أبدى الممثل محمد خساني الذي أدى دور رضا في مسلسل "أولاد الحلال"، الكثير من الرضا بخصوص النجاح الذي حققه هذا العمل الدرامي، حتى أنه انتزع صفة الأحسن في هذا الشهر الكريم ، وقال في حوار للنصر، إن أكبر ما فاجأه بعيدا عن نجاحاته ورفاقه وخاصة صديقه وملهمه عبد القادر جريو، هو حجم الغيرة التي أعمت بصيرة الكثيرين، مؤكدا أن أكبر ما جناه من هذا التألق، هو تمكنه من رد الاعتبار لنفسه بعد الانتقادات التي طالته بسبب برنامج “فاتي”.
حاوره: مروان. ب
rrتألقت بشكل لافت للانتباه في مسلسل «أولاد الحلال»، من خلال أدائك لدور رضا الرجل البسيط والصديق الشهم لبطل هذا العمل مرزاق، كيف تصف تجربتك ؟
صدقوني تجربتي في مسلسل أولاد الحلال الذي صنع الحدث، خلال شهر رمضان الحالي فريدة من نوعها، خاصة وأنها جاءت بعد الضجة والانتقادات التي طالتني ، عقب برنامجي «فاتي» الذي بُث عبر إحدى القنوات الخاصة، والذي أديت فيه دور عجوز تقوم باستضافة النجوم في مختلف المجالات، لقد كنت أعلق آمالا كبيرة على هذا العمل، من أجل رد الاعتبار لخساني الممثل وكذا لشخصي ، باعتبار أن الحملة التي شنت ضدي مسّت اسمي واسم عائلتي ككل، وهو ما لم أتقبله على الإطلاق.
تذكرت شقيقي المسجون لحظة بكائي
rrدورك لم يكن سهلا وأنت الذي عوّدت الجمهور بالبطولة في الأعمال الكوميدية، ما تعليقك ؟
هذا هو التحدي الحقيقي، لأنه ليس من السهل الانتقال من الكوميديا إلى الدراما، والجميع يعلم بأنني لم أؤدي دور البطولة في هذا العمل، ولكن ظهوري كان لافتا للانتباه، باعتبار أنني صديق البطل مرزاق وشقيقه زينو ، وكان لزاما علي أن أبذل مجهودات جبارة، في سبيل إقناع الجمهور بدور «رضا»، الشاب البسيط والعامل المثابر والإنسان الساذج في بعض الأحيان، لقد كسبت تعاطف الجمهور من خلال أدائي المميز، والحمد لله تجاوب الجميع معي بشكل كبير، إلى درجة أن رسائل التهاني لم تتوقف وحتى زملائي الممثلين أثنوا علي كثيرا، وهو ما من شأنه أن يزيدني عزما على التألق والنجاح في هذا المجال الواسع.
rrمشهد بكائك صنع الحدث وهناك من قال بأن الدموع التي انهمرت على خديك، كانت حقيقية، هل هذا صحيح؟
أجل، دموعي التي انهمرت في أحد المشاهد التي جمعتني بالبطل مرزاق كانت حقيقية، في ظل الوضعية التي أعيشها مؤخرا، بعد دخول شقيقي السجن، حيث تذكرته في تلك اللحظة، وهو ما جعلني لا أتمالك نفسي من شدة التأثر، وهي اللقطة التي تجاوب معها الجمهور بشكل كبير، خاصة وأنني أديتها بكل جوارحي، وهو ما سهل من وصول الأداء لقلوب المتتبعين، الذين تفاجؤوا بروعة العمل بدليل نسب المشاهدة العالية.
