أكد وزير التجارة سعيد جلاب أمس أن نسبة استجابة التجار لنظام المداومة يومي عيد الفطر عبر الوطن، قد بلغت حوالي 99 بالمئة، وقال إن العملية قد جرت في ظروف حسنة، وهي نفس النسبة التي قدرتها جمعية التجار فيما تشير المعاينة الميدانية لوجود اضطرابات في توزيع مادتي الخبز والحليب وتذبذب في وسائل النقل بعدد من الولايات.
في تصريح للصحافة على هامش زيارة تفقدية قادته إلى عدد من الأحياء في العاصمة للوقوف على مدى استجابة التجار للتعليمة التي وجهتها لهم دائرته الوزارية عشية العيد، أكد جلاب أن مصالحه لم تسجل أي خلل في نظام المناوبة خلال يومي العيد ما سمح كما قال بتموين المواطنين بأهم المواد واسعة الاستهلاك.
وأشار سعيد جلاب إلى أن الوزارة قد سخرت قرابة 50 ألف تاجر للعمل يومي أول وثاني أيام عيد الفطر على المستوى الوطني، بهدف ضمان تموين منتظم للسوق بالمواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع و مختلف الخدمات الأخرى، من بينهم أكثر 5 آلاف مخبزة و قرابة 33 ألف تاجر في المواد الغذائية العامة والخضر والفواكه فضلا عن 445 وحدة إنتاجية (134 ملبنة و 275 مطحنة).
وبعد أن أشار إلى أنه لأول مرة تم فتح أسواق الجملة يومي العيد دعا الوزير التجار إلى فتح محلاتهم ابتداء من اليوم الأحد ( ثالث أيام العيد )، وقال أن المخالفين ستسلط عليهم عقوبات تصل قيمتها 20 مليون سنتيم.
من جهته أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار للنصر بأن نسبة استجابة التجار المعنيين بنظام المداومة قد بلغت أو فاقت 99 بالمئة مبرزا بأن النسبة تتعلق بالـ 50 ألف تاجر المجندنين للعملية، كما أشار بالمناسبة إلى أن ما لا يقل عن 5 آلاف تاجر آخرين قد فتحوا محلاتهم طوعا خارج نظام المداومة.
كما أكد بولنوار بأن المكاتب الولائية لم تتلق أي شكوى أو تقرير من جمعيات حماية المستهلك أو من المواطنين حول أي خلل في عملية المداومة.
ميدانيا بلغت نسبة استجابة التجار لنظام مداومة يومي عيد الفطر عبر الـ 13 مقاطعة إدارية للعاصمة، حوالي 99 بالمئة وذلك إلى غاية منتصف اليوم الأول من العيد، حسبما أكده يوم الجمعة العياشي دهار ممثلا عن مديرية التجارة لولاية الجزائر، وقد لوحظ أن النسبة لم تختلف يوم أمس عن يوم العيد حسب ما وقف عليه وزير التجارة.
خبازون خالفوا التعليمات وأصحاب طاولات الشواء زادوا الأزمة حدة
وفي قسنطينة فقد تم تسجيل تذبذب في توزيع الخبز إلى حد الندرة في بعض الأحياء، خلال يومي عيد الفطر، سيما بوسط المدينة، وأرجع مواطنون الأمر إلى "عدم احترام خبازين لنظام المداومة"
فقد خالفت عدَّة مخابز – حسب ما علمنا التعليمات الموجهة إليها ولم تلتزم بالمداومة، ما خلق اختلالا واضحا في توفير الخبز، فيما سجل التزام مخابز أخرى بنظام المداومة، خاصة المخبزة الصناعية التي فتحت عدة نقاط بيع، بوسط المدينة و بباب القنطرة والخروب.
ويفسر البعض المشكل بكون أصحاب طاولات الشواء قد اقتنوا كميات كبيرة من الخبز من المحلات، منذ ساعات مبكرة قد ساهموا -كما علمنا - في ندرة الخبز بقسنطينة.
أما غالبية المحلات التموينية الأخرى فقد بقيت مغلقة وكان من الصعب العثور على محلِّ بقالة أو مساحات تجارية كبيرة مفتوحة، رغم تأكيدات عضو اتحاد التجار عبد العزيز بوقرن، على أن نسبة استجابة التجار قد بلغت 95 بالمئة، مرجعا عدم فتح بعض محلات بيع الفواكه والخضر إلى عدم فتح أبواب أسواق الجملة للخضر والفواكه بقسنطينة وشلغوم العيد.
وشهدت مدينة البليدة وجوارها أيضا نقصا في مادة الخبز، بحيث أن عدد المخابز التي فتحت لم تلب الطلب الكبير، كما عرفت كل مناطق الولاية ندرة كاملة في حليب الأكياس الذي كان يباع في باقي الأيام بـ 30 دينارا، وفي السياق ذاته عرفت وسائل النقل نقصا في بعض الخطوط شبه حضرية وريفية.وشهدت مدن ولاية سكيكدة يومي العيد نقصا فادحا في حليب الأكياس وأرجع التجار ذلك إلى نفاد الكميات التي وصلتهم في آخر يوم من شهر رمضان.
كم شهدت مدينة القل، أول أيام عيد الفطر المبارك، ندرة حادة في مادة الخبز، ما أفرز طوابير أمام بعض المخابز و دفع بالمضاربين إلى استغلال الفرصة و بيع الخبر على قارعة الطريق بوسط المدينة بسعر 20 دينارا للخبزة الواحدة رغم رداءة نوعيتها، والأزمة لم تختلف في ولايات عنابة وبرج بوعريريج و البليدة وتيزي وزو ووهران، التي سجلت بها ندرة أيضا في مختلف المواد التموينية من بينها المواد الغذائية والخضر والفواكه وفي حليب الأكياس.
خلل في شبكة النقل بعدة ولايات
وعلى غرار عديد مدن البلاد تحولت عاصمة الأوراس، باتنة، إلى مدينة أشباح يومي العيد حيث ظهر جليا أن التجار لم يحترموا جدول المناوبة في عديد شوارع وأحياء المدينة، ما جعل المواطن يصطدم بانعدام مادة الخبز كما توقفت في أول أيام العيد، وسائل النقل عن العمل عبر مختلف الخطوط ولم يتم ضمان الحد الأدنى من الخدمة وهو ما وقفنا عليه عبر خط باتنة تازولت وخط وسط المدينة – حملة، وقد تم تسجيل أزمة نقل أيضا في أم البواقي وبتبسة قبل أن تعود الأمور إلى نصابها.
وعلى العكس من الولايات المذكورة، فقد التزم جل التجار المبرمجين لضمان المداومة يومي العيد بأم البواقي، بفتح محالهم التجارية، وبلغ تعدادهم نحو 670 تاجرا من بينهم 400 تاجر في مجال التغذية العامة وبيع الخضر والفواكه وغيرها، كما التزمت المخابز كذلك بفتح أبوابها يومي العيد وفي الفترات الصباحية فقط. ولم يجد المواطنون أيضا أي صعوبة في التزود بمختلف المواد الأساسية في ولاية جيجل أين لوحظ تقيد تام بنظام المناوبة بل أن تجارا غير معنيين قاموا بدورهم بفتح محلاتهم.
ع.أسابع/ فاتح خرفوشي / المراسلون