انطلقت مساء أمس فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015 ، بمشاركة 23 دولة و بحضور وزراء الثقافة والإتصال والسياحة والصناعات التقليدية وعدد من السفراء العرب والأجانب، بالإضافة إلى عدد كبير من المسؤولين المحليين و الوجوه الثقافية.
أعلنت نادية لعبيدي وزيرة الثقافة من المنصة التي نصبت أمام قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، عن الإنطلاق الرسمي لفعاليات قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، أين تابعت عبر الشاشة العملاقة فعاليات الإستعراض الشعبي، بحضور آلاف من المواطنين وعدد من وزراء الثقافة العرب، لكل من السعودية و الكويت والإمارات والأردن، كما حضر سفيرا فنلندا والكويت.
و تميزت مراسيم الاستعراض الشعبي، الذي تم من خلاله تخصيص شاحنة عملاقة لكل وفد عربي كتب عليها اسم الدولة و بلغ عددالوفود 23 وفدا، كما تم تخصيص شاحنات تحمل أعلام الدول، التي أعلنت عن عدم مشاركتها في التظاهرة وهي اليمن والعراق وسوريا وليبيا بالنظر للظروف التي تعيشها، حيث جابت تلك الوفود الأحياء والشوارع الرئيسية للمدينة، أين كانت تتقدم القافلة شاحنة تمثل مدينة قسنطينة كانت تنطلق منها موسيقى المالوف، كما كانت تحمل مجسما عملاقا لجسر صالح باي تتبعها فرقة فلكورية محلية تليها شاحنة دولة فلسطين التي كان على متنها مجسم للمسجد الأقصى ثم شاحنة المملكة العربية السعودية التي حملت هي الأخرى مجسما للكعبة ، لتكون شاحنة الجزائر في آخر القافلة.
وانطلقت شاحنات الوفود العربية المشاركة في التظاهرة، من حي الشالي لتتجه إلى شارع العربي بن مهيدي، عبر جسر باب القنطرة الذي زين بأضواء فنية أبهرت الوفود العربية ومواطني المدينة، لتصل إلى ساحة لاباريش وتعبر شارع عبان رمضان ليكون شارع الحرية هو النقطة الأخيرة.
وتميزت مراسيم الإستعراض الشعبي بتواجد أمني مكثف وبتنظيم محكم، كما حضر الفعاليات عشرات الآلاف من المواطنين، الذين غصت بهم شوارع وساحات المدينة والذين أبدوا تفاعلا كبيرا مع الإستعراض عن طريق الهتافات والأهازيج وإلتقاط الصور، خاصة مع الفرقة الفلكلورية القسنطينية والمصرية ، كما عرف الاستعراض مشاركة فرق فلكلورية من جميع ولايات الوطن.
سامي.ح/لقمان/ق * تصوير: الشريف قليب
يُشرف اليوم الوزير الأول عبد المالك سلال، على الافتتاح الرسمي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بالقاعة الكبرى «زينيت»، و ذلك بحضور رئيسي جامعة الدول العربية و أمين عام منظمة “أليسكو».
و حسب ما أكدته خلية الاتصال بديوان والي قسنطينة، يقوم ظهر اليوم الوزير الأول رفقة أعضاء من الطاقم الحكومي، بالتدشين الرسمي للقاعة الشرفية لمطار محمد بوضياف و فندق “ماريوت”، و كذلك قصري الثقافة مالك حداد و الخليفة و المسرح الجهوي وهي مرافق أخضعت لعمليات ترميم، لتختتم زيارته بقاعة العروض الكبرى “زينيت»، أين يشرف عبد المالك سلال مساء على الافتتاح الرسمي للتظاهرة قبل حضور «ملحمة قسنطينة الكبرى”، التي ستجرى خلالها عروض غناء و رقص.و أفاد بيان عن الوزارة الأولى أن حفل الافتتاح سيعرف مشاركة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، و المدير العام للمنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم “أليسكو» السيد عبد الله حمد محارب، كما سيحضر الحفل العديد من الوزراء و الشخصيات العربية من عالم الثقافة.
