يعتبر تجربته مع شباب قسنطينة من أفضل محطات مشواره، رغم أن لقبه الوحيد تحصل عليه مع الوفاق السطايفي، ويرجع الحارس ناتاش، الذي تألق مع كل الفرق التي حرس عرينها حنينه لتجربته القصيرة مع السنافر، لتعامله مع مدرب عالمي بحجم روجي لومير وكذا لذكريات غالية جمعته بصديق فقد في ظروف مأساوية ونعني به نبيل حيماني.
حـاوره: بورصــاص.ر
ناتاش الذي رجع في حوار مع النصر، لقضية مباراة شباب قسنطينة ومولودية الجزائر في منافسة الكأس، قال إنه تعرض للحقرة من الأطقم التي تعاقبت على الخضر، و وعد بكشف ما سماه المستور، وخاصة عن طريقة استدعاء الحراس في السنوات الماضية.
• كيف هي أحوالك مع الشهر الفضيل؟
شهر رمضان من أحب الأشهر إلى قلبي، وهو فرصة للتصالح مع الذات والتفرغ للعبادات بالاجتهاد أكثر في طاعة المولى عزوجل.
ظفرت بلقب وحيد وكان ثمرة تجربة مميزة في سطيف
• متى صمت لأول مرة؟
أول مرة صمت فيها كان عمري ست سنوات، عندما كنت أدرس في السنة الأولى ابتدائي، وأتذكر جيدا ذلك اليوم، لأنه كان حدثا مميزا لدى العائلة.
• كيف تقضي يومياتك؟
بالنسبة لي، لا تتغير أشياء كثيرة خلال الشهر الفضيل، الاستيقاظ باكرا مثل بقية الأيام، ربما هناك نقطة وحيدة ربما تعودت عليها من قبل، عندما يكون شهر رمضان في نهاية الموسم الكروي، أين نبرمج دورات ما بين الأحياء، سيما عندما أكون في الحراش.
• ما هي الأطباق التي تحبذها خلال شهر رمضان؟
لست من النوع، الذي يشترط أكلة معينة، بالنسبة لي تواجد «الشربة» و«لحم لحلو» على طاولة الإفطار يقنعني، دون مراعاة نوعية الطبق الثاني.
• هل تحب التسوّق؟
لا لست من هواة التسوّق يوميا خلال شهر رمضان، وأفضل اقتناء الحاجيات المنزلية لمدة يومين أو ثلاثة، حتى أتجنب التوجه كثيرا إلى الأسواق.
• ما نوع البرامج التي تفضل متابعتها في رمضان؟
لست مدمنا على التلفاز، ولا يوجد برنامج معين أتابعه يوميا، عدا بعض الحصص الفكاهية.
• ما هي الهواية المفضلة لديك؟
أنا من النوع، الذي يحبذ المطالعة حيث أقرأ الكتب كثيرا في السهرة، وهذا من أجل تثقيف نفسي من جهة، وزيادة نسبة معرفتي لعديد الأمور.
• ماذا كنت تحلم أن تكون في الصغر ؟
لا أخفي عليكم، منذ الصغر كنت أحلم بأن أكون لاعب كرة القدم، والحمد لله تحققت أمنيتي.
•يعني لم تكن متعلق بالدراسة أم ماذا؟
لا أبدا العكس تماما، كنت تلميذا نجيبا ولكن القدر كتب لي أن أكون لاعب كرة القدم.
العمل مع مدرب عالمي بحجم لومير محطة رائعة في مشواري
*وما هو مستواك الدراسي؟
لدي مستوى ثانوي، حيث توقفت عن الدراسة بعد اجتياز شهادة البكالوريا.
• ولماذا فضلت مغادرة مقاعد الدراسة؟
كنت يومها أمام حتمية الاختيار بين المجال الدراسي والمشوار الرياضي، بالنظر إلى الأوضاع التي كنا نعيشها سنوات التسعينات، وربما لو كانت كنفس الأجواء الحالية لواصلت الدراسة بصفة طبيعية.
• كم تملك من لقب في مشوارك الرياضي؟
لدي لقب واحد في مشواري الكروي، ولديه نكهة خاصة وهو التتويج بكأس العرب مع وفاق سطيف.
