* زطشـي: إبعـاد قربـاج تم في إطار القانـون * قربـاج: المكتب الفيدرالي منحني هديـة
قرر المكتب الفيدرالي في اجتماعه المنعقد أمس بمركز الباز بسطيف سحب التفويض الخاص بتسيير البطولة المحترفة من مجلس إدارة الرابطة المحترفة لكرة القدم، مع تكليف لجنة تسيير مؤقتة من الفاف بمهمة الإشراف على دراسة القضايا المقترنة بالبطولة الوطنية، سواء منها البرمجة أو الملفات التأديبية، و هذا لفترة انتقالية تمتد إلى غاية عقد جمعية عامة استثنائية للرابطة، تخصص بالأساس لانتخاب مكتب تنفيذي جديد لهذه الهيئة.
هذا القرار لم يكن مفاجئا بالنظر إلى التطورات التي شهدتها الساحة الكروية الوطنية خلال الأسبوع الفارط، والتي دفعت ببعض أعضاء المكتب الفيدرالي إلى التلميح إلى امكانية سحب تفويض تسيير المنافسة من الرابطة الوطنية ورئيسها محفوظ قرباج، فكانت جلسة مركز الباز محطة مواتية للمرور مباشرة إلى الصيغة التنفيذية، بترسيم الخطوة التي كان ممثلو الفاف قد بادروا إليها منذ عدة أسابيع، في ظل تواصل برودة العلاقة بين رئيس الاتحادية خير الدين زطشي ونظيره للرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج، وتواصل القبضة الحديدية بين الطرفين بخصوص القضايا التي تشهدها المنظومة الكروية الوطنية.
اجتماع الأمس الذي حضره محفوظ قرباج و11 عضوا من المكتب الفيدرالي كانت بداية اشغاله بطرح إشكالية الإجازات التي أودعتها أندية محترفة لدى الرابطة طلبا لتأهيل لاعبين جدد في الميركاتو الشتوي، رغم أن المكتب الفيدرالي كان في اجتماعه المنعقد يوم 25 ديسمبر الفارط، وضع جملة من التدابير تحسبا لهذه العملية، بمراعاة القرارات الصادرة عن غرفة المنازعات التابعة للاتحادية، بعد نظرها في شكاوى اللاعبين والمدربين ضد النوادي، مع تحديد قيمة مليار سنتيم كحد أقصى من الديون المقيدة لدى الغرفة المختصة بغية الترخيص للنادي باستقدام لاعبين جدد في فترة التحويلات الشتوية.
مصدر من داخل المكتب الفيدرالي كشف للنصر أن القطرة التي أفاضت الكأس في جلسة الأمس هي قضية منح الرابطة اجازتي اللاعبين عواج و بانوح لإدارة وفاق سطيف، والإسراع في إدراجهما ضمن التعداد الرسمي للفريق عبر الموقع الرسمي للرابطة، رغم أن النسر الأسود يتواجد ضمن القائمة التي ضبطتها غرفة المنازعات، فضلا عن بقاء مصير عديد اللاعبين معلقا، بعد توقيعهم لعقود مع أندية جديدة في الميركاتو الشتوي، لكن من دون الحصول على إجازاتهم بسبب قرار المنع الذي يظل ساري المفعول.
وأكد مصدر النصر بأن أعضاء المكتب الفيدرالي أجمعوا على أن هذه الوضعية دليل على عدم قدرة الرابطة المحترفة على تسيير شؤون البطولة، بتواجد مسؤوليها بين مطرقة القوانين الصارمة وسندان الظروف الصعبة التي تتخبط فيها أغلب الأندية، التي دفعت بهم إلى تليين الموقف، والتساهل في تطبيق النصوص القانونية، مما دفع بهم إلى اتخاذ قرار جماعي يقضي بسحب التفويض الخاص بتسيير البطولة الوطنية من الرابطة المحترفة، على خلفية الخروقات القانونية التي تم تسجيلها.
