طموحاتي تتحقق تباعا وأحلم بالاحتراف خارج الجزائر
هي شابة صغيرة، لم يمنعها صغر سنها من طرق أبواب التألق وخطف الأنظار مع فريق فتيات وئام قسنطينة، الذي رقيت الموسم المنقضي إلى تشكيلته الأولى، وكانت في مستوى ثقة المدرب راضية فرتول، خاصة وأنها بفضل أهدافها ومهاراتها أنست مدربتها في «ألم» و»حزن» رحيل ريان براهيمي ونعيمة بوهني.
حاورها: مروان. ب
فريال ضاوي، التي تحلم بتجربة احترافية خارج الجزائر، قالت في حوار للنصر، أن أحلامها كبيرة في عالم المستديرة، غير أنها قد تضع حدا لها بمجرد دخولها قفص الزوجية، حيث ترى أن تأسيس عائلة والعناية بها يبقى أهم شئ في نظرها.
• تعتبرين من أبرز اللاعبات الواعدات في فريق الوئام والمنتخب الوطني، كيف اخترت ممارسة كرة القدم التي تعد رياضية «ذكورية» ؟
أجل، أشاطركم الرأي كرة القدم في الجزائر، رياضة تحمل وصف “الذكورية» بصفة مطلقة، وغالبية اللاعبات يتعرضن للضغوطات عند ممارستهن لها، وبخصوص بداية مداعبتي للكرة المستديرة، فقد كانت في الحي الذي كنت أقطن فيه، وكنت أحيانا أشارك أقراني الذكور مبارياتهم وأنافسهم بقوة، وهكذا بدأت علاقتي بالكرة وحبي لها.
إيمان مروش الأفضل وسحر رونالدينو لا نظير له
• تبصمين على مشوار متميز مع الوئام الذي توجت معه بعدة ألقاب، متى التحقت بهذا الفريق ومن كان وراء انضمامك له؟
وقف والدي على ولعي وحبي لكرة القدم، وأرادني أن أكون في إحدى مدارس الكرة النسوية، وحينها علمت بأن هناك فريق إسمه فتيات وئام قسنطينة وقصدت تدريباته وجربت حظي، ونجحت في الحصول على فرصتي، ومن هناك انطلقت مسيرتي الكروية، حيث تدرجت في مختلف الأصناف إلى أن تحولت إلى لاعبة مهمة الآن وضمن تشكيلة الأكابر، بدليل أنني أشارك بانتظام مع زميلاتي في الفريق الأول، رغم أنني لازلت في صنف أقل من 20 سنة.
• هل واجهت بعض المشاكل عند اختيارك كرة القدم أم أنك تجاوزت ذلك بدعم العائلة؟
واجهت مشاكل كثيرة في بداية مشواري، وكأي فتاة تمارس الرياضة في الجزائر وكرة القدم على وجه الخصوص، هناك من حاول إعاقتي وثني عن رغبتي في ممارسة هذه الرياضة، غير أنني لم ألتفت إلى كل تلك العقبات، ولم أعرها أي اهتمام بفضل دعم عائلتي وزميلاتي، اللائي شجعنني، ومكنني من تخطي الصعاب إلى غاية النجاح، باعتبار أنني الآن مهاجمة بارزة في أفضل الفرق النسوية على المستوى الوطني، كما أنني أدافع عن ألوان منتخب بلدي، وهذا أكبر شرف بالنسبة لي ولعائلتي.
• تدرجت في مختلف أصناف المنتخب الوطني، حدثينا عن أهم الدورات التي شاركت فيها ؟
نعم، تدرجت في مختلف أصناف المنتخب الوطني، وأهم محطة في مشواري، كانت مشاركتي في دورة دولية جرت بدولة قطر تخص فئة أقل من 17 سنة، حيث نجحن آنذاك في تشريف العلم الوطني، بفضل النتائج التي بصمن عليها، وكانت بطولة مثالية بالنسبة لي، بالنظر إلى الأهداف التي سجلتها، وغالبيتها كانت حاسمة وقادتنا إلى أدوار متقدمة.