• وكيف تقيم تجربتك مع شباب قسنطينة؟
تجربتي مع شباب قسنطينة كانت جد إيجابية، سيما خلال الموسم الأول، عندما أنهينا الموسم في المرتبة الثالثة، ما منحنا فرصة المشاركة في كأس الكاف، بعد غياب طويل للسنافر عن المحافل القارية، كما أننا كنا أفضل دفاع في البطولة الوطنية.
• الخروج من الكأس مع شباب قسنطينة في تلك الفترة، صاحبته بعض الإشاعات، جعلتك تتأثر بها كثيرا، هل يمكن القول بأنك تجاوزتها؟
صحيح، تأثرت كثيرا بذلك الإقصاء من منافسة كأس الجمهورية أمام مولودية الجزائر، خاصة وأننا كنا نعول على التأهل إلى الدور المقبل، لكن لم يكتب لنا ذلك، ولكن الشيء الذي حز في نفسي هي الإشاعات التي صاحبت الإقصاء، رغم أنني أعرف قيمتي وأخلاقي ولست من النوع، الذي يتساهل أو يشارك في ترتيب أي مباراة مهما كانت قيمتها، وأقول للأشخاص الذين كانوا وراء ترويج تلك الإشاعة «سامحكم الله»، خاصة وأننا خلال الشهر الفضيل، وأبقى فخورا جدا كوني تقمصت ألوان فريق عريق بحجم النادي الرياضي القسنطيني، الذي مازلت احتفظ بأصدقاء في قسنطينة إلى غاية الآن، وكلما أعود لملعب حملاوي يراودني الحنين إلى هذا النادي والاستقبال، الذي أحظى به في كل مناسبة يجعلني أعتز أكثر بمروري على الشباب، رفقة أرمادة من اللاعبين الممتازين.
• الحديث عن اللاعبين الذين كانوا إلى جانبك في شباب قسنطينة، يجرنا للحديث عن المرحوم حيماني، هل من ذكريات تحتفظ بها عن الفقيد؟
ننتهز الفرصة للترحم على أخونا نبيل حيماني، والجميع يشهد له بأخلاقه وتربيته والابتسامة التي لا تفارقه، وكانت تربطني علاقة أكثر من رائعة به، سيما وأنه كان يقاسمني الغرفة، والذكرى التي أحتفظ بها عن المرحوم، هي عندما كنا نقيم بفندق سيرتا خلال شهر رمضان، أين كنا لا ننام كثيرا بفعل الأصوات التي تصلنا من أمام الفندق، في ظل تواجد سيارات «الفرود» التي تعمل على خط وسط المدينة - الخروب، الذين كانوا لا يتوقفون على الصياح «الخروب...الخروب»، حتى في ساعات متأخرة، وهو ما جعل حيماني يفتح النافذة ويطلب منهم التوقف عن الصراخ، أين قال لهم «لا نريد الذهاب إلى الخروب».
• وماذا عن المدرب العالمي روجي لومير؟
أعتقد بأنه من أفضل المدربين، الذين مروا على البطولة الوطنية إلى غاية الآن، وهو مدرب عالمي بأتم معنى الكلمة، وشرف كبير لي أن عملت معه، حيث استفدنا جميعا من تواجده في النادي الرياضي القسنطيني، وحتى الفريق استفاد من عديد النواحي، سواء من الناحية الرياضية أو حتى من ناحية الدعاية، أين أصبح الجميع يتحدث عن قدوم مدرب عالمي إلى الشباب، كما أن الشيء الذي مازلت أحتفظ به عن لومير هو احترافيته.
• هل صحيح بأنك غادرت شباب قسنطينة مكرها؟
يمكن قول ذلك، لأنه عندما ترى النتائج التي بصمنا عليها خلال الموسم الأول، واحتلالنا المرتبة الثالثة، مع أحسن دفاع في البطولة، وفي الموسم الموالي قامت الإدارة بجلب حارس ثاني، دون الدخول في تفاصيل أكثر، حتى لا أظلم أي شخص، وهو ما جعلني أغادر الشباب مكرها مثلما قلت، ولكن دون إثارة مشاكل، رغم أنني كنت أتمنى البقاء وتقديم أكثر من الشيء، الذي قدمته لهذا النادي العريق.