هذا الإجراء وإن قابله رئيس الرابطة محفوظ قرباج بمغادرة قاعة الاجتماعات تعبيرا منه عن استيائه الشديد، فإنه بالموازاة مع ذلك جعل رئيس الفاف يقترح تشكيل ديريكتوار يتولى السهر على تنظيم البطولة المحترفة بقسميها الأول والثاني إلى غاية برمجة جمعية عامة انتخابية، مع تكليف عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول بهذه المهمة، بصفته مسؤول عن لجنة التنسيق مع الرابطات بمعية مسعود كوسة، وهي الخطوة التي تعد بمثابة مؤشر من الفاف على إنهاء مهام قرباج، في ظل التأكيد على برمجة جمعية عامة انتخابية للرابطة.
على صعيد آخر أكد ذات المصدر أن قضية اتحاد بلعباس كانت من بين الملفات التي فجرت موجة غضب مسؤولي الفاف على الرابطة المحترفة، لأن مراسلة الفيفا كانت بصيغة تنفيذية، والرابطة لم تتخذ الإجراءات التي من شأنها أن تحل هذه الاشكالية قبل بلوغ هذه المحطة، بتخصيص شطر من حصة اتحاد بلعباس من عائدات البث التلفزيوني لتسوية مستحقات اللاعب جيسي مايلي، وتجنب عقوبة الاتحاد الدولي، خاصة وأن نفس الفريق كان محل شكوى أخرى أودعت لدى الفيفا من طرف اللاعب ميرسي، الأمر الذي يضع مصير الكرة الجزائرية على كف عفريت على الصعيد الدولي.
وضع نقطة النهاية للقبضة الحديدية بين المكتب الفيدرالي ورئيس الرابطة المحترفة بسحب البساط من تحت قدمي قرباج بعد مد وجزر دام قرابة 10 أشهر، لم يمنع أعضاء الفاف من تخصيص اجتماع طارئ في غضون الأيام القليلة القادمة لتشريح الوضعية السائدة على مستوى الرابطة، والحسم في مصير اللاعبين الذين مازالت إجازاتهم عالقة، نتيجة صدور قرار من غرفة المنازعات، وقبول الرابطة لملفاتهم الإدارية مع أندية تتواجد تحت طائلة عقوبة المنع من الاستقدام، حيث يعتزم المكتب الفيدرالي النظر في هذه الاشكالية في أقرب وقت ممكن، وهذا بالتشاور مع غرفة المنازعات.
من جهة أخرى عرف اجتماع الأمس طرح قضية الأصناف الشبانية للنقاش، سيما بعد التأكد من غياب شباب عين فكرون بأغلب فئات الشبان عن المباريات الرسمية في البطولة، التي تشرف على تنظيمها رابطة قسنطينة الجهوية، وهو أمر أبقى الكثير من علامات الاستفهام مطروحة، بغياب الأصناف الشبانية لفريق من الرابطة المحترفة الثانية في الكثير من المناسبات، في ظل عدم توفر نص قانوني يعاقب بجدية على هذه الغيابات، وعليه قرر أعضاء المكتب الفيدرالي إدخال تعديل طارئ على نص المادة 53 من القوانين الخاصة ببطولات الشبان، واعتماد قرار خصم نقطة من رصيد الأكابر كعقوبة إدارية لغياب فريق من الشبان عن مقابلتين رسميتين.
إلى ذلك استعرض المدير الفني الوطني رابح سعدان برنامج العمل المسطر من طرف هيئته، وأعلن بالمناسبة عن برمجة مباراة ودية للمنتخب الوطني لفئة أقل من 21 سنة، ضد نظيره الفلسطيني للأكابر، يوم 27 فيفري القادم، فضلا عن اعتماد نصوص قانونية جديدة، وبرنامج لتكوين المدربين على الصعيد الوطني، بتقسيم التقنيين المتربصين على 3 مستويات.
