الصحافة الوطنية كسرت التعتيم الاستعماري وسمحت بتدويل القضية الجزائرية
•إعلاميو الثورة كانوا جنودا يرصون صف المجاهدين
أشاد وزير الاتصال جمال كعوان بالدور الذي لعبه الإعلام الوطني عبر مختلف محطات المقاومة والنضال التحرري، مبرزا الدور المحوري الذي لعبه الإعلام الوطني في تعزيز العمل العسكري وفي توعية الشعب والتعريف بقضيته على الصعيد الدولي.
وفي مداخلة بعنوان ‹› الإعلام والثورة››، قدمها في ‹› منتدى الشعب›› بمناسبة احتفال هذه اليومية، بالذكرى الـ 55 لتأسيسها في الـ 11 ديسمبر 1962، أكد كعوان بأن ‹› الإعلام الحديث في الجزائر يستمد جذوره ومقوماته من رصيد عريق ومشرف صنعته أقلام حرة اصطفت إبان الحركة الوطنية إلى جانب المطلب التحرري، وساهمت في التوعية والتنوير باتجاه إعلان الثورة المسلحة››، مشيرا إلى أن الإعلام الوطني نشأ غداة النضالات الأولى للحركة الوطنية، فكان بمواقف رجاله – كما قال، الحصن المتين للدفاع عن قضايا شعبه في الحرية
و الانعتاق ‹›.
وأشار كعوان إلى مختلف أساليب القمع الاستعماري الذي تعرض إليه الإعلاميون الجزائريون خلال الثورة التحريرية، من مطاردة واعتقال وتهجير وحجز وغلق مقرات، مسجلا بأنهم ‹› صمدوا وظلوا على ثبات في مقاومة الاحتلال››، وأضاف ‹›لقد شكل ما قدمه هذا الجيل النموذجي، من إعلاميي المقاومة قاعدة ارتكاز صلبة للشرفاء الذين واصلوا مسيرة النضال بالقلم والصوت الحر إبان الثورة المجيدة››.
وأسهب ممثل الحكومة في الحديث عن عطاءات رجال الإعلام إبان ثورة التحرير، والإنجازات القيمة التي قال أنها لعبت هي الأخرى دورا جوهريا في مؤازرة الثورة وحشد الهمم بدء بجريدة ‹›المقاومة الجزائرية ‹› التي تأسست في 22 أكتوبر 1955.
ونوه جمال كعوان بهذا الخصوص إلى أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة واعترافا منه بدور هذه الجريدة، قد جعل من تاريخ تأسيس جريدة ‹› المقاومة الجزائرية ‹›، في الـ 22 أكتوبر من كل سنة، مناسبة للاحتفال باليوم الوطني للصحافة، ولإسداء جائزة رئيس الجمهورية للصحافي المحترف تقديرا وعرفانا بجهود الإعلاميين كافة.
وأشار المحاضر بالمناسبة إلى أنه ‹› على خطى جريدة المقاومة سارت يومية ‹› المجاهد ‹› و ‹› الإذاعة السرية ‹› و ‹› وكالة الأنباء الجزائرية ‹› في التصدي للدعاية الاستعمارية المغرضة وإيصال صوت الثورة للعالم كافة.
وحرص وزير الاتصال على تسليط الضوء على الظروف الصعبة التي عمل فيها رجال الإعلام في مختلف مراحل الكفاح المسلح بدء من سنوات المقاومة وقال بأن هؤلاء الذين ساهموا بقناعة وشجاعة في المقاومة وعرفوا رغم شح الإمكانيات والظروف الصعبة تحت الاستعمار، كيف يرفعوا التحدي ويكونوا جنودا يرصون صف المجاهدين بالصورة المعبرة وبالكلمة الهادفة التي ترك بها عيسى مسعودي و›› جمال الدين شندارلي ‹› وغيرهم بصمات ثابتة.
وأضاف ‹› وبفضل إيمانهم بعدالة القضية تمكن إعلاميو الثورة، رغم الظروف المعقدة والأمكانيات الشحيحة، من التصدي لمحاولات التعتيم الإعلامي الاستعماري ومن إيصال الثورة ومقاومة الشعب للعالم بكامله››.