طالتنا اتهامات خطيرة في قسنطينة وسامح الله من سّربها
• ألا ترى بأنك ظلمت مع الخضر و لم تنل فرصتك؟
نعم، تعرضت للظلم كثيرا على مستوى المنتخب الوطني، وكنت الأحق في أكثر من مرة بالتواجد على الأقل في تربص من أجل منحي الفرصة، لأن مستواي أفضل من عدة حراس وجهت لهم الدعوة، والجميع يعرف الطريقة التي كان يستدعى بها حراس المرمى، وأرى بأن عدم «تذكري» راجع إلى أسباب غير رياضية، وسيأتي الوقت الذي أكشف عنها، وأقول لمن كان السبب حسبي الله ونعم الوكيل، لأنني شعرت بالحقرة، بالنظر إلى المستويات التي قدمتها سواء مع مولودية وهران أو شبيبة الساورة، لكن دون الحصول على فرصة وحيدة.
• شيء ندمت عليه في مشوارك الرياضي ؟
إلى غاية الآن، لم أندم على أي شيء، لأنني اخترت جميع محطاتي بعناية، ولا يمكنني القيام بأي خطوة لم أكن مقتنعا بها.
• وماذا عن مشوارك مع شبيبة الساورة؟
مشواري مع شبيبة الساورة جيد إلى غاية الآن، حيث تمكنا من قيادة نسور الجنوب لأول مرة، في تاريخ هذا النادي إلى دور المجموعات من منافسة رابطة الأبطال، وكان بإمكاننا التأهل إلى الدور ربع النهائي مع عمالقة القارة في صورة النادي الأهلي المصري وفيتا كلوب الكونغولي، لكن افتقادنا للخبرة كان سببا مباشرا في مغادرتنا هذه المنافسة، والتي يبقى مرورنا فيها أكثر من رائع، والحمد لله شرفنا الجزائر وأدخلنا هذا النادي التاريخ من أوسع الأبواب، بالنظر إلى كونه ناد فتي النشأة مقارنة بأندية أخرى، ونحن نطمح لإنهاء الموسم بكل قوة، ولما لا التواجد مجددا في «البوديوم».
• بعد هذا المشوار الطويل، هل فكرت في الاعتزال؟
سأتوقف عن ممارسة الكرة، عندما أشعر بأنني لم أعد قادرا على تقديم الإضافة، ومنصب حارس المرمى يختلف كثيرا عن بقية المناصب، وخير دليل على ذلك هو أنه هناك حراس في سن الأربعين مازالوا يتقمصون ألوان أندية كبيرة في العالم، مثلما هو الحال بالنسبة لبوفون مع باريس سان جيرمان.
• أحسن بلد زرته وتأثرت به ؟
زرت عدة بلدان في العالم، لكن المكان، الذي تشعر به براحة كبيرة، وتبقى تحلم بالعودة إليه مجددا هو مكة المكرمة.
• ما هو البلد الذي تفكر في الإقامة به لو تغادر الجزائر ؟
أنا أعيش حاليا في الجزائر بلدي الأصلي، ولا أخفي عليكم أتمنى العيش في إنجلترا.
أفتقد حيماني وشهر رمضان فرصة للترحم على روحه
• لماذا؟
لأنه ببساطة بلد القانون، ولا يضيع فيه حقك، كما أن كل شيء متوفر، والجميع يعيش في سخاء ورفاهية.
*لو لم تكن لاعب كرة قدم ماذا كنت ستمتهن؟
لو لم أكن لاعب كرة قدم، كنت أتمنى مواصلة دراستي حتى أصبح طيارا، لكن الحمد لله على كل حال، راض عن مشواري كلاعب في كرة القدم.
*من هو أحسن مدرب عملت معه؟
خلال مشواري الكروي تعاملت مع عدة مدربين، كل و طريقة عمله، وكل وشخصيته، لكن المدرب، الذي بقيت أحتفظ بمروري معه، هو المدرب العالمي روجي لومير، إضافة إلى مدربين آخرين في صورة فؤاد بوعلي وبلعطوي وهدان، ولكن لومير لديه مكانة خاصة.
*ما هو فريقك المفضل عالميا؟
فريقي المفضل عالميا هو دون شك النادي الملكي ريال مدريد.
• وما هي أجمل ذكرى في مشوارك الرياضي؟
هناك عدة محطات مهمة، لكن أبرز ذكرياتي هي التتويج بكاس العرب مع وفاق سطيف، إضافة إلى الفوز الذي حققناه على اتحاد بلعباس والاستقبال الذي حظينا به، وكأننا فزنا بلقب ما.
• وهل تحلم بأن تكون مدربا كبيرا؟
كرة القدم للاعبي كرة القدم، ولما لا أكون يوما ما مدربا كبيرا.
ب/ر