ياسمين.ب
سطرت مديرية الأمن بولاية قسنطينة برنامجا خاصا لتأمين تظاهرة عاصمة الثقافة العربية طيلة عام كامل، مع تسخير إمكانات بشرية ومادية ضخمة، كما تم إعداد خطة للتعامل مع الاحتجاجات وسط المدينة.وخلال ندوة صحفية نشطها كل من مراقب شرطة مصطفى بن عيني، مفتش الأمن بالجهة الشرقية إلى جانب نائب رئيس أمن ولاية قسنطينة عميد شرطة عبد القادر ربيعي، تم الكشف أن المديرية العامة للأمن الوطني سخرت أزيد من 5 آلاف شرطي من أجل تأمين التظاهرة طيلة عام كامل. وحسب نائب رئيس أمن الولاية، فإن الولاية تدعمت بأعداد كافية من عديد الولايات الشرقية خصوصا، وذلك من أجل تأمين كافة فعاليات التظاهرة ومرافقة الوفود المشاركة والضيوف، كما تم تعزيز هذه التغطية البرية بغطاء جوي من خلال طائرة مروحية تابعة للمديرية العامة.
وأضاف ذات المتحدث أن الطائرة المجهزة بتكنولوجيا حديثة، تساعد على التنسيق بين قوات الأمن على الأرض وتقديم المعلومات اللازمة حول حركة المرور على الأرض وبالتالي معالجة كل مشكل بطريقة سريعة وفعالة.كما ستساهم كاميرات المراقبة في تسهيل عملية المراقبة الوقائية في الكثير من النقاط حسب ذات المتحدث، خاصة القريبة من الهياكل الثقافية، رغم عدم كشفه عن العدد الحقيقي للكاميرات الجاهزة للاستغلال مع بداية التظاهرة.زيادة على هذا فستتكفل الحواجز الأمنية 17 المنتشرة عبر مداخل المدينة ومختلف البلديات والدوائر لمراقبة المتنقلين عبر الطرق، سيما مع استغلال عناصر الأمن بهذه النقاط للتكنولوجيا الحديثة التي تكفل لهم إمكانية التعريف على الأشخاص والمركبات في عين المكان.
مراقب الشرطة للشرق أوضح أيضا أن المخطط الذي تم تسطيره منذ أكثر من شهرين كاملين، أخذ بعين الاعتبار القواعد الخلفية للمجرمين، حيث طلب من الولايات المجاورة المساهمة في تعزيز المراقبة الأمنية والوقائية، وذلك من خلال خلق ما يشبه حزام أمني على الولاية.كما أولت مديرية الأمن أيضا اهتماما لتأمين باقي البلديات والدوائر، حتى لا تستغل الشبكات الإجرامية انشغال الجميع بتأمين التظاهرة من أجل الإعداد أو تنفيذ جرائم ضد المواطن أو الممتلكات.
وقد عبر ممثلا الأمن أن الخطة التي تم إعدادها والعمل بها منذ أيام ستسمح لهم بالتحكم في الوضع الأمني بطريقة جيدة، كما أنها أثمرت في الإطاحة بعدة شبكات إجرامية منظمة، حيث تمكنت العناصر الأمنية من حجز أزيد من 40 كلغ من الكيف المعالج وأزيد من 10 آلاف قرص مهلوس في الآونة الأخيرة مع القبض على أزيد من 20 شخصا.أما عن إمكانية عرقلة بعض فعاليات التظاهرة الثقافية جراء الاحتجاجات الاجتماعية التي تعرفها المدينة من وقت لآخر، فقد أكد المتحدثان أنه سيتم التعامل معها بكل مهنية وحزم، وأن خطة خاصة وضعت لمعالجة هذا الإشكال إن وقع.
ومن أجل تفعيل دور المواطن والمساهمة في إنجاح التظاهرة في شقها الأمني، فقد تم الكشف عن مضاعفة أعداد تدعيم مكاتب استقبال المكالمات الهاتفية عبر الرقمين 17 و1548.
كما لم يخف منشطا الندوة الصحفية أمس، أن تشمل المراقبة الأمنية أيضا من يشتبه في أمرهم من الأجانب القادمين لقسنطينة، خصوصا وأن المديرية أخذت بالحسبان إمكانية توغل عناصر لا تهمها التظاهرة بقدر ما تهمها أمور أخرى.
