تم صبيحة أمس التنصيب الرسمي لرابح سعدان على رأس المديرية الفنية الوطنية، خلفا لفضيل تيكانوين الذي كان قد أعلن منذ شهر انسحابه من تسيير هذه الهيئة لظروف شخصية قاهرة، الأمر الذي أدخل المكتب الفيدرالي في رحلة بحث عن مسؤول جديد للمديرية الفنية، والمراهنة على تغيير جذري في التركيبة، على أمل إيجاد حلول ميدانية كفيلة بتجسيد برنامج التكوين المسطر على الصعيد الوطني، فكان خيار سعدان الورقة التي راهن عليها أعضاء الفاف، وزكوها بالإجماع خلال اجتماع الأربعاء الماضي.
تعيين سعدان كان في جلسة رسمية جمعته برئيس الفاف خير الدين زطشي بمركز سيدي موسى، وهي الجلسة التي حضرها نائب رئيس الاتحادية بشير ولد زميرلي، بصفته رئيس اللجنة المكلفة بمتابعة شؤون المنتخبات الوطنية، و قد أفضت المحادثات بين الأطراف المعنية إلى اتفاق رسمي ونهائي، تم على ضوئه التوقيع على العقد الإداري الذي سيزاول بموجبه سعدان مهامه على رأس المديرية الفنية الوطنية.
مصدر من داخل المكتب الفيدرالي أكد للنصر، أن رئيس الفاف خير الدين زطشي اعترف في جلسة الأمس بأن حالة الشغور التي عاشتها المديرية الفنية على مدار سنتين، كانت من الأسباب التي أدت إلى تراجع نتائج المنتخب الوطني بشكل رهيب، لأن ذلك انعكس بالسلب على العمل الذي كان من المفروض أن ينجز على مستوى منتخبات الفئات الشبانية، لكن غياب المنهجية جعل الفوضى تسود داخل منتخبات الشبان، مع العجز عن تسطير أهداف على المديين المتوسط و الطويل.
واستنادا إلى ذات المصدر فإن زطشي أقر ايضا في إجتماع أمس بفشله في خيار فضيل تيكانوين لشغل منصب المدير الفني الوطني، ولو أنه نوه بالإستراتيجية التي ضبطها هذا التقني، إلا أن التجسيد الفعلي على أرض الواقع كان بعيدا عن مستوى التطلعات، خاصة و أن تيكانوين لم يبادر إلى تعيين مدربي منتخبات الفئات الشبانية، وكذا المدراء التقنيين الجهويين، وحصر عمله طيلة فترة تواجده على رأس هذه الهيئة في الجانب الإداري، والسعي لتسطير برنامج عمل ينطلق من النوادي، بالإعتماد على نظام جديد في بطولات الأصناف الصغرى، مع تعليق برنامج تكوين المدربين، وهي أمور عجلت برحيله تزامنا مع انطلاق الموسم الكروي الحالي.
إختيار سعدان لشغل منصب المدير الفني الوطني يجعل «الشيخ» يعود إلى الميدان، و هو الذي تبقى بصمته واضحة بصورة جلية في إنجازات الكرة الجزائرية على الصعيد العالمي، لأن سعدان البالغ من العمر 71 سنة، كان ضمن الطاقم الفني الذي صنع أول تأهل للمنتخب الوطني إلى المونديال في دورة إسبانيا 1982، ثم قاد الخضر في مونديال مكسيكو 1986، ليعود للإشراف على المنتخب في 1999، في ثوب رجل الإطفاء، و يصنع التأهل إلى دورة «كان 2000» غير أنه رفض مواصلة العمل، وانسحب قبيل العرس القاري بشهر، ثم وجد نفسه في وضعية مستنسخة من سابقتها، فقاد التشكيلة الوطنية إلى تأهل بشق الأنفس إلى نهائيات «كان 2004 « بتونس، اين بلغ ربع النهائي، غير أن مغامرته مع المنتخب في تلك الفترة انتهت بالخروج من المنافسة الإفريقية، لتكون تجربة 2007 الأطول للشيخ سعدان مع النخبة الوطنية، على اعتبار أنها امتدت على مدار 3 سنوات، و كانت ثمارها نجاح الكرة الجزائرية في العودة إلى المونديال بعد قرابة ربع قرن، بجيل نشط نصف نهائي دورة «كان 2010» بأنغولا، و ودع مونديال جنوب إفريقيا من الدور الأول، لكن التعادل بالبليدة مع منتخب تانزانيا ذات 03 سبتمبر 2010 عجل بإنسحاب سعدان من تدريب المنتخب، وكانت تلك المقابلة آخر محطة ميدانية للشيخ، و لو أنه كان في أوت 2014 مرشحا لاعتلاء منصب المدير الفني الوطني، إلا أن المحادثات التي كانت له مع روراوة وصلت إلى طريق مسدود، نتيجة التباين في وجهات النظر حول طريقة العمل وبنود العقد.
