السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

مصالح الأمن أوقفته و أحالته على العدالة: مختــلّ يخــرّب تمثـــال عيـن الفــوارة بسطيــف

قام صبيحة أمس شخص يدعى (ع.عباس) يبلغ 35 سنة من العمر، بتشويه وجه وتحطيم بعض الأجزاء من المعلم التاريخي عين الفوارة الشهير، فقد تفاجأ المارة والجالسون بالقرب منه، من صعود رجل ملتحي يرتدي قميصا أبيض، في حدود العاشرة والربع، يحمل مطرقة ومنقارا حديديا، وشرع في تحطيمه وطمس معالمه، على غرار الثديين ، الوجه، الركبة، أصابع اليد والشعر،  ليتم رشقه بالحجارة، وثنيه على المواصلة، ريثما وصل أعوان الشرطة حيث أوقفوه واقتادوه إلى مركز الأمن قصد التحقيق معه، حول أسباب ودوافع القيام بهذا الفعل الإجرامي.
و ذكرت مصادر أمنية للنصر، بأن المعني يعاني من إعاقة ذهنية تبلغ نسبتها 80 بالمئة، و ينحدر من بلدية بني وسين الواقعة بالمنطقة الشمالية الغربية لعاصمة الولاية،  كما أشارت مصادر أخرى أنه متقاعد من سلك أمني، وقد قام المعني بمقاومة عناصر الأمن، لكن تمت مباغتته بنزع أدوات التحطيم في البداية، مع شل حركته.
وقد جاءت الحادثة لتثير موجة من ردود الأفعال، تجاه هذا العمل التخريبي، حيث شهد المعلم التاريخي إقبالا منقطع النظير، سواء من طرف المواطنين والسلطات المحلية وكذا وسائل الإعلام المختلفة، وقد انتشر الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصاحبته ضجة سواء داخل الولاية أو خارجها، بل وحتى خارج أرض الوطن، وقد تجمع المئات من المواطنين للإطلاع على حجم الضرر والتقاط صور عادية وسيلفي مع الوجه المشوه، لما تمثله عين فوارة من رمزية تاريخية وتراثية في حياة السطايفية، بعد أن أصبحت سطيف ترتبط بها آليا، مثلما ارتبطت في أذهان الجميع المقولة الشعبية «من شرب من مائها مرة يعود عدة مرات»، وأصبحت بمثابة محطة يمر عليها الأجانب قبل الزوار من خارج الولاية .
وقد قامت السلطات المحلية والأمنية، بزيارة المعلم التاريخي بمجرد انتشار خبر الحادثة، وقد وقفت على حجم الضرر الذي تسبب فيه، ليعطي المسؤول الأول على الولاية، تعليمات بضرورة إعادة ترميمها في غضون 48 ساعة المقبلة، قصد إعادتها إلى حالتها الطبيعية، مع طمأنته المواطنين بالتحكم في الأوضاع، وقد عقد اجتماعا عاجل مع  الهيئات المعنية.
ثاني عمل تخريبي مسها بعد
حادثة 1997
تجدر الإشارة أن معلم عين فوارة، مسه عمل تخريبي بتاريخ 22 أفريل 1997، بعد زرع قنبلة تقليدية انفجرت عند الفجر، وأدت إلى تشويه التمثل وطمس نفس المعالم التي استهدفها الفاعل يوم أمس ليتم ترميمها يومين بعد الحادثة بتاريخ 22 أفريل 1997، وقتها أقيمت المآتم في بيوت السطايفية، الذين اعتقدوا بأنهم لن يروا مرة أخرى معلمهم الشهير، لتقوم الجهات المختصة وقتها، بمساعي حثيثة من أجل تصنيفها كتراث محمي، وأشارت مصادرنا بأنها اقترحت بتاريخ 03 نوفمبر 1999 التصنيف وصدر قرار في الجريدة الرسمية رقم 87 المؤرخ في 08 ديسمبر 1999، بموجبه أصبحت تراثا مصنفا محميا وماديا، يعاقب كل من يقوم بالاعتداء عليه أو تشويهه أو نهبه، بموجب القانون 04/98 الخاص بحماية التراث المادي والمحميات والملكيات الثقافية، وتصنف على أنها جنايات وجنح، وبالعودة إلى القصة التاريخية لعين فوارة، تمثال المرأة أنجز بباريس بتاريخ 21 فيفري 1898 من طرف النحات فرانسيس دوسان فيدال، ووصلت إلى سطيف صيف 1898 انطلاقا من ميناء مرسيليا وصولا إلى ميناء سكيكدة، وقد وضعها المهندس الإيطالي فرانسيس كوني، بطلب من جنرال فرنسي، بعد أن أعجب بها لدى رؤيتها بمعرض أقيم بباريس، وفي رواية أخرى أنه وضعها نكاية في مصلي مسجد العتيق المحاذي لها.
مشروع الترامواي