فرتول أرادتني لخلافة براهيمي وبوهني ولم أخذلها
• رغم حداثة عهدك بفئة الأكابر إلا أنك سجلت الكثير من الإصابات، كيف تفسرين حسك التهديفي الكبير ؟
خضت أول موسمي مع الأكابر، ورغم ذلك نجحت في توقيع 19 إصابة، موزعة على الشكل التالي 15 هدفا في البطولة، هدفين في كأس الرابطة وآخرين في كأس الجمهورية، على العموم حسي التهديفي الكبير اكتسبته بفضل العمل الحاد والمضني خلال التدريبات، وكذا الأخذ بنصائح الأم والمدربة راضية فرتول، التي كان لها دورا بارزا فيما وصلت إليه الآن، بفضل الرعاية والاهتمام الذي خصتني به، وكافة لاعبات فريق الوئام.
• مستواك المميز جعلك ترتقين سريعا في المستويات السنية، ماذا يعني لك هذا؟
الاستنجاد المتكرر بخدماتي في أصناف أكبر من سني، هو شرف لي ودافع أكبر لكي أعمل وأثابر أكثر، ولم لا أصل لما أريده، كما لا يجب أن أغفل على ثقة المدربين أيضا، وهو ما سهل من مأموريتي، وجعلني أسعى لترك بصمتي.
• شاركت مع أكابر الوئام، رغم أن سنك لم يتجاوز 20 ربيعا، كيف تقيمين مردودك ؟
موسمي الأول مع أكابر الوئام كان صعبا للغاية، كأي لاعبة صغيرة السن وتفتقد لخبرة والتجربة، ولكن بفضل دعم ومساندة زميلاتي في الفريق والمدربة راضية فرتول، تجاوزت كافة العراقيل ونجحت في التأقلم، أين أصبحت أطبق طريقة لعبي بحرية، واكتسبت ثقة أكبر في النفس، لتكون انطلاقتي الحقيقية في السنة الموالية، بعد رحيل لاعبات متمرسات، وتحولي إلى لاعبة أساسية تحظى بالثقة الكبيرة من الطاقم الفني.
الوصول للخضر خفف عني المضايقات التي اعترضت سبيلي
• هل من السهل على لاعبة شابة أن تعوض نجمتين في شاكلة بوهني وبراهيمي ؟
من الصعب خلافة لاعبات بحجم براهيمي ريان وبوهني نعيمة، كونهما قدما الكثير لفريق الوئام، وكانا سببا بارزا في تتويجه بالثنائية التاريخية الموسم الفارط، بالنظر إلى الأهداف الكثيرة التي سجلاها على مدار الموسم، هما لاعبتان متميزتان على كافة الأصعدة والمستويات، وكان لي الشرف أن لعبت إلى جانبهما، واستفدت من خبرتهما، وأنا أضعهما كقدوة لي، على أمل البصم على مشوار يشبه مشوارهما.
• بصراحة، هل أنت قادرة على فرض نفسك في كتيبة المنتخب، وما هي أهدافك؟
بطبيعة الحال، أؤمن بمقدرتي على ترك بصمتي مع المنتخب الوطني، ولكن شريطة استغلال أنصاف الفرص، باعتبار أن الأماكن غالية، بعد تدعيم الكتيبة الوطنية بعدة لاعبات محترفة، قلتها وأعيدها لا شيء مستحيل في كرة القدم، وبفضل العمل والمثابرة، سأكون متواجدة باستمرار مع المنتخب، الذي يعد التألق معه أبرز أهدافي.
• هل تفكرين في الاحتراف خارج الجزائر؟
طبعا، أفكر في خوض تجربة احترافية خارج الجزائر، ولكن قبل ذلك، يتوجب علي أن أطور من إمكاناتي أكثر، إذا ما أردت الوصول إلى هذا الحلم.