على صعيد آخر تم أمس تنصيب بوعلام شارف في منصب مدير المنتخبات الوطنية، وهو الذي سبق له العمل مع الشيخ سعدان ضمن الطاقم الفني في العديد من المناسبات، آخرها في تونس 2004، و شارف الذي يشتهر دوما بالعمل الذي أنجزه في اتحاد الحراش على مدار 6 مواسم متتالية، يعد في نظر سعدان من انجب التلاميذ الذين درّسهم، مما جعله يراهن دوما على حكنة هذا «التلميذ» خاصة من الناحية التكتيكية بضمه إلى الطاقم الفني الوطني، في أغلب فترات تولي سعدان مهمة تدريب الخضر.
إلى ذلك فقد أكد رئيس الفاف على أن أولى الخطوات التي يبقى لزاما على سعدان قطعها استعجاليا، ضبط التركيبة الرسمية للمديرية الفنية الوطنية، والسعي لتنصيب الطواقم الفنية لمختلف منتخبات الأصناف الشبانية، إضافة إلى هيكلة المديريات الجهوية، وضبط برنامج عمل على المدى القصير، يراعي النظام المعتمد في بطولات الشبان.
ص / فرطــاس
الفاف حسمت أمس في العارضة الفنية للمنتخب
إيغيل ومناد مساعدان لرابح ماجر
حسمت الفاف أمس في أمر العارضة الفنية للمنتخب الوطني، حيث تم اختيار رابح ماجر بصفة رسمية و ينتظر أن يوقع عقده في الساعات القادمة، وتم اختيار الناخب الوطني الأسبق مزيان إيغيل وهداف المنتخب الأسبق ومدرب شبيبة القبائل و مولودية الجزائر جمال مناد كمساعدين له،
و أكدت مصادر النصر بأن رئيس الفاف اجتمع برابح ماجر بحضور العضو المكلف بالمنتخبات الوطنية بشير ولد زميرلي على مناسبتين، الأولى كانت يوم أول أمس السبت و الثانية أمس الأحد، بعد تعيين الثنائي رابح سعدان و بوعلام شارف بصفة رسمية على رأس المديرية الفنية و المنتخبات الوطنية على التوالي.
ويسعى رئيس الفاف إلى إنهاء الشغور بالعارضة الفنية، من أجل الشروع في التحضير لمباراة نيجيريا، المبرمجة يوم 10 نوفمبر المقبل، حيث سيقوم ماجر و طاقمه بضبط القائمة و إرسال الدعوات إلى العناصر المحترفة في أقرب وقت ممكن، وفق الآجال القانونية التي تشترطها الاتحادية الدولية لكرة القدم.
وفيما اجتمع أمس ماجر بالثنائي رابح سعدان و بوعلام شارف بمركز سيدي موسى مباشرة بعد تنصيبهما، من المرتقب أن يعقد اليوم رئيس الفاف آخر اجتماع مع ماجر، من أجل ترسيم الأمور وهناك إمكانية توقيع العقد دون الإعلان عنه.
وحسب مصادر النصر فإنه تم التوصل إلى اتفاق مع المدرب المقال لوكاس ألكاراز على فسخ عقده مقابل الحصول على أجرة 6 أشهر.
بورصاص.ر