جرح أمس أزيد من ثلاثين شخصا في مواجهات اندلعت بمعهد التغذية والتغذي بقسنطينة، خلال محاولة فض إضراب الطلبة المفتوح الذي باشروه قبل أربعة أشهر.
وبدأت المواجهات حين باشر أعوان أمن الشركة الخاصة المكلفة بحراسة المعهد عملية فض اعتصام الطلبة المفتوح في الساعة التاسعة من صباح أمس و استمرت إلى غاية الخامسة نصف مساء.
وذكرت طالبات وجدتهن النصر معتصمات أمام باب المعهد، بأن أعوان الأمن هاجموا الطلبة باستعمال الكلاب والعصي والقضبان الحديدية، كما اعتدوا لفظيا عليهن وهو الأمر الذي وقفنا عليه، حيث لاحظنا أن بعض الأعوان قاموا بالتلفظ في حق الطالبات بعبارات مشينة، مضيفات بأن الأمر مدبر له منذ أول أمس حيث تم منعهن من الإلتحاق بالمعهد، ما اضطرهن إلى الوصول إلى المعهد بوسائلهن الخاصة، فيما أكد لنا الطلبة الموجودون بداخل المعهد هاتفيا، بأنهم محجوزون وممنعون من الخروج وأن العديد منهم تعرضوا إلى إصابات متفاوتة الخطورة، نتيجة تلقيهم ضربات بالعصي و تعرضهم لعضات من الكلاب، مبرزين بأنهم لم يتمكنوا من تلقي الإسعافات الأولية، بسبب الحصار المفروض عليهم، كما أكدوا بأنهم ممنوعون من الأكل والشرب حيث تم غلق المطعم الجامعي و قطع التيار الكهربائي عن الغرف، ناهيك عن رفض الأعوان إدخال أي غذاء إليهم، وهو ما أكدته لنا الطالبات بمدخل المعهد، في حين رفض أعوان الأمن السماح لنا بالدخول، فيما ذكرت لنا مصادر من داخل المعهد بأن عدد الطلبة المحاصرين داخل الغرف يتجاوز 60 طالبا.ونفى أعوان الأمن الهجوم على الطلبة، وقالوا بأن الطلبة هم من قاموا بتخريب المعهد والإعتداء عليهم باستعمال الحجارة والقضبان الحديدية، وخير دليل على ذلك، حسبهم هو تعرض أزيد من 15 عون بجروح متفاوتة الخطورة، حيث تم نقلهم على إثرها إلى المستشفى بواسطة ثلاث سيارات إسعاف، مؤكدين بأنهم حاولوا حل الأمور بهدوء إلى أن الطلبة أصروا على استعمال أسلوب العنف في حقهم، مشيرين إلى أن من بين من شارك في الهجوم عليهم طلبة مفصولون بقرار من الإدارة، وأنهم تلقوا تعليمات فوقية بفض الإضراب، على حد قولهم.
ورفضت الطالبات فض اعتصامهن على الرغم من محاولات ضابط من الدرك الوطني، الذي أكد لهن بأنه حضر بأمر من القيادات العليا وبأمر من وكيل الجمهورية، من أجل تهدئة الأوضاع ونقل المصابين إلى المستشفى، إلا أنهن أصررن على ضرورة مشاهدة زملائهن المحاصرين ، ويتأكدن بأنفسهن من سلامتهم و بأنهم نقلوا على متن سيارات الإسعاف إلى المستشفى، لتتطور الأمور بعد رفض أعوان الأمن طلب ضابط الدرك الوطني السماح بخروج بعض الطلبة بعد خروج بعضهم على متن سيارة إسعاف، نظرا لتسببهم في إصابة زملائهم، لتندلع فجأة المواجهة بين الطلبة والأعوان بداخل المعهد مرة أخرى استعملت فيها الحجارة ما تسبب في إصابة أحد الأعوان بجروح خطيرة على مستوى الرأس، لتنفلت الأوضاع ويختلط الحابل بالنابل بعد خروج بعض أعوان الأمن الغاضبين، برفقة الكلاب وقاموا بتفريق الطالبات من أمام بوابة المعهد واعتدوا عليهن باستعمال العصي. قبل أن يلذن بالفرار إلى الطريق العمومية، ما تسبب في شل حركة المرور وسط حالة كبرى من الفوضى والصراخ، في وقت حاول بعض الأعوان الإعتداء على المصور الصحفي وانتزاع آلة التصوير منه، كما قاموا بطرح أحد الطلبة أرضا واعتدوا عليه بوحشية، ما تسبب في إغماء 6 طالبات وتعرض أخرى لرضوض على مستوى الرجل، ما استدعى تدخل سيارتي إسعاف لنقل الضحايا من الطرفين إلى المستشفى، فيما أمر الضابط بجلب حافلة لنقل الطالبات إلى مقر إقامتهن. وقال مدير المعهد في تصريح مقتضب للنصر بأن قرار فض الإضراب بأي وسيلة جاء بناء على تعليمات من الوزارة ومن كافة الهيئات المعنية، وأن الكلاب استعملت للتخويف فقط، وان من بين من شاركوا في الإعتداء على الأعوان حسبه طلبة مفصولون، مؤكدا بأن السنة بيضاء قرار لا مفر منه، نتيجة استمرار الإضراب لمدة تزيد عن 4 أشهر.
جدير بالذكر، أن طلبة معهد التغذية شنوا إضرابهم منذ شهر جانفي الفارط، حيث طالبوا بإعادة الإعتبار للشهادة وتصنيفها ضمن التخصصات المطلوبة في سوق العمل والوظيفة العمومية.
لقمان قوادري