توقّعنا حدوث طفرة لكن مزاحمة سولكينغ وألجيرينو مفاجأة
rr
جمعنا حوار في الأيام الماضية بالممثل والسيناريست عبد القادر جريو، الذي أثنى عليك بشدة، معتبرا إياك أحد الأبطال الحقيقيين في مسلسل «أولاد الحلال»، بعد أدائك الذي وصفه بالباهر ؟
ما قاله عني الصديق والممثل عبد القادر جريو يشرفني، ويؤكد بأنني في الطريق الصحيح، خاصة وأن الأمر يتعلق بفنان مبدع و»سيناريست» شاب ومتميز و مخرج ، لديه من الإمكانات ما يرشحه لإعادة الاعتبار للدراما الجزائرية ، صدقوني فضل «كادير» علي في المجال الفني كبير ولا يمكن أن أنساه، حيث تربيت على يده، وهو يعرف نقاط قوتي وضعفي التمثيلية، وهو من كان وراء اختياري لهذا الدور، بعد أن عرضوا علي شخصيات كريم وتيتو ويحي، غير أن صديقي عبد القادر نصحني برضا وكان محقا في ذلك، كونه أرادني أن أرد على كل من هاجمني في الفترة الماضية، وحاول التقليل من إبداعاتي الفنية من خلال نشر أخبار مفادها بأن خساني لو يتجه لأعمال غير الفكاهة سيقف على حجمه الحقيقي، ولكن الواقع كان مغايرا وكنت متميزا بشهادة الجميع، ويكفيني فخرا التجاوب المنقطع النظير معي، خلال لقائي بالجمهور.
rrبصراحة، هل توقعتم هذا التجاوب الكبير مع هذا العمل خاصة أن الدراما الجزائرية، سقطت خلال السنوات الأخيرة في “فخ” الرداءة؟
لما التقينا عند عملية الكاستينغ، وشاهدت ممثلين من حجم مصطفى العريبي ومليكة بلباي ويوسف سحيري وسهيلة معلم وعبد القادر جريو، كنت متأكدا بأن هذا العمل سيكون مميزا، في ظل التركيبة المشكلة له، والتي تضم أسماء تمتلك خبرة في المجال الفني، وأخرى شابة لديها رغبة كبيرة في النجاح وترك بصمتها، ولكن عند قراءتي للسيناريو زادت ثقتي في النجاح، بل كنت على يقين بأن هذا المسلسل سيحدث ضجة كبيرة، خاصة وأن الدراما الجزائرية، كانت بعيدة عن مستوى التطلعات في آخر السنوات، إلى درجة جعلت الجمهور الجزائري، يتوجه للأعمال السورية والتركية.
rrما رأيك في نسب مشاهدة الحلقات التي فاقت 5 ملايين في ظرف وجيز ؟
أول مرة تصل نسب المشاهدة في الأعمال الدرامية الجزائرية إلى هذه الأرقام العالية، وهذا يزيدنا فخرا واعتزازا بالمسلسل الذي قدمناه خلال هذا الشهر الفضيل، صدقوني لا أحد توقع هذا النجاح الباهر، ولو أننا كنا على يقين بأننا أمام طفرة في المجال الفني، ولكن أن تضاهي نسب المشاهدة أغاني «سولكينغ» و»ألجيرينو»، فهذا ما لم نفكر فيه، علينا أن نستمتع بلحظات النجاح لأننا تعبنا كثيرا من أجل تقديم شيء مميز للمشاهد الجزائري، الذي كان سعيدا بمتابعة عمل يعكس واقعه المعيشي الصعب، ولكن لا يسيء لبلده الجزائر، كما تحاول بعض الجهات الترويج له غيرة من نجاحنا.
نجاحاتي امتدت لـ” خالي” وتوّجت بجائزة الهلال الذهبي
rr دور عبد القادر جريو كان بارزا في هذا العمل، وهو الذي لم يكتف بأداء دور البطولة، بل كان وراء المعالجة الدرامية، كيف وجدته ؟
"كادير" لا يشكك في مؤهلاته الإبداعية إلا جاحد، فهو يجمع عديد الخصائص والمميزات، فبالإضافة إلى أنه فنان كبير وأكد براعته في أداء دور البطولة في هذا المسلسل، فقد كان وراء خروج هذا العمل إلى النور من خلال المعالجة الدرامية، التي قربت المسلسل أكثر للجمهور الجزائري، ولم يكتف بهذا بل كان يساعد المخرج في الكثير من الأحيان باقتراح أفكار جديدة، إضافة إلى حرصه على حل مشاكل الجميع، ونحن الذين كنا جنبا إلى جنب لفترة دامت الأربع أشهر كاملة.
rrألا تعتقد أن تقديم العمل باللكنة الوهرانية سهل مهمتك أكـثـر، مقارنة ببقية زملائك الذين بذلوا جهودا كبيرة للتعامل مع هذا الإشكال ؟
كما تعلمون أنا أنحدر من الباهية، وهو ما جعلني الأكثر حظا في هذا العمل الذي كان باللكنة الوهرانية، ولو أن بقية زملائي الفنانين كانوا في المستوى، وقدموها في أحسن صورة، بل أكثر من ذلك أعطوها حقها، إلى درجة أننا لم نشعر بأن سهيلة معلم ليست من غرب البلاد.
