تكلفـة الحـج العـادي ترتفع لدى الوكالات الخاصة إلى حـوالي 60 مليـون سنتيم
شهدت مصالح الولايات أمس قرعة الحج الخاصة ب 2000 دفتر حج التي خصصها رئيس الجمهورية لفئة المسنين البالغين سبعين عاما فما فوق، والمشاركين لعشر مرات على الأقل في القرعة دون الفوز فيها، على أن يتم توزيع دفاتر الحج على كافة الفائزين في القرعة شهر أفريل المقبل على مستوى البلديات.
وسمحت قرعة الحج التي نظمت أمس باستكمال مظاهر الفرح التي عمت منذ أيام مختلف مقرات البلديات بعد أن تعالت الزغاريد والهتافات، فرحا بتلقي خبر الفوز في قرعة الحج التي جرت بداية هذا الشهر الجاري، وكانت الفرحة أكبر في العملية التي تمت أمس بمقرات الولايات، لأنها شملت هذه المرة المسنين البالغين أزيد من 70 عاما، الذين خصهم رئيس الجمهورية بمنحهم 2000 دفتر حج لتمكينهم من أداء الركن الخامس، شريطة أن يكونوا قد شاركوا لعشر مرات في القرعة خلال السنوات الماضية دون الفوز فيها، وذلك بعد أن أبدى الكثير منهم رغبة ملحة في زيارة البقاع المقدسة.
وسيخضع الفائزون في قرعة أمس إلى نفس التدابير والإجراءات المطبقة على حجاج البعثة، على أن يتم الشروع رسميا في توزيع دفاتر الحج شهر أفريل المقبل وفق تأكيد مصادر مقربة، وذلك على مستوى مصالح البلديات، لينطلق التحضير الفعلي للموسم من قبل الديوان الوطني للحج والعمرة، تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية بتوجيه المرشحين لأداء مناسك الحج إلى البنك لتسديد التكلفة التي ستقدر هذا الموسم بحوالي 52 مليون سنتيم، في حين يتجه الديوان إلى تمكين الوكالات السياحية الخاصة باستلام تكاليف الحج وتولي تسديدها على الشبابيك المعنية مكان الحجاج، بغرض تخفيف العناء عنهم وتجنيبهم القيام بكافة الإجراءات التي تسبق السفر إلى البقاع المقدسة، علما أن الديوان الوطني للحج والعمرة كان يسمح في السابق للوكالات باقتناء تذاكر السفر فقط عوض الحجاج، الذين كانوا يقومون بكافة الإجراءات منذ استلام دفتر الحج.
علما أن تكلفة الحج العادي التي حددها وزير الشؤون الدينية بحوالي 52 مليون سنتيم، سترتفع بالنسبة للحجاج الذين يفضلون السفر مع الوكالات السياحية الخاصة، بتسديد مبالغ إضافية تقدر بحوالي أربع ملايين سنتيم، وقد تتراوح ما بين 10 و15 مليون سنتيم مقابل تلقي خدمات محسنة، على غرار وجبات الإطعام، حيث تفضل عديد الوكالات التعاقد مع متعاملين في مجال الإطعام لتقديم وجبات متنوعة للحجاج، فضلا عن تحسين ظروف الإسكان بانتقاء أحسن الفنادق، حيث تجتهد عديد الوكالات السياحية لتأجير عمائر قريبة من الحرم، لتمكينهم الحجاج من أداء الفريضة على أكمل وجه، سيما أداء الصلوات الخمس بالحرم، في حين يشترك كافة المرشحين لأداء الحج العادي، وفق تصنيف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، في النقل وكذا الإسكان على مستوى مشعر منى، عكس حج الرفاه أو الامتياز الذي يوفر أرقى الخدمات خلال 30 يوما من الإقامة بالبقاع المقدسة، مما يبرر ارتفاع تكاليفه إلى حوالي 120 مليون سنتيم.
ويشترط ديوان الحج والعمرة على الوكلاء السياحيين الذين يتقاسمون معه مهمة تنظيم الحج العادي، تبرير المصاريف الإضافية التي يدفعها الحاج، وعرض الخدمات الإضافية التي تقدمها الوكالة الخاصة بطريقة مفصلة، في إطار العقد المبرم بين الطرفين، بغرض تفادي وقوع تلاعبات أو الاحتيال على الحجاج، الذين يمكنهم رفع شكوى لدى الديوان في حال الإخلال ببنود العقد، علما أنه عند نهاية كل موسم تخضع كافة الوكالات السياحية المؤطرة للحجاج إلى تقييم صارم من قبل وزير الشؤون الدينية وكذا ديوان الحج والعمرة، ويتم تسليط عقوبات مشددة على المخالفين لدفتر الشروط، بحرمانهم من تنظيم الحج لمدة قد تفوق الخمس سنوات على الأقل. لطيفة/ب