شددت كاثرين سامبا بانزا الرئيسة السابقة للمرحلة الانتقالية لجمهورية إفريقيا الوسطى في حوار مع النصر بأن الجهود يجب أن تركز على المرأة في القارة الإفريقية من أجل مواجهة التطرف الديني، بسبب الدور الذي تلعبه في تربية الأبناء، كما اعتبرت بأن النساء يشاركن بقوة في حل النزاعات لكنهن رغم ذلك ما زلن مغيبات على المستوى الرسمي، في حين أوضحت بأن المخاطر المناخية تشكل تهديدا على المرأة بالدرجة الأولى.
حاورها: سامي حباطي
وأضافت محدثتنا بأن الحدود تمثل أكبر مصدر للنزاعات في القارة الإفريقية، ما يدعو إلى التركيز في الشبكة الإفريقية للنساء الوسيطات التي احتضنت قسنطينة أشغال جمعيتها العامة يوم أمس، على تعزيز التعاون العابر للحدود.
_كيف تقيمون مشاركة المرأة الإفريقية في حل النزاعات؟
_النساء على رأس قائمة المعنيين بالنزاعات والحروب، وهن اللواتي يقحمن أكثر من غيرهم في إيجاد حلول لها بطريقة غير رسمية على العموم، في حين يتم تغييبهن على المستوى الرسمي والمؤسساتي، لذلك فإن التحدي الذي نرفعه نحن الملتزمات بهذه القضية يتمثل في أخذ النساء اللواتي يتدخلن لحل المشاكل على مستوى مجتمعاتهن وبلدانهن وعائلاتهن بعين الاعتبار، حتى يتمكن من إسماع أصواتهن على المستوى الرسمي.
_وهل هناك استجابة إيجابية من جهة المؤسسات الرسمية والحكومات في التعامل مع قضية إقحام المرأة في حل النزاعات؟
_تمكنت العديد من النساء من اعتلاء مناصب عالية في أعلى مؤسساتنا درجة على مستوى القارة الإفريقية، وخصوصا الاتحاد الإفريقي، الذي أبدى ردة فعل إيجابية من خلال إنشاء هيئة تابعة له من أجل ضمان إدماج أكبر للنساء في الجهود المبذولة لإحلال السلام. وقد اجتمعنا السنة الماضية في قسنطينة وشددنا على ضرورة أن يتبنى الاتحاد الإفريقي شبكة للنساء الوسيطات من أجل حل النزاعات، واستجاب لمطلبنا قادة الدول، وبعدها الهيئات الإفريقية، واليوم نحن نسير نحو تجسيد الأمر، وهو ما أعتبره جوابا بالقبول.
ولقد استمعنا لوزير الخارجية عبد القادر مساهل ووزيرة التضامن الوطني غنية إداليا، الذين قدما لنا أمثلة عن دور المرأة في الوساطة لحل النزاعات.
_وهل ترون بأن الثقافة الاجتماعية الإفريقية تتقبل أن تتكفل المرأة بالوساطة لحل النزاعات؟
_في تقاليدنا نطلب النجدة من النساء عند وقوع مشاكل، ولذلك نجد بأنهن مقبولات، ولم يبق إلا على الهيئات الرسمية أن تتبنى هذا الأمر. ولا أعتقد بوجود مشكلة على المستوى الاجتماعي والثقافي.
_ما هي النقاط المهمة في الشبكة الإفريقية للنساء الوسيطات؟
_أنا أرى بأن النقطة المهمة جدا تتمثل في التعاون العابر للحدود، فالنساء نشطات جدا على مستوى الحدود، التي تشكل أول مصدر للنزاعات والصراعات، ومن المهم إدماج أولئك النساء في حل المشاكل الحدودية، كما يجب أن تدمج النساء على مستوى بلدانهن في حل المشاكل الأخرى على غرار العنف والتطرف الديني.
_هل ترون بأن التطرف الديني من أكبر المخاطر التي تهدد وضع المرأة حاليا في إفريقيا؟
_لا أعتقد بأن التطرف الديني والتشدد أكبر المشاكل التي نواجهها، لكنه واحد من المخاطر، التي يستدعي التخلص منها التركيز على المرأة لأننا نحن النساء من نقوم بتربية الأطفال، والجهاديون في النهاية هم جزء من مجتمعاتنا، بالإضافة إلى الرجال الذين يقحمون أنفسهم في شتى مظاهر العنف الأخرى. يجب على المرأة أن تتعلم، على المستوى العائلي والاجتماعي، التحدث إلى محيطها وجذب أبنائها وزوجها إلى فسحة أكبر من السلام ومزيد من الالتزام بحل النزاعات بشكل سلمي.
_كيف يؤثر التحدي المناخي على دور المرأة في السياسة والمجتمع، خصوصا وأن القارة الإفريقية تشهد اليوم ظاهرة التصحر التي تؤدي إلى الهجرة غير الشرعية وأزمات أخرى؟
_أعتقد بأن النساء يجب أن يكن على إطلاع ووعي بكل هذه التحديات التي تواجه العالم وتهدده اليوم، فعلى المرأة أن تكتسب بعد نظر كمواطنة في العالم، كما يجب أن تكون قادرة على فهم ما يحدث من حولها. المشكل البيئي يواجه الجميع، لكن النساء معنيات به بالدرجة الأولى في القارة الإفريقية، لأنهن يمثلن نسبة عالية من المشتغلين في مجال الفلاحة كما أنهن ينتجن أكثر من ثمانين بالمائة من المواد الفلاحية الموجهة للاستهلاك. ويجب عليهن أن يشاركن في الدعوة إلى تجنب التبذير والبحث عن مصادر بديلة للطاقة والمحافظة على المحيط.
النساء الوسيطات سيجدن أنفسهن أمام قائمة طويلة من المشاكل المطروحة في الميدان، كالعنف والفقر والمجاعة والجماعات المسلحة والتطرف والأطفال المجندين، لذلك نحن نسعى في الشبكة إلى جعلهن قادرات على التفكير وإيجاد حلول لهذه المشاكل انطلاقا من فهمها.
س .ح