أشرف أمس وزير الشباب والرياضة محمد حطاب على التنصيب الرسمي للجنة الوطنية لتحضير الألعاب الأولمبية المتوسطية بوهران عام 2021، وهي اللجنة التي قال عنها رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف أنها تأخرت لمدة عامين تاريخ الإعلان عن فوز وهران بتنظيم هذه التظاهرة في بيسكارا الإيطالية.
كما أكد وزير الشباب والرياضة محمد حطاب أمس خلال زيارته الميدانية لقطاعه بوهران، على ضرورة السعي لتكوين الأجيال القادمة وتحضيرهم لأخذ المشعل في مختلف الرياضات، وجعل الهياكل الرياضية والمخيمات متنفسا لتحضير الفرق الوطنية. وقال الوزير أن الجزائر تحضر لألعاب البحر الأبيض المتوسط مرفوعة الرأس بالنظر للمنشآت الجديدة بمواصفات عصرية وللمجهودات المبذولة من طرف جميع المعنيين لإنجاح هذا الموعد الذي أوضح بشأنه السيد حطاب أنه يجب أن يكون فرصة لإشعاع روح المحبة والتآخي ونشر السلم بين شعوب ضفتي المتوسط، مضيفا أن دور المنتخب المحلي هام جدا في تحسين صورة بلديته وولايته وبالتالي فمسؤوليته كبيرة في ترقية التنمية وتثمين المكاسب التي سمحت بالنقلة النوعية لولاية وهران بفضل التخصيصات المالية التي خصها بها رئيس الجمهورية في إطار البرامج المختلفة.
وخلال يوم دراسي نظمته لجنة الرياضة بالمجلس الولائي لوهران أمس بفندق الشيراطون حول آليات تسويق صورة وهران تحضيرا للالعاب المتوسطية، ركز الأستاذ جمال شعلال الخبير في الإتصال المؤسساتي ومستشار وزير العمل والمستشار الإعلامي الأسبق بوزارة السياحة، على ضرورة تجاوز مرحلة التسويق العادي لتظاهرة الألعاب المتوسطية التي ستحتضنها وهران في 2021، والإنتقال مباشرة لإعداد دفتر شروط يرتكز على وضع ماركة مسجلة لوهران تميزها عالميا لبداية تسويق صورتها ومكتسباتها وفق أسس علمية، وأعطى في هذا السياق عدة أمثلة من العالم موضحا أن لوهران ثروات أكثر من تلك الماركات المتداولة حاليا في العالم ويمكنها الإرتكاز عليها للإنطلاق نحو هذا الهدف قبل موعد التظاهرة، مشددا أثناء مداخلته على الأهمية القصوى التي تكتسيها مرحلة إشراك المواطن في العملية كلها و بكل تفاصيلها لترقية الوعي والإدراك لديه حتى يستوعب أن هذه التظاهرة تعنيه بالدرجة الأولى خاصة في إطار مبدأ تبادل المصالح، مشيرا أنه يجب إستغلال كل الإبداعات والإبتكارات الإلكترونية الشبانية كآليات للمساعدة على التحضيرات، التي أوضح بشأنها أنها يجب أن تبرز بشكل كبير الموروث الثقافي والتراثي للمنطقة وللجزائر.
وتطرق المتدخل للجانب الإقتصادي للتظاهرة والفائدة التي يتقاسمها كل مواطني الولاية والمتدخلين في العملية، خاصة فيما يتعلق بالعائدات المالية من خلال الخدمات الممكن تقديمها لزوار الولاية طيلة فترة التظاهرة.
من جهته أكد الدكتور بشير مصيطفى في مداخلته أن تنظيم التظاهرات الرياضية العالمية في بلد ما يساهم في تحسين ترتيب تلك الدولة عالميا من حيث الأمن والأمان، وتسمح أيضا بتوطيد العلاقات السياسية بين البلدان مما يفتح آفاقا للتعاون في جميع القطاعات، وأشار المتدخل أن الدول التي تحظى بتنظيم تظاهرة عالمية يجب أن تسوق لنفسها عن طريق منتجات ثقافية وسياحية، وهي الركيزة التي يجب العمل عليها لتكون الإستراتيجية التسويقية لصورة وهران مبنية على هذه الأسس التي تزخر بها الولاية، ومن أجل توضيح أهمية الرياضة في دفع عجلة النمو وأن تكون بابا من الأبواب الإقتصادية للمداخيل خارج المحروقات، استرسل الدكتور مصيطفى في سرد الأرقام الإستدلالية المبرزة لأهمية التظاهرات الرياضية عبر العالم، منها مثلا أن مداخيل الرياضة في العالم تعادل 600 مليار دولار وبهذا تحتل المرتبة الخامسة عالميا من حيث مداخيل الأسواق حيث أن بيع التذاكر فقط يسمح بجني 88 مليار دولار منها 80 بالمائة من مباريات كرة القدم، ويشتغل في قطاع الرياضة 275 ألف شخص عبر العالم، مبرزا أن دورة كأس العالم الماضية بالبرازيل مكنت هذا البلد من جني 11 مليار دولار، فيما سمح تنظيم الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو من دعم خزينة الدولة ب 13 مليار دولار، وهي أرقام حسب المتدخل تشير لأهمية تنظيم التظاهرات الرياضية في بلد ما مثل وهران التي ستحتضن الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط وبالتالي فعلى المسؤولين الأخذ بعين الإعتبار هذه الأمور لدعم الخزينة بموارد مالية من العملة الصعبة، كما أن هذه المحطات الرياضية العالمية من شأنها جلب إستثمارات بعدية للبلد المنظم.
بن ودان خيرة