لم أكن بطل العمل لكن دوري لفت الانتباه
rr طالت هذا المسلسل بعض الانتقادات وهناك من كان يخشى ردة فعل الجمهور الوهراني الذي التقيتموه في سهرة رمضانية وشرحتم له موقفكم من خياراتكم ؟
الإعلام الكاذب والحقير وراء تلك الإدعاءات، التي كان الغرض منها محاولة تكسير هذا العمل، بعد إدراكه بالنجاح الباهر الذي يسجله، ولكن هيهات الجمهور الوهراني كان متفطنا من البداية، ولم يُشن ضدنا أي حمله كما روجت له تلك الجهات، بل على العكس دعمنا من أول يوم تصوير، وحتى عند لقائنا به في إحدى السهرات الرمضانية ساندنا بقوة، وعبر عن فخره بما قدمناه للجمهور الجزائري، لأنه يدرك بأننا أمام عمل فني يحاكي بعض المآسي التي نعيشها في أحيائنا الشعبية، كل الشكر لم وقفوا إلى جانبنا، وأقول لأعداء النجاح كان لكم فضل كبير في مضاعفة نسب المشاهدة.
جريو اختار لي دور رضا وقال لي هذه فرصتك
rrمحاولات التكسير وصلت إلى حد تسريب بعض اللقطات والمشاهد، هل هذا كان مؤثرا وأزعجكم بعض الشيء؟
أجل هناك من لم ييأس، وظل يحاول التقليل من نجاحنا، إلى درجة أن هناك من سعى جاهدا لتسريب بعض المشاهد واللقطات حتى يفقد المسلسل حبكته، على غرار ما قامت به «والدتي» في المسلسل الممثلة كلثوم فوزية بوشارب، حيث نشرت فيديو تحدثت فيه عن مقتلي قبل إيذاع الحلقة، ولكن كما يقال رب ضارة نافعة، فالجميع ظل في انتظار الحادث، ونسب المشاهدة كانت عالية، ولم تتأثر على الإطلاق، فالمهم في كل هذا هو الأداء القوي، الذي قد يدفع البعض لإعادة متابعة الحلقة الواحدة خمس مرات أو أكثر، على العموم الغيرة موجودة دوما وخاصة في الأعمال الناجحة، ولكن أن تصل بك إلى هذا الحد فهذا غير مقبول، ونحن الباحثون عن إعادة الاعتبار للدراما الجزائرية.
rr في الأخير لم تكتف بعمل واحد خلال شهر رمضان، بل كنت مميزا أيضا في سلسلة «خالي» الفكاهية، كيف تقيم هذه التجربة ؟
هذا العمل كان مميزا للغاية، حتى ولو لم يحقق نفس نجاحات مسلسل «أولاد الحلال» الذي تصدر الأعمال الرمضانية لهذا الموسم، ولكن «خالي» توج قبل أيام قليلة بالهلال الذهبي كأحسن سلسلة صغيرة، وأنا فخور بذلك، وسعيد جدا، خاصة وأن السلسلة كانت تجربة جريئة بالنسبة لي، بعد أن جمعتني بطفلة صغيرة قدمت أداء مقنع لاقى إعجاب الجميع، ما يجعلني أتوقع لها نجاحا باهرا في مجال التمثيل.
ادعاءات حقيرة أرادت تكسير العمل و” التسريبات” خدمتنا !
rrبماذا تريد أن تختم الحوار ؟
الدراما الجزائرية شهدت قفزة نوعية، إن لم نقل طفرة خلال رمضان الحالي، كما أود التنبيه إلى نقطة مهمة مفادها أن الوصول إلى القمة صعب في أي مجال، ولكن الأصعب أن تظل في ذات المستوى، ولهذا علينا أن نبذل كافة المجهودات، من أجل تقديم أعمال مشابهة تجدب الجمهور الجزائري، الذي توجه نحو أعمال خارجية.
م. ب