مستــوردون جزائريــون يتحوّلـون نحــو التصديـــر
• الصادرات خارج المحروقات حققت نسبة نمو بـ 6 بالمائة
كشف الأمين العام للوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية ‘’ ألجاكس ‘’، حسين بوبطينة، أمس أن عددا معتبرا من المتعاملين السابقين في مجال الاستيراد قد أبدوا استعدادهم للتحول إلى مجال التصدير، سيما بعد سلسلة الإجراءات التي تم اتخاذها في مجال ترقية ودعم الصادرات خارج المحروقات، إلى جانب وجود تنوع وجودة في الإنتاج الجزائري الذي تمكن خلال السنوات الأخيرة من اختراق أسواق دولية لتوفره على كل المعايير التنافسية.
وأوضح بوبطينة في تصريح للنصر بأن توجه الدولة نحو خيار دعم تصدير المنتوج الوطني إلى الخارج، وما قامت باتخاذه من تحفيزات سيما فيما يتعلق بمرافقة هذا التوجه بحزمة من الإجراءات لتسهيل عملية التصدير إلى الخارج، مكنت من تحقيق نمو معتبر في حجم الصادرات خارج قطاع المحروقات، خلال السنة الجارية بحوالي 6 بالمائة، ما شجع بعض المستوردين إلى التوجه نحو التصدير لأن هذه الفئة من المتعاملين على دراية بمتطلبات الأسواق الخارجية، ولديها خبرة كبيرة بخصوص الميكانيزمات التي تتحكم فيها.
وبعد أن أشار إلى أن الميزان التجاري الجزائري سجل انخفاضا للواردات بما يقارب 15 بالمائة، أبرز بوبطينة بأن الجزائر تتوجه اليوم ‘’بخطى واثقة ‘’ لتعزيز إستراتيجية التصدير نحو أفريقيا، مشيرا إلى المرافقة التي تقوم بها ‘’ ألجاكس ‘’ مكنت بعض المتعاملين الجزائريين من فتح فضاءات تجارية في بعض الدول الأفريقية كالكوت ديفوار والسينغال كما في البنين ومالي والكاميرون.
وذكر في هذا الصدد بأن عددا من المتعاملين الاقتصاديين قد تمكنوا من فتح فضاءات للعرض في عدد من العواصم الإفريقية للتعريف بمنتوجاتهم سيما في السينغال وكوت ديفوار، أو إبرام اتفاقيات مع شركات إفريقية لتمثيلهم، فيما تمكن آخرون من اقتحام هذه الأسواق على غرار شركة كوندور وشركة ‘’ بي أن أس ‘’ للأدوات والأكسيسوارات الكهربائية وشركة سيستام للإلكترونيات وشركات أخرى لصناعة الكوابل التنافسية.
وأشار المتحدث في ذات السياق إلى أن وجهة تصدير مختلف المنتوجات الصناعية الجزائرية والغذائية وجه مؤخرا كذلك إلى بعض البلدان العربية مثل قطر والإمارات العربية المتحدة وليبيا مبرزا بأن دخول الإنتاج الصناعي والغذائي الجزائري إلى دول الخليج سيسمح من دون شك بالولوج إلى دول آسيا.
كما أشار بوبطينة بذات المناسبة إلى أن دول جنوب أوروبا و بعض الدول الأوروبية الأخرى كانت و لا تزال وجهة لتصدير المنتجات الجزائرية، شأنها شأن بعض البلدان الأمريكية على غرار كندا التي استقبلت أسواقها في 2016 250 طنا من الإنتاج الغذائي الجزائري و 500 طن من نفس الإنتاج في 2017، وبالاعتماد فقط على الشحن الذي يتم عبر طائرات نقل المسافرين للخطوط الجوية الجزائرية.
قاعدة لوجيستية في تمنراست لإعطاء قوة دفع للتصدير برا نحو العمق الإفريقي
ويؤكد الأمين العام للوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية بأن مستقبل الصادرات الجزائرية نحو أسواق إفريقيا على وجه الخصوص مرشح للازدهار أكثر سيما بعد فتح معابر حدودية مع بلدان جارة كموريتانيا لتسهيل النقل البري للصادرات الجزائرية.
كما أكد بأن إنشاء قاعدة لوجيستية مخصصة للتصدير في تمنراست على مساحة 500 هكتار، والتي ستكون مجهزة بمختلف المرافق والمخازن، من شأنها أن تشكل قاعدة انطلاق نحو الأسواق الأفريقية.
و إضافة إلى مشاريع الموانئ كميناء شرشال وكذا في بعض المطارات كمطار الوادي الموجه للتصدير لبعض الدول الأوروبية والأفريقية، فإن السماح للقطاع الخاص بالاستثمار في مجال النقل الجوي للبضائع أن يمكن المتعاملين الاقتصاديين من تجاوز المشاكل التي تواجههم حاليا في نقل بضائعهم التي كانت تتطلب وقتا طويلا لوصولها بحرا ثم برا نحو المقصد.
من جهة أخرى أشار بوبطينة إلى أهمية منطقة التبادل الحر القارية التي وافق عليها القادة الأفارقة، في القمة الإفريقية الـ 30 الأخيرة التي يتمثل هدفها جعل الاندماج الاقتصادي لإفريقيا حقيقة، وقال بأن الجزائر تستعجل تحقيق هذا المشروع القاري، نظر لأهميته في تمكين بلادنا من ولوج كل الأسواق الإفريقية التي ترغبها بدون عراقيل. سيكون مشروع منطقة التبادل الحر القارية، محور القمة الاستثنائية للاتحاد الافريقي المزمع عقدها في 21 مارس الجاري في العاصمة الرواندية كيغالي، التي وجهت الدعوة لحضورها لكل قادة ورؤساء الدول، للمشاركة في هذا اللقاء الافريقي والذي سيكون فرصة ينتظر أن تشهد توقيع الدول الاعضاء على اتفاق التبادل الاقتصادي الحر. ع.أسابع