صالح فرطـــاس
اتهمه بمحاباة الأشخاص
زطـشي يؤكـد أن إبعـاد قربـاج تم في إطــار قــانــوني
اتهم رئيس «الفاف» خير الدين زطشي رئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج بمحاباة الأشخاص، موضحا بأن تسيير كرة القدم الجزائرية يتم بتطبيق القوانين على الجميع دون استثناء.
وأكد رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم أن قرار سحب الثقة من قرباج جاء في إطار قانوني وبكل روح مسؤولية.
وعبر زطشي عن عدم رضاه لطريقة تعامل هيئة قرباج مع الأندية المدانة خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، حيث منحت الأفضلية لبعض الفرق على حساب أخرى، من خلال منح الإجازات لوفاق سطيف، رغم العقوبة المسلطة على الفريق بحرمانه من القيام بالاستقدامات.
وكان المكتب الفيدرالي قد هدد الأندية المدانة بحرمانها من القيام بعملية الانتدابات، خلال فترة التحويلات الشتوية الماضية، إلا أن رئيس الرابطة محفوظ قرباج أهل الثنائي عواج و بانوح، وهو ما أثار حفيظة رئيس “الفاف”، الذي قرر خلال اجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد أمس بمركز “الباز” بسطيف سحب تسيير البطولة الوطنية من الرابطة.
وقال زطشي خلال التصريحات، التي أدلى بها صبيحة أمس، بعد نهاية أشغال المكتب الفيدرالي: «اتخذنا قرار سحب الثقة من الرابطة و قرباج بكل روح مسؤولية، “الفاف» ستسير البطولة حسب القوانين، و لها الحق في ذلك، كما قررنا سحب تسير البطولة من الرابطة حسب ما ينص عليه القانون».
بالمقابل طالب زطشي بضرورة تحمل كل شخص لمسؤولياته، مضيفا بأن تسيير كرة القدم الجزائرية لا يتم بمحاباة الأشخاص، في إشارة واضحة إلى التعامل الخاطئ لقرباج مع نادي وفاق سطيف بمنحه إجازات عواج و بانوح، رغم التعليمات المقدمة من المكتب الفيدرالي المنعقد بتاريخ 25 ديسمبر الماضي، بمنع الفرق المدانة بأكثر من مليار سنتيم من دخول الميركاتو الشتوي، وهو القرار الذي لم يتم احترامه حسب - زطشي- من طرف رئيس الرابطة المستقيل، الذي أهل لاعبي الوفاق بشكل عادي، بدليل مشاركتهما في لقاء مولودية الجزائر أمس الأول.
وقال خير الدين زطشي في هذا الصدد: “ تسيير كرة القدم لا يتم بمحاباة الأشخاص، تسيير كرة القدم الجزائرية يتم بتطبيق القوانين، ولذلك يتوجب على كل شخص أن يتحمل مسؤوليته”.
بالمقابل أكد زطشي بأنه يتابع كل مباريات البطولة وليس مباريات بارادو فقط، مضيفا: “أتابع حتى مباريات الأصناف الصغرى، وتنقلنا لمشاهدة مباراة رائعة بين وفاق سطيف ومولودية الجزائر، لما تكون مباراة جيدة نتابعها، وسنتنقل حتى إلى غرب و جنوب البلاد”.
من جهة أخرى، أبدى رئيس “الفاف” رضاه عن مستوى التحكيم هذا الموسم، وطالب بتخفيف الضغط عن كل من غوتي و أمالو:” مستوى التحكيم كان رائعا إلى حد الآن، رغم بعض الأخطاء المسجلة، علينا تخفيف الضغط عن رئيس لجنة التحكيم غوتي، و المسؤول عن تعيين الحكام مختار أمالو”.
