استعرضت، أمس، وزيرة التضامن و الأسرة و قضايا المرأة، غنية إداليا، تجربة الجزائر في ترقية و تعزيز دور المرأة في المجالات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، و أكدت أن العنصر النسوي أصبح يمثل أكثر من نصف الموظفين في قطاعات كالتعليم و الصحة.
و ذكرت إداليا في كلمة ألقتها خلال أشغال اجتماع الشبكة الإفريقية للنساء الوسيطات «فاموايز»، أن المرأة الإفريقية تكتسب صبرا و مقاومة في مواجهة الشدائد و تتمتع بقدرة على الإصغاء و بقوة الإقناع و كذلك بنوعية مميزة للوساطة، خاصة أنها تتجند في المعارك خلال النزاعات و الحروب، و تحمي الأطفال و كبار السن و تتكفل بالجرحى، كما أنها و في الوقت نفسه، تضيف الوزيرة، ضحية الاعتداءات الجنسية و التعذيب، مشيرة في السياق ذاته إلى الدور الذي لعبته المرأة الجزائرية في محاربة الأفكار الإرهابية خلال سنوات التسعينات، أين «دفعت ثمنا باهظا إلى جانب الرجل».
و أبرزت الوزيرة في مداخلتها تجربة الجزائر في ترقية دور المرأة، و هو دور قالت إنه تجسد بعد مجيء ميثاق السلم و المصالحة الوطنية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، من خلال جعلها ركيزة في التلاحم الاجتماعي و عودة الأمن و الاستقرار، كما تعتلي هذه الفئة، تتابع الوزيرة، مكانة خاصة في التنمية و أصبحت بذلك محورا متميزا للتعاون مع شركائها الإقليميين و الدوليين، مشيرة إلى “التقدم الواسع” الذي أحرزته بلادنا في جميع المجالات المتعلقة بتعزيز دور المرأة، بمشاركتها في بناء و تقدم البلاد.
و استغلت المسؤولة فرصة اللقاء، لاستعراض المكاسب التي جاء بها قانون الأسرة المعدل و قانون الجنسية و كذلك القانون الجنائي المُعدل سنة 2015 و الذي يُجرم العنف البدني و النفسي و اللفظي ضد الإناث في الأماكن العامة و الخاصة، ثم ترقية دورها من خلال الدستور الأخير الذي ينص على منع التمييز بين المواطنين على أساس الجنس و على ترقية الحقوق السياسية للمرأة و اعتلائها مناصب المسؤولية، إلى جانب التناصف في التشغيل مع الرجل، و توسيع حضور النساء في المجالس المنتخبة، من خلال اعتماد نظام الحصص بنسبة 30 بالمئة.
و أكدت وزيرة التضامن أن هناك إرادة سياسية حقيقية لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص و عدم التمييز بين البنات و الأولاد في التمدرس، ما أدى إلى ارتفاع عدد الطالبات في الجامعات و تحسين نوعية مشاركة المرأة في المجتمع، زيادة على الدور الذي لعبه قطاع التكوين المهني في مساعدة هذه الفئة على الاندماج المهني و تأهيل اليد العاملة النسوية، كما رحبت بفتح مدارس أشبال الأمة أمام الفتيات و اعتبرت ذلك مكسبا جديدا.
و بلغة الأرقام، قالت الوزيرة إن المرأة ساهمت بنسبة 35 بالمئة، في 60 ألفا و 204 مشروع زراعي، فيما تمثل 36 بالمئة من مجموع العاملين في الوظيفة العمومية، و تُشكل، على الترتيب، 57 بالمئة، 46 بالمئة و 54.5 بالمئة، من موظفي قطاعات التعليم و التعليم العالي و الصحة، مضيفة أن تمثيل المرأة في هيئات الدولة يرتفع كل سنة، و بالأخص في صفوف الجيش الوطني، بحيث تم تعيين نساء في رتبة لواء، فيما تتواجدن بنسبة 44.7 في المئة في جهاز القضاء.
ياسمين.ب