الجيش الجزائري قوة ضاربة ورادعة في إفريقيا والعالم العربي والبحر المتوسط
أكد المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك، أن العمليات النوعية الأخيرة التي نفذها الجيش الوطني الشعبي في مجال مكافحة الإرهاب وحماية حدود البلاد، تأتي في ظرف إقليمي حساس وتعكس جاهزية الجيش لأي تحد كان، و توحي أنه في يقظة تامة ، وأضاف أن الجيش الجزائري أصبح قوة ضاربة ورادعة في إفريقيا والعالم العربي والبحر الأبيض المتوسط ، منوها في السياق ذاته إلى تطور قدرات الجيش الدفاعية والهجومية والتجربة الرائدة في مجال إرساء صناعة عسكرية جزائرية بخبرات وعقول وأيدي جزائرية.
•النصر: تمكنت قوات الجيش الوطني الشعبي في المدة الأخيرة من تحقيق نتائج نوعية في مجال مكافحة الإرهاب و حماية الحدود ، ما ذا تقولون في هذا الشأن؟
•لزهر ماروك: القضاء على الإرهاب في الجزائر مسألة وقت قصير وقريب جدا تطوي الجزائر هذه الصفحة بشكل نهائي ولن يعود هناك أي مسلح في أي نقطة من التراب الوطني بمعنى أن هذه العمليات النوعية المميزة أحبطت خيار الجماعات المسلحة في زعزعة استقرار الجزائر من الداخل كما أن هذه العمليات تأتي في ظرف إقليمي حساس بالنظر لما يحدث في ليبيا ومالي وبالتالي تعكس جاهزية الجيش الوطني الشعبي لأي تحد كان وكذلك فإن ما يتم مصادرته من مختلف الأسلحة من هذه الجماعات يبين الخبرة الكبيرة المميزة لوحدات الجيش في مطاردة هذه الجماعات والقضاء عليها ومصادرة أسلحتها، وبالتالي اعتقد أن هذه العمليات قد حققت نتائجها إلي أبعد ما يمكن تصوره ، لكنها ستبقى مستمرة في حالة ما إذا سعت بعض الأطراف إلى تهريب السلاح إلى الداخل الجزائري عن طريق الحدود مع ليبيا أو عن طريق الحدود الجنوبية مع مالي والنيجر و اعتقد أن الجيش أنجز مهمته على أكمل وجه .
•النصر : تبقى هناك تحديات كبيرة تواجه الجزائر على مستوى الحدود في ظل استمرار تدهور الوضع في ليبيا ما رأيكم ؟
• لزهر ماروك : استمرار الوضع في ليبيا، في ظل غياب حكومة مركزية وجيش وطني ليبي وتوافق سياسي على الحل النهائي للأزمة، يشكل تحديات خطيرة على الأمن الجزائري، خاصة مع طول الحدود مع ليبيا فمراقبة هذه الحدود وتعبئة وحدات الجيش لمراقبة تسلل الأسلحة أو الإرهابيين عبر هذه الحدود الطويلة تجعل المسألة غاية في الأهمية، وهناك من يراهن على تحويل هذه الحدود إلى مستنقع لاستنزاف قدرات الجيش الجزائري أو الجر به إلى عمليات داخل ليبيا، لكن هذا المخطط مشبوه وقيادة الجيش أدركته وأدركت أبعاده الخطيرة، فالجيش يراقب الحدود ويمنع تسلل الإرهابيين والأسلحة ويحمي الأمن الجزائري بكل يقظة وتجند يوميا .
• النصر : يمتلك الجيش الوطني الشعبي احترافية وتجربة رائدة في مكافحة الإرهاب ، كما حقق وثبة أخرى في مجال الصناعة العسكرية، ما ذا تقولون في هذا الإطار؟
• لزهر ماروك: لم يعش الجيش الجزائري منذ الاستقلال، مرحلة من التكوين والتطور والتدريب في تاريخ الجيش، مثل هذه المرحلة تحت قيادة نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، فالرجل مجاهد ويمتلك خبرة عسكرية، منذ التحق بصفوف الثورة واستمر في تجربته وتقلد المناصب الحساسة في الجيش بعد الاستقلال، كل هذه الخبرة كرسها في تطوير قدرات الجيش الدفاعية والهجومية و بفضل جهوده اليومية أصبح الجيش الجزائري قوة ضاربة ورادعة في إفريقيا والعالم العربي والبحر الأبيض المتوسط ، فرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي وضع استراتيجية شاملة جعلت من الجيش في أهبة الاستعداد الدائم لكل المخاطر المحدقة بأمن الجزائر وسيادتها ووحدة ترابها وحدودها ومصالحها وأمن شعبها، كما أن الجزائر تخوض الآن تجربة رائدة في مجال إرساء صناعة عسكرية جزائرية بخبرات وعقول وأيدي جزائرية بالتعاون مع شركاء أجانب، مما يجعل الجزائر تصنع الأسلحة وبهذه الخطة لتطوير الصناعة العسكرية، فإن الجزائر في السنوات القادمة ستحقق قدر من الاكتفاء الذاتي وستتحول حتى إلى التصدير في مختلف الأسواق .
مراد - ح