المخــزون الطـاقــوي الجــزائــري من شأنــه تلبيـــة الإستهـلاك الأوروبـــي
• أول مشروع للطاقة الشمسية ستجسده «إيني» في الجزائر في جويلية القادم
أوضح الرئيس التنفيذي لشركة «إيني» الإيطالية «كلوديو دي سكالزي» أول أمس، أن الجزائر بتوفرها على 45 ألف متر مكعب من المخزون الغازي و 21 ألف مليار متر مكعب من الطاقات التقليدية وغير التقليدية، من شأنها تغطية إحتياجات الإستهلاك الطاقوي لضفتي المتوسط وأن تلعب دورا مهما في تطوير التنوع الطاقوي، خاصة أن أوروبا تستورد 90 بالمائة من إحتياجاتها الطاقوية وأساسا الغاز وهي نسبة مرشحة للإرتفاع، وبالتالي فالموقع الإستراتيجي للجزائر يجعلها بديلا إستراتيجيا ومفضلا من طرف الأوروبيين.
وكشف « كلاوديو دي سكالزي» أول أمس في كلمته التي ألقاها في إفتتاح فعاليا الطبعة 11 للأيام التقنية والعلمية لسوناطراك والجارية بمركز الإتفاقيات بوهران، أن شركة «إيني» عادت اليوم لتوسيع تعاملاتها مع شريكها التقليدي سوناطراك من خلال مشروع تركيب الأجهزة الخاصة بالطاقة الشمسية بقدرة 10 ميغاواط، والتي ستوفر الطاقة الضوئية لحقل بترولي في صحراء الجزائر، وهو المشروع الذي سيدخل الخدمة وفق المتحدث في جويلية القادم، مشيرا لوجود مشاريع أخرى في هذا المجال من أجل تركيب التجهيزات الخاصة بالطاقة الشمسية لصالح المؤسسات الصناعية وهذه الإنجازات ستكون مرفوقة بضمان تكوين الكفاءات في هذا الميدان المتعلق بتجهيزات الطاقات المتجددة وبنقل التكنولوجيا وكذا التقرب من الجامعات الجزائرية. وإغتنم السيد «كلوديو دي سكالزي» الفرصة للتنويه بالعلاقات مع الجزائر وخاصة الشراكة بين سوناطراك وشركة «إيني» الإيطالية التي تعود لسنوات السبعينات في نشاط المنبع، مشيدا بالإنجازات التي تحققت بفضل هذه الشراكة والتي من أبرزها مد الأنبوب الغازي المتوسطي الذي يربط الجزائر بإيطاليا والذي قال أنه يزود دول جنوب أوروبا بربع إحتياجاتها من الغاز.
ولجأ «كلوديو دي سكالزي» خلال مداخلته للتركيز على التطور التكنولوجي الذي بلغته الشركة والتطور الرقمي لمنظومتها التسييرية مما سهل لها عدة تعاملات خاصة مع سوناطراك، كما استعرض الوضع العالمي للإستهلاك الطاقوي والتحديات التي تواجه العالم وخاصة شركات المحروقات، حيث قال أن هناك 5,4 مليار شخص عبر العالم يستهلكون 14 مليار طن معادل لبرميل البترول، مضيفا أنه في غضون ال 20 سنة القادمة سيتضاعف عدد الساكنة ب 2 مليار نسمة مما سيرفع نسبة الإستهلاك ب 30 بالمائة حسب التقديرات العالمية، ومن هنا تأيتي الحاجة وفق المتدخل للتعمل على تنويع مصادر الطاقة والتحضير للتحول الطاقوي مستقبلا، علما أن 1 مليار نسمة عبر العالم لازالوا محرومون من الكهرباء التقليدية اليوم مشيرا أن أكثر من 500 ألف منهم يتوزعون في دول الساحل وأعماق إفريقيا، وهذه الوضعية مثلما أكد الرئيس المدير العام لشركة «إيني « الإيطالية للمحروقات، ستتواصل لغاية 2030 حيث سيكون حوالي 700 مليون نسمة محرومة من الكهرباء، مبرزا أيضا أنه في ظل هذه الأوضاع فإن الطلب على البترول والغاز يشكل 54 بالمائة من إجمالي الحاجة البشرية للطاقة حيث أن الطلب على البترول بلغ في 2017 ما يعادل 1,6 مليون برميل يوميا، كما شهد الطلب على الغاز إرتفاعا إلى جانب الفحم الذي يشكل 27 بالمائة من هذا الطلب العالمي، مشيرا أنه في آفاق 2040 سيشكل البترول والغاز 52 بالمائة من المزيج الطاقوي، بينما الطاقات المتجددة ومنها الشمسية لن تصل في أقسى حدودها سوى ل 12 بالمائة من هذا المزيج رغم أهميتها في المحافظة على البيئة إلا أنها تعاني من عراقيل ونقص إستعمالها من طرف السكان وحتى المؤسسات والإدارات لعدة أسباب أهمها التجهيزات، لدى يجب بذل المزيد من الجهود لتطوير إستعمالها، لأن التحدي هو الإستجابة للطلب المتزايد على الطاقة مع إحترام البيئة خاصة مع الإحتباس الحراري، مشددا في هذا الصدد» نريد خفض إنبعاث كميات الكربون وتبديله بالطاقة الشمسية والطاقات المتجددة لتوفير كميات أكبر من الغاز للمستهلك العالمي والإستفادة من كل أشكال الطاقة».
بن ودان خيرة