي، صباح أمس، وجاءت في سياق عمليات أخرى نوعية نفذها الجيش بمناطق حدودية بالجنوب الكبير في الأيام الأخيرة، والتي مكنت من تحييد ثلاثة (03) إرهابيين، واكتشاف مخابئ للأسلحة، وهي مؤشرات تؤكد نجاعة التدابير الأمنية والطوق الذي يفرضه الجيش لإحباط مخططات الإرهابيين.
نجحت وحدات الجيش المنتشرة على الحدود في الفترة الأخيرة، في إجهاض العديد من المخططات الإرهابية، منها، إحباط محاولات لتسلل إرهابيين على الحدود، وكذا حجز أسلحة وذخيرة مختلفة بينها قاذفات صواريخ، وتشير نوعية الترسانة الحربية المحجوزة في الآونة الأخيرة، أن التنظيمات الإرهابية لا تزال تخطط لتنفيذ عمليات استعراضية على غرار، الهجوم الذي استهدف المجمع النفطي بالخريشبة، العام الماضي، وقبل ذلك الهجوم الذي طال مصنع الغاز في تيقنتورين والذي كان وراء مراجعة الترتيبات الأمنية في محيط الحقول النفطية.
وقد أعلنت وزارة الدفاع، أمس، اكتشاف مخبأ للأسلحة والذخيرة يحتوي إثر دورية استطلاع وتفتيش قرب الشريط الحدودي بالقطاع العملياتي لأدرار بإقليم الناحية العسكرية الثالثة، ويحتوي المخبأ على رشاش عيار 14,5 ملم مزود بقاعدة، وقاذف صاروخي من نوع RPG-7، مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف، صواريخ مضادة للدبابات، بالإضافة إلى كمية ضخمة من الذخيرة من مختلف العيارات (66573 طلقة).
وجاءت العملية النوعية، ضمن سلسلة من النجاحات التي حققتها وحدات الجيش الوطني الشعبي ضد التنظيمات الإرهابية ومهربي السلاح، فقبل أيام فقط تمكنت وحدة تابعة للجيش، وبفضل الاستغلال الناجع للمعلومات، من ضبط ثلاثة (03) مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف بتمنراست أقصى الجنوب، وهذا أربعة أيام فقط بعد اكتشاف مخبأ للأسلحة والذخيرة إثر دورية بحث وتفتيش على الشريط الحدودي ببرج باجي مختار بإقليم الناحية العسكرية السادسة، يحتوي على قاذف صاروخي ورشاشين ومسدسات رشاشة وكمية معتبرة من الذخيرة إضافة إلى (162) كيلوغرام من مادة الكيف المعالج.
كما تمكنت مفارز الجيش خلال يومين فقط من توقيف ثلاثة إرهابيين بالجنوب، بينهم إرهابيين اثنين بمنطقة تيمياوين الحدودية ببرج باجي مختار، قالت وزارة الدفاع أنهما “خطيرين” وكانا وراء ارتكاب العديد من الأعمال الإجرامية. في إطار مكافحة الإرهاب وبفضل يقظة أفراد الوحدات المرابطة على حدود البلاد، وبتاريخ 28 أوت ألقت مفرزة للجيش الوطني الشعبي، خلال كمين بحاسي تيريرين بعين ڤزام، القبض على إرهابي كان بصدد اختراق الحدود على متن سيارة رباعية الدفع وبحوزته مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة.وحشدت قيادة الجيش، منذ بداية الحرب في مالي وانهيار ليبيا امنيا، عشرات الآلاف من الجنود على حدودها مع مالي والنيجر جنوبًا، وليبيا وتونس شرقًا، لمنع “تسلل الجماعات الإرهابية وتهريب السلاح” من هذه الدول المضطربة أمنيًا. وتؤكد وزارة الدفاع، بان النجاحات المحققة ميدانيا تأتي “لتؤكد من جديد اليقظة العالية والحرص الشديد لقوات الجيش الوطني الشعبي المرابطة على الحدود في الحفاظ على سلامة ترابنا الوطني وإحباط أية محاولة اختراق لها أو تسريب للأسلحة أو المساس بأمن واستقرار ووحدة البلاد”.وخلال الأشهر الأخيرة، أعلنت وزارة الدفاع مرارًا اكتشاف مخابئ للأسلحة عبر الحدود الجنوبية مع مالي والنيجر، والجنوبية الشرقية مع ليبيا. ويقول خبراء امني أن “جماعات إرهابية” تخفي هذه الأسلحة والذخائر عبر هذا الشريط، وتقوم بنقلها إلى داخل الجزائر، عند تراجع الرقابة الأمنية.
ويؤكد الدكتور احمد ميزاب، أن العمليات الأمنية النوعية التي ينفذها الجيش، لمواجهة تزايد التهديد الإرهابي، تؤكد بما لا يدع أي مجال للشك “نجاعة الإستراتيجية الأمنية والعمليات العسكرية وكذلك المعلومة الاستخباراتية تعمل بشكل ايجابي في تجنيب البلاد الكثير من السقطات والوقوع في فخ هذه الجماعات الإرهابية”. وبحسب الخبير الأمني، فان كل تلك المؤشرات والنتائج الميدانية تدفع إلى القول بان “الجزائر أمام تهديدات ترتفع بوتيرة منتظمة وان تطور الأوضاع إقليميا يؤثر بشكل مباشر على الوضع الداخلي في الجزائر”.
ع سمير