شكيب خليل يدعو إلى إنشاء مناطق حرة بالجنوب
دعا ، أمس وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل إلى ضرورة تطوير مناطق حرة بالجنوب لتكون منصة للتوجه باقتصادنا إلى السوق الإفريقية ،التي اعتبرها سوقا واعدة والجزائر بإمكانها تلبية احتياجات هذه السوق من خلال تصدير منتجاتها في مجالات البناء والفلاحة، مشيرا إلى أن عدد سكان إفريقيا سيتجاوز خلال 20 سنة المقبلة أكثر من مليار نسمة ما يضاعف الاستهلاك ويضاعف الطلب على مختلف المواد، مؤكدا أن الجزائر بحاجة إلى استثمارات أجنبية تفوق 15 مليار دولار سنويا والذي لايتعدى حاليا 01 مليار دولار وهو رقم ضعيف مقارنة بدول الجوار.
وأوضح شكيب خليل في محاضرة ألقاها بالمكتبة الرئيسية للمطالعة بالمسيلة أن تطوير الجنوب أهم تحدي يواجه الجزائر مستقبلا وإقامة منطقتين حرتين هناك وواحدة بالشمال من شأنه جلب استثمارات أجنبية وخلق مناصب شغل لخريجي الجامعات الجزائرية الذين يتجاوز عددهم 300 ألف جامعي سنويا خلال السنوات القليلة المقبلة، وكذا تحسين القدرة الشرائية للجزائريين مؤكدا في هذا الصدد أن استغلال الزوايا في هذا الإطار ضروري جدا بفضل العلاقات الشخصية التي تربطها بالكثير من مصادر القرار في هذه الدول الإفريقية مثلما كان الحال في ولاية أدرار أين جسدت علاقات الزوايا بمستثمرين لتصدير مادة الاسمنت إلى دول افريقية مجاورة.وقال في هذا سياق حديثه عن النموذج الاقتصادي الذي يراه ناجعا للخروج من التبعية للمحروقات أن وزارة الخارجية عليها أن تلعب دورها في الجانب الاقتصادي من خلال الاهتمام أكثر بالتجارة والاستثمار على غرار السياسة مع هذه الدول التي لنا علاقات جيدة معها للاستثمار في الجزائر وكذا فتح بنك في إفريقيا لفائدة المتعاملين الجزائريين الذين يسافرون إلى البلدان الإفريقية بدلا من استعمال البنوك المغاربية والأجنبية في هذا المجال.
وهنا ألح على ضرورة تطوير نشاط البنوك العمومية وتسييرها على طريقة المؤسسات البنكية الخاصة لتحسين مردوديتها، مضيفا أن الدولة تكون أكثر فعالية عن طريق التخطيط وتحسينه وإجراء دراسات الجدوى من خلال التوجه أكثر إلى الرقمنة التي قال أنها تعد من بين أهم التحديات التي تواجهها البلاد، ذلك أن إدارة الرقمنة ستزيد حسبه من النمو الاقتصادي بنسبة 25 بالمائة وتحسن من فعالية الدولة، كما عرج على محور وصفه بالمهم جدا ويتعلق بالتعليم والمعرفة والتركيز أكثر على تعليم اللغة الانجليزية في جامعاتنا وهو ما وصفه بالضروري وهذا ما تؤكده الدراسات الغربية.
وذكر الوزير الأسبق أن 95 بالمائة من الدراسات الاقتصادية الدولية هي باللغة الانجليزية وليست باللغة الفرنسية، لذلك دعا إلى ضرورة إعطاء أهمية لها في التعليم، كما دافع بشدة على محاور النموذج الاقتصادي الذي يراه صائبا للجزائر للخروج من التبعية من المحروقات رغم اعترافه بصعوبة تطبيق هذا النموذج الذي سيحرر اقتصادنا ولن يكون ذلك إلا من خلال اتخاذ القرار السياسي الذي إن لم نتخذه اليوم يضيف سنكون مجبرين على الذهاب إليه في المستقبل.
ومن ضمن ما ذكره خليل من محاور التي قال أنه سيكون لها انعكاسات كبيرة، زيادة حجم الاستثمارات ومراجعة سياسة الدعم التي يرى أنه لابد وأن تذهب مباشرة إلى المواطنين وكذا القضاء على السوق الموازية للحد من التهرب الضريبي وتداول العملة خارج النطاق الرسمي، مشددا على ضرورة إنشاء عملة جديدة تكون لها نفس قيمة العملة المحلية الحالية اقتداء بالتجربة الهندية التي نجحت من خلالها السنة الماضية في استقطاب الأموال الموجودة خارج النطاق الرسمي وسبق للرئيس السابق هواري بومدين وأن اتخذها قصد تنظيم السوق والعمل بالفاتورة وتفعيل مراقبة حركة رؤوس الأموال.
فارس قريشي