مروان. ب
رئيس الرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج للنصر
المكتب الفيدرالي منحني هدية و سأقدم استقالتي في الجمعية العامة
• منحي إجازات الوفاق سبب الخلاف
• ما تعليقك على قرار المكتب الفيدرالي القاضي بسحب التفويض من الرابطة لتسيير البطولة الوطنية المحترفة؟
لقد غادرت للتو (الحوار أجري صبيحة أمس) اجتماع المكتب الفيدرالي، مباشرة بعد أن قرروا سحب التفويض من الرابطة الوطنية المحترفة في تسيير البطولة، و تشكيل لجنة يترأسها العضو عمار بهلول من أجل تسيير البطولة مؤقتا، و أنا ممتن للمكتب الفيدرالي و زطشي على هذا القرار، لقد منحوني هدية كنت أنتظرها منذ مدة، ولا أخفي عليكم كنت أتوقع هذا القرار، وهو ما جعلني أصر على حضور هذا الاجتماع، رغم أنه أجري في يوم عمل بالنسبة لي، ولقد حملت أعضاء المكتب الفيدرالي مسؤولية قرارهم قبل مغادرتي الاجتماع، و قلت لهم بصريح العبارة :” عليكم تحمل تبعات هذا القرار”.
• ماذا تقصد بهذا الكلام؟
لست متشبثا بهذا المنصب، و كنت أرغب في الرحيل منذ مدة، لكن ثقة رؤساء الأندية أجبرتني على البقاء في منصبي نزولا عند رغبتهم، و حرصا مني على تقديم الإضافة و مساعدة كرة القدم الجزائرية، لكن إذا كان لرئيس الفاف و أعضاء مكتبه رأيا آخر، فهم خدموني أكثر من أي شيء آخر، لقد تم تفعيل المادة 20 من الاتفاقية التي تربط الاتحادية بالرابطة و هو من حقها، ولا أخفي عليكم كنت على دراية بهذا القرار، وهو ما جعلني أصر على الحضور، حتى لا يقال عني بأنني رفضت المواجهة.
• نفهم من كلامك بأنك ستغادر عالم كرة القدم، أم ماذا؟
بطبيعة الحال، سأعقد الجمعية العامة في الأيام المقبلة، من أجل إعلان استقالتي من رئاسة الرابطة الوطنية المحترفة، و لا يمكنني العمل في مثل هذه الظروف، خاصة و أن التيار أصبح لا يمر بيني و بين رئيس الفاف خير الدين زطشي، رغم أنني كنت أعمل بنية صادقة، لكن رئيس الفاف و أعضاء المكتب الفيدرالي كان لهم رأي آخر.
• وما هو السبب الذي جعل أعضاء المكتب الفيدرالي يتخذون هذا القرار؟
ربما أصبحت أزعجهم، و لو أن السبب الرئيسي حسب أعضاء المكتب الفيدرالي هو إخلال الرابطة بأحد قراراته والقاضي بمنح الرابطة الإجازات إلى وفاق سطيف، في الوقت الذي كان ممنوعا من الاستقدامات، رغم أنني جنبتهم مشكلة عويصة، لأن وفاق سطيف مقبل على منافسة قارية و كان مجبرا على تأهيل اللاعبين محليا من أجل قدرته على تأهيلهم قاريا، و القانون واضح في هذا الخصوص، لأنني قلتها أمام أعضاء المكتب الفيدرالي ولا أتهرب من مسؤوليتي، وفاق سطيف لديه قضايا على مستوى العدالة و لديه أموال لدى الرابطة، قيمتها تكفي لتسوية ديونه، وعليه قمت بتسليمهم الإجازات.
• وفي حال رفض رؤساء الأندية استقالتك خلال الجمعية العامة، ما هو ردك؟
لا أخفي عليكم قررت الاستقالة و لن أتراجع عن قراري، كما تعلمون قررت الانسحاب خلال الجمعية العامة الماضية، لكن بإلحاح من رؤساء الأندية، الذين أتشرف كثيرا بثقتهم فضلت المواصلة، لكن اليوم سأتفرغ إلى عملي و عائلتي، و لا أريد المواصلة في هذا المحيط، حتى في حال رفض رؤساء الأندية رحيلي.
حاوره: بورصاص.ر