كما أبرز كعوان في ذات السياق بأن ‹› إعلام الثورة كان بمثابة سلاح نوعي وفعال انتصر لنضال الشعب الجزائري ضد أعتى قوة استعمارية في القرن العشرين›› مشيرا إلى اتساع وتنوع قائمة إعلامي الثورة لتشمل صحافيين وإعلاميين من أحرار العالم وأصدقاء الجزائر الذين تضامنوا – كما أضاف، مع عدالة قضيتنا بالصوت والصورة والقلم فاضحين بذلك الوجه الاستعماري البشع ومرافعين بصدق وشجاعة عن شرعية نضالنا التحرري.
وأكد بأن أداء هؤلاء وأولئك ارتقى بالمهنة إلى أسمى مراتب القيم الإنسانية بما تحمله من معاني النضال والتضامن ونكران الذات.
من جهة أخرى حرص وزير الاتصال إلى التنويه بالتجربة الإعلامية الجزائرية التي تم تسخيرها لخدمة القضايا العادلة حيث احتضنت الجزائر كما ذكر، ‹›محطات إذاعية كانت منابر للشعوب المضطهدة وعلى رأسها إذاعة صوت فلسطين، كما جعلت من مجلة ‹› الثورة الإفريقية ‹› منبرا لأصوات التحرر ومؤازرة قضايا الشعوب العادلة في إفريقيا والعالم››.
وأثناء تطرقه للحديث عن جريدة الشعب أشاد الوزير بهذه اليومية العمومية التي قال أنها انصهرت منذ تأسيسها بصحافييها وعمالها في مشروع البناء والتشييد الذي يكرس سيادة الوطن ويؤسس لديمقراطية تعيد للإنسان كرامته المهدورة، كما أشاد بمسيرتها الإعلامية الممتدة على مدى 55 سنة.
ع.أسابع
55 ســنـــة مــــن '' الــشــعــب ''
نظمت جريدة ‹›الشعب›› يوم أمس احتفالية بمقرها في شارع الشهداء بالعاصمة، بمناسبة الذكرى الـ 55 لتأسيسها في الـ 11 سبتمبر 1962.
واستضافت ‹› الشعب ‹› في منتداها، الذي خصصته لتخليد هذه المناسبة، وزير الاتصال جمال كعوان الذي قدم مداخلة حول ‹› الإعلام والثورة››، استعرض فيها ظروف إنشاء صحافة المقاومة الوطنية وصحافة الثورة، خلال فترة الاحتلال الفرنسي وكيف كان إعلاميو الثورة الحصن المنيع للثورة والصوت الذي دول القضية الجزائرية.
كما أشاد بمسيرة الصحافة الوطنية خلال فترة الاستقلال ومن بينها يومية ‹› الشعب›› التي أثنى على الدور الذي لعبته في مسيرة البناء والتشييد، وقال بأن ‹› تأسيس جريدة الشعب توافق ذكرى أخرى راسخة في ذاكرتنا الجماعية وهي ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960.
من جهتها قدمت السيدة أمينة دباش الرئيسة المديرة العامة لجريدة الشعب، مداخلة تحدثت عن مرافقة ‹› الشعب ‹› لمختلف المحطات التي مرت بها بلادنا كما تحدثت صمودها في الساحة الإعلامية رغم المنافسة الشديدة و›› الضائقة المالية التي تمر بها›› وأضافت»عندما تتوفر الإرادة و الاحترافية نواصل مشوارنا و هذا المشوار واصلناه عبر جريدتنا الورقية و امتطينا التكنولوجيا ت الحديثة».
كما قدم الدكتور جمال يحياوي، الأستاذ الجامعي والباحث في التاريخ، مداخلة أكد فيها بأن ‹› الصحافة الجزائرية لم تولد في المراسيم أو القرارات ولكن من معاناة الشعب››، وأضاف،»كانت الصحافة الثورية سلاحا فعالا، ساعد أيضا على كسب دعم وسائل الإعلام الأجنبية في ذلك الوقت، وبفضلها تقوم وسائل الإعلام اليوم، بمهمتها بمسؤولية ومهنية».
كما أن تجربة الصحافة الجزائرية – يضيف، تخدم الكثير من القضايا الدولية العادلة، كقضية فلسطين والشعوب التي لا تزال تعاني من جميع أنواع القمع، في أفريقيا والعالم.
وخصصت ‹›الشعب›› في عددها ليوم أمس، بالمناسبة، ملحقا حول المسيرة الإعلامية للجريدة منذ تأسيسها.
ع.أسابع