• من هي حسبك أفضل لاعبة في المنتخب ومن هي الأمهر في البطولة المحلية ؟
سؤال صعب للغاية، باعتبار أن هناك العديد من اللاعبات ذوي المستوى العالي والمرموق، ومن وجهة نظري، زميلتي في فريق فتيات وئام قسنطينة إيمان مروش، تعد أحسن لاعبة في الوقت الحالي، نظرا للمردود الذي تقدمه مع ناديها والمنتخب الوطني، الذي شاركت معه في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بغانا وسجلت هدفا.
فارس الأحلام قد يجبرني على الاعتزال مبكرا !
• هل تشبهين في أسلوبك لاعبا معينا أو متأثرة بنجم من النجوم العالمية ؟
في الحقيقة، هناك الكثير من النجوم الذين تعجبني طريقة لعبهم، ومتأثرة بطريقة مداعبتهم للكرة، ولكنني مهووسة منذ صغري بالساحر البرازيلي رونالدينهو، كونه كان يتمتع بمهارات فريدة من نوعها، وقدم خلال مسيرته الكروية لوحات جميلة أبهر بها محبيه، سواء مع نادي برشلونة أو مع منتخب “السيليساو”.
• هل يؤثر عليك عامل الصيام، أم لا؟
لا بالعكس، رمضان يساعدني وأحبه كثيرا.
• تحبين المطبخ وتساعدين الوالدة في رمضان؟
نعم أساعد أمي في المطبخ وأغلب الأعمال المنزلية، ولعلمكم أجيد فنون الطبخ، خاصة الأكلات التقليدية.
الأفلام التركية والهندية تأخذ وقتي وفي رمضان اهتم بحصص الطبخ
• كرة القدم تؤثر على الحياة الشخصية لفتاة؟
نعم تؤثر وخاصة في مجتمعنا المحافظ، والذي لديه نظرة دونية للاعبات كرة القدم، رغم أنهن لم يقترفن أي ذنب، وكل ما في الأمر أنهن يحاولن ممارسة الرياضة التي يعشقنها، والتي يرون بأنها ليست حكرا على الرجال فقط.
• هل يمكن أن تضعي حدا لمشوارك الكروي لو تدخلين القفص الذهبي؟
لازلت صغيرة في السن، ولا أفكر في مثل هذه الأمور، ولكن إذا كتب لي المولى عزوجل ودخلت القفص الذهبي، فيتوجب علي الاعتزال، لأكون ربت بيت وأتفرغ لزوجي وعائلتي الصغيرة.
• أكلتك المفضلة في شهر رمضان؟
أكلتي المفضلة خلال شهر رمضان «الجاري» أو كما يلقب شربة فريك .
• كرة القدم أثرت على مشوارك الدراسي أم لا ؟
لا لم تؤثر الكرة على مشواري الدراسي، إذ أطمح لنيل أعلى الشهادات.
فنانة في تحضير الأطباق التقليدية ولا أستغني عن «شربة الفريك»
• شيء ندمت عليه فالحياة؟
لم أندم على شيء، لأن كل ما أفعله بإرادتي وتشجيع والدي الذي يعد داعمي الأول.
• هل أنت متابعة للبرامج التلفزيونية و ما هو النوع الذي تفضلينه؟
أنا من النوع الذي لديه اهتمام كبير بالبرامج والمسلسلات التلفزيونية، وخاصة الهندية والتركية، أما في شهر رمضان فأتابع البرامج الفكاهية ومحبة لحصص الطبخ بكثرة.
• حلمت بشيء ما في الحياة ؟
نعم، حلمت أن أكون لاعبة كرة قدم كبيرة وأشرف اسمي واسم عائلتي، والحمد لله أنا في المسار الصحيح، في انتظار تأكيد ذلك خلال السنوات القليلة القادمة.
م. ب