بلدية محمد بوضياف تخرج عن بكرة أبيها لاستقبال الشهيد بن صوشة عبد الحميد
اختلفت حكايات وقصص ضحايا حادثة سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك بولاية البليدة الأربعاء الماضي، إلا أن الحزن واحد والنهاية واحدة، وحدت قلوب الجزائريين خلف جثامين أبناء وأقارب وأصدقاء أمسوا تحت التراب والعريف المتعاقد في صفوف الجيش الوطني الشعبي بن صوشة عبد الحميد أحد شهداء الجزائر الذي هب ألاف سكان بلدية محمد بوضياف إلى تشييع جثمانه بمقبرة البلدية مساء أول أمس وفي مقدمتهم السلطات الولائية العسكرية والمدينة والمنتخبين المحليين في أجواء حزينة.
ببلدية محمد بوضياف حوالي 150 كلم جنوب ولاية المسيلة، وفي حدود الساعة السادسة مساء اصطف آلاف المواطنين عند مدخل المدينة في انتظار وصول جثمان شهيد البلدة والمنطقة الثالثة بالولاية السادسة التاريخية والتي يشهد لها التاريخ وقوفها صامدة أمام المستعمر الفرنسي صمود جبال الزعفرانية التي تحتضن بلدية وادي الشعير سابقا وقبل ذلك وعند مرور الموكب ببلدية بن سرور كان السيناريو شبيها حيث هناك مئات المواطنين من مختلف الفئات العمرية على الرصيف، وما لم يقله هؤلاء جميعا قاله والد الشهيد عمي البشير الذي كان صابرا محتسبا أمام الحضور من سلطات عسكرية ووالي المسيلة حاج مقداد والألاف من المواطنين المعزين « ابني عبد الحميد ابن الدولة ويكفيني أن الدولة هنا لتشيع ابنها «.
كلمات مقتضبة في مشهد حزين عاشته مدينة محمد بوضياف في أمسية ليست مثل سابقاتها من أيام السنة حيث الألم والحزن ، الذي ميز حدث تشييع جثمان الفقيد بن صوشة عبد الحميد صاحب 24 سنة إلى مثواه الأخير، وسط الزغاريد التي تعالت من بيت العائلة بعدما تم إلقاء النظرة الأخيرة عليه وهو الذي يقول والده عمي البشير، كان التقط خلال عطلته الأخيرة الى البلدة صورا لطائرة محطمة تعود للحقبة الاستعمارية بمنطقة الزعفرانية لينقلها إلى زملائه في تندوف وتحديدا في الفصيلة الثانية المضادة للدبابات التي ينتمي لها بعد التحاقه بصفوف الجيش الوطني الشعبي يوم 15 جانفي 2014 بمركز التدريب لمدفعية الميدان ببوسعادة.
فارس قريشي