 شلّ حركة المرور بالقرب منها
كما تجدر الإشارة أن العملية التخريبية التي مست المعلم التاريخي، جعلت المصالح الأمنية تولي أهمية كبيرة له، بدليل تواجد أفراد الشرطة بالقرب من المعلم، قصد تنظيم حركة المرور، مع الإبقاء على نفس المعلم في أمان، كما تم تنصيب كاميرات مراقبة على مدار الساعة بالقرب منها، لكن بانطلاق مشروع تراموي سطيف، لم يعد أثر لهذه الكاميرات، خاصة مع الحفريات التي أنجزت لمرور خطي السكة الحديدية، وقد منعت حركة مرور السيارات بشكل نهائي، على أن تترك فقط تلك الساحة للراجلين والمارة، مع تهيئتها لتصبح فضاء مزود بالمساحات الخضراء بعد الانتهاء من المشروع.
ديوان تسيير الممتلكات الثقافية يطمئن ويرفع دعوى قضائية
تقربنا أمس من السيد زرارقة محمد لمين، مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات المحمية بولاية سطيف، المشرف المباشر على حماية معلم عين الفوارة، الذي طمأن بخصوص إعادة المعلم التاريخي إلى حالته الطبيعية، بعد إجراء اتصالات مع مختصين في ترميم الرخام، قصد إجرائها في أقرب وقت، ووصف المعني ماقام به الشخص الموقوف أنه جريمة ضد معلم تاريخي مصنف وأحد رموز المدينة، والتأسس كطرف مدني ورفع دعوى قضائية، لأخذ جزائه والمطالبة بتعويضات، واعتبر بأنه تسبب في ضرر جد جسيم من الناحية التقنية والعلمية. جدير بالذكر أننا شاهدنا القطع التي سقطت من المعلم وتم جمعها ووضعت لدى نفس الديوان قصد إعادة تركيبها.
رمزي تيوري

محمد لمين زرارقة يكشف عن اعتداءات وقعت سابقا بعين فوارة
«سجلنا عدة اعتداءات على المعلم من مؤسسات عمومية و أفراد»
كشف أمس مدير  الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية بسطيف، محمد لمين زرارقة، عن وقوع تجاوزات في حق المعلم التاريخي عين الفوارة في وقت سابق، لم يتم تناولها من قبل، وقد توبع أشخاص قاموا بذلك، مضيفا في اتصال مع النصر، بأن مصالحه تقوم بتقييد العديد من الشكاوى سنويا، ضد مؤسسات عمومية وخاصة لحماية الممتلكات الثقافية.
- بداية كيف تعاملت مصالحكم مع تشويه معلم عين الفوارة؟
- لقد قمنا بتقييد دعوى قضائية لدى وكيل الجمهورية، قصد متابعة هذا الشخص ونيل جزائه إثر ارتكابه هذه الجريمة، وفقا للقوانين بعدما تأسسنا كطرف مدني، وسنكلف محامي من أجل جعل الجاني عبرة.
- هل سجلتم جرائم مماثلة ارتكبت على نفس المعلم
 أو معالم أخرى سابقا؟
- قمنا بمقاضاة شخصين في وقت سابق، قاما بإحداث تغييرات على المعلم التاريخي عين فوارة، أحد المصورين سنة 2007 قام بدهن قاعدة المعلم بالأبيض لإضفاء مزيد من الجمالية حسبه، والثاني نزع مؤخرا حجارة حماية تحيط بالجدار المحيط لعين الفوارة، قصد وضع مقبس كهربائي، تابعنا الأخير وصدرت في حقه غرامة مالية، وقد وقعت تجاوزات أخرى، سواء من طرف مؤسسات وإدارات عمومية أو أفراد بطمس أو تخريب أو اعتداء على الممتلكات الثقافية، قمنا بإيداع شكاوى ورفع دعاوى قضائية، سواء بمواقع سطيف و جميلة الأثري وبني قجان ببني عزيز.
- هل ستتمكن عملية الترميم من إعادة عين الفوارة إلى ما كانت عليه سابقا؟
- لقد اتخذنا الإجراءات الضرورية، وسيحل اليوم مختصون من الجزائر العاصمة، قصد القيام بعملية الترميم، وستعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقا في أقرب وقت ممكن، كما سنرافقهم.
- بعد تسجيلكم هذا الحادث وأخرى مماثلة، ما هي الإجراءات الأمنية التي ستتخذونها لحماية عين الفوارة من اعتداء جديد محتمل؟
- سنعقد اجتماعا مع المصالح الأمنية، قصد تسطير برنامج حماية، الديوان يتوفر على عناصر أمن سيضمنون التغطية الأمنية، بالتنسيق مع مصالح الأمن لتفادي حوادث جديدة، وقد أيقنا بأن طرق الحماية القديمة لم تحقق هدفها.
حاوره / رمزي تيوري

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com