أدى رئيس الجمهورية السيد، عبد العزيز بوتفليقة، أمس زيارة تفقدية إلى ولاية الجزائر العاصمة تفقد خلالها ودشن العديد من المشاريع الحيوية على غرار توسعتين لمترو الجزائر، من ساحة الشهداء وعين النعجة، كما دشن جامع كتشاوة التاريخي الذي خضع لترميم خاص منذ سنة 2014.
وانطلقت الجولة التفقدية لرئيس الجمهورية من ساحة الشهداء التي وصلها في حدود الحادية عشرة صباحا، حيث حظي باستقبال شعبي كبير، حيث اصطف المئات من المواطنين بمحيط ساحة الشهداء وجامع كتشاوة في انتظاره، ورفع البعض منهم صوّرا له وأعلاما وطنية، كما كانت في استقباله أيضا فرقا فلكلورية وشعبية وفرقا للخيالة، وقد بارد عبد العزيز بوتفليقة إلى تبادل التحية مع هذه الجماهير، و هذا بحضور عدد من الوزراء هم، وزير الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية نور الدين بدوي، وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، وزير السكن والعمران والمدنية عبد الوحيد طمار، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وزير النقل والأشغال العمومية عبد الغني زعلان ووالي العاصمة عبد القادر زوخ.
وقبل أن يشرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على تدشين جامع كتشاوة استمع إلى شروح قدمت له أهم المراحل التاريخية لهذا المعلم، وكذا مراحل عملية الترميم التي انطلقت في سنة 2014 بموجب اتفاق موقع بين السلطات الجزائرية والتركية في سنة 2013، وقد تولت الوكالة التركية للتنسيق والتعاون "تيكا" بالتنسيق مع علماء وخبراء وجهات جزائرية عملية الترميم، وهو ما سمح للخبرات الجزائرية من الاستفادة من الخبرة التركية في هذا المجال.
ويعود تاريخ بناء جامع كتشاوة إلى العهد العثماني، وقد أغلق في سنة 2008 بعد تعرضه لبعض الضرر جراء أشغال الحفر بساحة الشهداء، وكذا بفعل زلزال سنة 2003، ويعد أحد أهم المعالم الثقافية لمدنية الجزائر ومصنف من قبل اليونيسكو.
ويقع جامع كتشاوة ببلدية القصبة غير بعيد عن ساحة الشهداء التي شهدت هي الأخرى في السنوات الأخيرة تهيئة كبيرة.
بعدها أشرف رئيس الدولة على تدشين محطة مترو ساحة الشهداء، و تدشين التوسعة الخاصة بالمترو بين البريد المركزي وساحة الشهداء على مسافة 1.7 كلم، وخلالها حضر الرئيس عرض فيديو خاص بكل مراحل إنجاز هذه التوسعة، و إنجاز محطة ساحة الشهداء الخاصة بالمترو، وكامل مراحل إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي بالنسبة للعاصمة والبلاد ككل.
وتعد هذه التوسعة امتدادا للشطر الرئيسي الأحادي النفق مع خطوط بالخرسانة، وتضم محطتين هما علي بومنجل و ساحة الشهداء، وهي مزودة بسكة حديدية من النوع الكلاسيكي مدعمة بسكة حديدية ثالثة لتزويد العربات، فضلا عن تجهيزات النظام المدمج على مستوى النفق المتكون من إشارات السكة الحديدية وهوائيات الراديو وهواتف الاستعجال مع قاطع الاستعجال، و شبكات للطاقة الكهربائية ومنشآت و تجهيزات التهوية و تجهيزات مكافحة الحرائق، و يتراوح عمق النفق المزدوج الاتجاه من 15 إلى 30 مترا مع فتحة بقطر يتراوح بين8.80 إلى 9.40 مترا، وتباعد السكة الحديدية بمقدار 1.43 مترا.
وتعتبر ساحة الشهداء التي تتربع على مساحة 8 آلاف متر مربع، متحفا مفتوحا على الهواء الطلق، إذ أن المحطة تضم العديد من المعالم التاريخية التي تعود إلى 2000 سنة من عمر مدينة الجزائر ومن عمر الحضارات الإنسانية المتعاقبة عليها.
بعدها استقل رئيس الجمهورية والوفد الوزاري المرافق له المترو نحو محطة عين النعجة التي دشن بها التوسعة الثانية المقررة في هذه الزيارة، وهي التوسعة التي تربط بين حي البدر ببلدية القبة وعين النعجة ببلدية جسر قسنطينة على مسافة 3.6 كلم، وهي تضم ثلاث محطات، و تعد امتدادا للشطر الرئيس مع خاصية إنشاء مفرق على مستوى حي البدر، وتضم هذه التوسعة جسرا بطول 135 مترا، ونفق أرضي، و ثلاثة مخارج للتهوية، ولها نفس الخصائص التقنية لتوسعة ساحة الشهداء، وجدير بالذكر أن الرئيس لقي نفس الترحاب عند وصوله إلى محطة عين النعجة.
ليصبح بذلك مترو الجزائر يمتد من ساحة الشهداء إلى عين النعجة على مسافة إجمالية تقدر بـ 18 كلم بمجموع 16 محطة، في انتظار توسعته في العامين القادمين ليصل إلى الدار البيضاء شرق العاصمة ودرارية في أعالي العاصمة على مسافة أجمالية تقدر بـ 40 كلم، وهذا في حدود سنة 2020 كما هو مقرر.
ونشير أن مترو الجزائر الذي انطلق في 31 أكتوبر من عام 2013 شهد سنة 2015 توسعة خاصة من حي البدر بالقبة نحو باش جراح والحراش، وقد انطلقت أشغال مشروع مترو العاصمة في بداية ثمانينيات القرن الماضي وتوقفت بسبب نقص الموارد، إلا أن المشروع أعيد بعثه مع بداية الألفية الجديدة بعد توفر الموارد الكافية لتجسيده.
إ -ب