أبدى وزير الداخلية والجماعات المحلية، ارتياحه لنسبة المشاركة في المحليات، والتي قال بأنها رسالة موجهة لكل المشكّكين واستجابة لنداء رئيس الجمهورية للمشاركة بقوة في الانتخابات، وقلّل بدوي من شأن المناوشات التي شهدتها بعض المكاتب الانتخابية والتي أرجعها إلى المنافسة بين المترشحين، نافيا أن تكون الإدارة قد انحازت لصالح أي حزب سياسي خلال الاقتراع.
أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، بأن الشعب الجزائري، بمشاركته المعتبرة في انتخابات الخميس الماضي، عبر عن رفضه لكل الدعوات التيئيسية التي تريد أن تقتل الأمل في هذه الأمة، مضيفا أن تلك المنابر تريد أن ترجع البلاد إلى الوراء وهو ما يرفضه الشعب، وأبدى الوزير ارتياحه لنسبة المشاركة المسجلة والتي اعتبرها جد ايجابية، وقال بدوي، أن مشاركة الجزائريين في هذا الاستحقاق هو بمثابة "رسالة إلى المشككين" وهو دليل على وعي المواطن واستجابته لنداء رئيس الجمهورية للمشاركة بقوة في الانتخابات وتفويت كل الفرص لعرقلة مرحلة البناء المتجدد.
وقال وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس لعرض النتائج الأولية للمحليات، بأن الانتخابات المحلية التي جرت الخميس، تعد ثاني اقتراع ينظم في ظل الدستور الجديد بعد التشريعيات، وأول اقتراع محلي، مؤكدا بأن المحليات جاءت في موعدها الدستوري مما يثبت أكثر فأكثر عزم الجزائر على المضي قدما في ترسيخ دولة المؤسسات واحترام قواعد الديمقراطية عن طريق المؤسسات المنتخبة وفقا لإرادة الشعب.
وأكد نور الدين بدوي، بأن الجزائر اليوم تقطع الشك باليقين، بأنها على سكة البناء الصحيح، التي رسم معالمها رئيس الجمهورية، عبر إرساء قيم السلم والمصالحة، وتشكل أساس استقرار المجتمع وتلاحمه في ظل التقلبات والاضطرابات التي تعرفها المنطقة وتعاني منها الكثير من الدول، كما أكد الوزير أن الشعب التف حول مؤسساته الدستورية. مضيفا بأن الشعب عبر بطريقة هادئة ومسؤولة عن تطلعاته لغد أفضل.
وفي رده على سؤال بشأن الأطراف التي يقصدها بكلمة المشككين، وإن كان يقصد البودكاستر الجزائري المعروف باسم "أنس تينا" الذي بث مقطع فيديو بعنوان "راني زعفان" داعيا لمقاطعة الانتخابات، قال بدوي إن الشباب الجزائري بإمكانه استغلال وسائل التكنولوجيا الجديدة التي يتحكم بها بإيجابية لخدمة بلدهم ومجتمعهم.
المناوشات لم تؤثر على نتائج الانتخابات
وقلّل وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، من شأن المناوشات التي عرفتها الانتخابات المحلية التي جرت الخميس، والتي قال بأنها لم تؤثر بتاتا على النتائج الأولية للانتخابات. موضحا بأن ما شهدته مراكز الاقتراع سببه المنافسة بين الأحزاب وقوائم المترشحين في بعض الولايات. وقال بدوي ردا عن سؤال بهذا الخصوص، أن “بعض البلديات شهدت تخريبا جزئيا أو كليا على مستوى بعض مكاتب ومراكز الاقتراع ”, وأضاف بأن المصالح المعنية اتخذت “الإجراءات اللازمة بشأنها”. كما صرّح بدوي مطمئنا، أنه سيتم استقبال كل الطّعون المقدمة ودراسة كل الحالات. ومن جهة أخرى، أكّد الوزير، أنه لم يُسجّل أي حادث مسّ بالنظام العام وذلك بسبب الإحكام الأمني من طرف الجيش، الدّرك والأمن الوطني. وقال بأن هذا الأمر يعد في حد ذاته انجازا كبيرا.
وبخصوص الاختلالات التي طرأت في بعض مراكز ومكاتب الاقتراع, قال الوزير إنها “نتيجة الإجراءات التنظيمية التي تم وضعها بخصوص الهيئة الناخبة بهدف تقريب الناخب من مراكز الانتخاب, لاسيما مع عمليات إعادة الإسكان”. وأضاف أنه “كان بإمكان الناخب أن يتأكد من المركز الذي ينتخب فيه من خلال موقع وزارة الداخلية”.
الخصوصية الجزائرية ساهمت في فوز القوائم الحرة
وتطرق بدوي إلى ارتفاع القوائم الحرة الفائزة في الانتخابات، واعتبر بأن الكثير من المترشحين أغلبهم كانوا فيما سبق مناضلين في أحزاب سياسية وحتى منهم من سبق له أن شارك ضمن مجالس منتخبة، يضاف إليهم مترشحون لم يجدوا أنفسهم ضمن قوائم التشكيلات السياسية فاضطروا إلى خوض غمار المنافسة كأحرار نتيجة دعم من عروشهم وقبائلهم والمقربين منهم من أجل تحقيق طموحاتهم في رئاسة المجالس المنتخبة أو المشاركة في عضويتها.
وتحدث الوزير من جانب أخر، عن ورشات يجري التحضير لها لتوسيع صلاحيات “الأميار” وتحدث نور الدين بدوي عن قانون جديد للجماعات المحلية، يعزز اللامركزية في التسيير ويوسع من صلاحيات المنتخبين، كما يتضمن نظاما جبائيا جديدا ودورا اقتصاديا مستحدثا للجماعات المحلية، مشددا أيضا على أن مصالحه ستدعم وترافق الجميع وفق توجيهات فخامة رئيس الجمهورية التي ضمنها في رسالته الموجهة للشباب.
وبخصوص ظاهرة الأصوات الملغاة والتي تقارب مليونين ونصف المليون صوت، قال وزير الداخلية بأن الظاهرة بحاجة إلى دراسة وتحليل بالاستعانة بخبراء ومختصين في مجالات متعددة للوقوف على الظاهرة وتحليلها وإيجاد الجواب المناسب لها، من جانب أخر رفض وزير الداخلية التطرق إلى ارتفاع وتيرة الهجرة غير الشرعية في الآونة الأخيرة، وكذا إمكانية ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة.
الإدارة ليست في خدمة «الافلان»
كما رد وزير الداخلية «بلباقة» على تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، والتي قال فيها بأن حزبه هو الإدارة، ودافع بدوي على قطاعه الذي قال إنه لم يتحيز لأي طرف مبرزا أن “قوة الإدارة وقوة مسؤوليها وموظفيها تكمن في أنهم يحتكمون دوما لقوانين الجمهورية، وتحليهم بالقدر العالي من الاحترام والتنسيق والتعامل مع الجميع بنفس المستوى خدمة للمجتمع الجزائري.
ع سمير