عبد الله بوذبابة
يتضمن برنامج الأسابيع الثقافية لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية خلال الثلاثة أشهر الأولى، العديد من العروض المسرحية و الملتقيات الدولية و الحفلات الفنية، إضافة إلى المعارض و السهرات الموسيقية و الثقافية الثرية و المتنوعة على مدار عام كامل من عمر المناسبة.
و حسب محافظة عاصمة الثقافة العربية فإنه قد تم ضبط البرنامج المفصل للثلاثة أشهر الأولى أفريل، ماي و جوان، في انتظار إعداد البرنامج النهائي للوفود المنتظرة و التي ستشارك رسميا في التظاهرة، خاصة و أن أربعة دول أعلنت رسميا عن عدم مشاركتها مؤخرا، و يتعلق الأمر بكل من اليمن، العراق، سوريا و ليبيا، حيث من المحتمل أن يحمل برنامج التظاهرة تغيرات في البرمجة خلال الأسابيع الثقافية القادمة.
انطلاق الاحتفالات كان ابتداء من مساء أمس، حيث انطلق الموكب الاستعراضي الحامل لألوان و رموز 22 دولة مشاركة و 06 مناطق جزائرية، كالعاصمة، الجنوب، القبائل، تلمسان، قسنطينة و وهران، وكان الموكب مرفوقا بمجموعة من الراقصين الشباب، في جو استعراضي ، فيما تزينت المعالم التاريخية للمدينة بالأضواء التزيينية من بينها الجسور.
أما بالنسبة للانطلاق الرسمي للتظاهرة فسيتم تنظيمه مساء اليوم بقاعة العروض الكبرى «زينيث»، أين سيتم استقبال رؤساء الوفود العربية و الشخصيات و المدعوين، يتم على إثرها استعراض «ملحمة قسنطينة» من إخراج علي عيساوي و إنتاج الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، و ذلك في حفل ضخم من أداء مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب القادمين من جميع ربوع الوطن، كما ستتزين سماء المدينة خلال الفترة الليلية بالألعاب النارية ترسم وجوها جزائرية يتم إطلاقها من ساحة جامعة منتوري.
و من المنتظر انطلاق الأسابيع الثقافية ابتداء من 17 أفريل الجاري و إلى غاية جوان 2015 في برنامج الثلاثي الأول للتظاهرة، حيث سيتم تنظيم 25 معرضا ، نشر أزيد من 1000 عمل في مجال الكتابة و تنظيم أيام دراسية، مؤتمرات و صالونات متعلقة بالكتب و النشر.
أما من الجانب الموسيقي فقد تم وضع برنامج لتنظيم 375 حفل موسيقي و 36 عرضا بقصر الباي، إضافة إلى الليالي الموسيقية و القوافل الفنية، و في مجال الرقص و الكوريغرافيا تم برمجة 36 عرض بالي و طني و دولي و 03 مهرجانات رقص، إضافة إلى 108 عروض مسرحية بقسنطينة و أكثر من 200 عرض مسرحي بمدن الشرق الجزائري و عروض و مهرجانات، مع إنتاج أكثر من 40 عملا مسرحيا.
أما بالنسبة للتراث المعنوي، فمن المنتظر أن يتم نشر 36 قرصا مضغوطا من مختارات المالوف القسنطيني و 08 باقات أخرى، إضافة إلى تسجيل أجزاء جديدة و نشر 05 مؤلفات للتقاليد القسنطينية و تنظيم معرضان حول الموسيقى الأندلسية و الموسيقى التقليدية، إضافة إلى عرض أفلام وثائقية عن الطبوع التقليدية لعاصمة الشرق كالنشرة، الحشايشي، العيساوة و الديوان و غيرها.
كما جاء في البرنامج السنوي للمناسبة تنظيم العديد من التظاهرات التراثية على غرار إقامة معرض ضخم للمخطوطات القديمة لقسنطينة، و تنظيم زيارات لجميع المواقع الأثرية و الملتقيات الدولية و غيرها، إضافة إلى إنتاج 05 أفلام و 09 أخرى وثائقية و العديد من المهرجانات و العروض و الملتقيات المتعلقة بالسينما، حيث سيتم تنظيم 04 أسابيع ثقافية شهريا مخصصة لولايات الوطن و أسابيع ثقافية عربية
خالد ضرباني