أنا أول و آخر جزائرية تقتحم مجال تسجيل الأغاني
غردت كعضو في فرقة “الفخارجية” للموسيقى الأندلسية، نجحت في التقاط سمفونيات و أصوات أهل الفن بالجزائر من وراء ميكروفون الإذاعة الوطنية، أبدعت في نسج قصص جسدت عبر أدوار أشهر المسرحيين و الفكاهيين، قبل أن تحمل لواء الدفاع عمن أسمتهم أهل الفن الجزائري، لتدخل من باب الكتابة المسرحية إلى الإخراج، و منه إلى خط سيناريوهات الأفلام.
مع العازفة، مهندسة الصوت، الكاتبة المسرحية و المخرجة صبرينة صوفطا كان لنا هذا الحوار الذي فتحت فيه قلبها وحدثتنا عن بداياتها و أحلامها الفنية.
ـ صبرينة صوفطا: بدايتي مع الفن كانت و أنا صغيرة في سن التمدرس، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو كوني بدأت بالموسيقى الأندلسية ،عن طريق معهد الموسيقى ثم فرقة الفخارجية الأندلسية، حيث كنت أعزف على العود و البيانو و أغني، و واصلت هذا المجال عبر جولات كثيرة إلى غاية سن الـ25، و بعد الطور الثانوي بدأت أحلامي الفعلية تتجسد أمامي بدخول الإذاعة الوطنية ،و العمل فيها في مجال التقاط الصوت و كان ذلك سنة 1989، و من هنا بدأت الأفكار في ظل ما وجدته من إمكانيات في مجالات عدة.
ـ تشكل الكتابة أهم و أول خطوة حقيقية لي في ما وصلت إليه اليوم، فمنذ سنة 1991 بدأت في كتابة الروايات و كلمات الأغاني، و سمح احتكاكي على مستوى الإذاعة الوطنية، بأهل الفن، من خروجها للجمهور ،رغم أن ذلك لم يكن سهلا في البداية، و من هنا تشجعت أكثر و خضت غمار الكتابة فوق صفحات الجرائد .
ـ هذا أكثر شيء أحبه و أفتخر به في حياتي كلها، فالمسرح يعني لي “النية”، و هي أول مسرحية كتبتها بعد أن كانت قصة واقعية، ليجسد شخصياتها فنانون كبار، كالمرحومين زهرة حايين، محمد كشرود و محمد النيها، و منذ ذلك الوقت أصبحت ثقتي أكبر بقدراتي، و أصبحت أمارس عملي كمهندسة صوت، و أكتب في آن واحد، و أنا أواصل حاليا العمل لأجل أعمال أخرى للجمهور.
ـ أنا كنت كاتبة، غير أن الإخراج كان بعيدا في نظري، رغم أنني مقتنعة بأنه من الأفضل لأي عمل مسرحي كان أو تلفزيوني، أن يكون الكاتب هو المخرج باعتبار ذلك يساعده على إيصال الرسالة المرجوة بشكل أدق، الأمر الذي شجعني على اقتحام المجال و قررت مشاركة المختصين، فطلبت تحويل سيناريو مسرحية “قضاء و قدر” إلى سيناريو فيلم تولى كتابته محمد جرارفية ،و تقاسمنا الإخراج في هذا العمل الذي ينتظر أن يراه الجمهور قريبا على الشاشة الوطنية، و هي تجربة رائعة شجعتني على التفكير في العمل بمفردي مستقبلا.
ـ كتبت و أخرجت مسرحيات و سلسلات كثيرة ،جسدت أدوارها فرقة التمثيل للإذاعة الوطني التي تشكل خالتي بو علام، ليندة ياسمين ،و مراد زيروني بعض أأعضائها ، منها “قضاء و قدر”،و “النية”، و السلسلة الفكاهية “آه يا رمضان”، و سلسلة “تحيا بكم” و البرنامج الفكاهي “الضحكة العسلية”و سلسلة “جواهر الحرية” الذي يعتبر آخر أعمالي بالإذاعة، و الذي خصص للاحتفال بذكرى اندلاع الثورة التحريرية، خاصة و أنه يتحدث عن قصة شهداء و مجاهدين ثوريين.
ـ برنامج «تحيا بكم»، و هو العمل الذي قدمت 91 حلقة منه إلى غاية اليوم، هذا العمل الذي كان و لا يزال من أهم أعمالي، فقد بدأت فكرته من عملي كمهندسة صوت بالإذاعة، أين تخصصت في تسجيل الأغاني ،و هو المجال الذي أبقى أول و آخر امرأة جزائرية تقتحمه بعد استقالتي من الإذاعة و تفرغي لأعمالي الفنية، فعملي لمدة 10 سنوات في مجال التسجيل ،جعلني أحتك مع كبار الكتاب، الملحنين و المغنيين الذين كانوا أصحاب ما يقوم بإعادته الكثير من مغنيي اليوم. هؤلاء الذي لا يتكبدون عناء ذكر أصحاب الأغاني، أو كتابها ،و ملحنيها خلال إعادتها، و كذا اعتقاد عدد كبير من الجزائريين بأن بعض الأغاني لفنان، في حين هي لفنان آخر كأغنية «ياناس أماهو» التي أعادتها السيدة نورة ،بعد أن كانت لعلي معاشي.
هذه حقائق يجهلها الكثيرون، ما جعلني أحمل لواء الدفاع عن هؤلاء عبر سلسلة أحكي فيها قصص الأعمال الفنية الخالدة ،كالنشيد الوطني «قسما» مثلا ،الذي كان له لحنين قبل ما هو عليه اليوم. كل ذلك عبر برنامج اشتققت عنوانه ممن صنعوه في نظري.
ـ فعلا تلقيت عرضا لبثه على شاشة التلفاز، لكن الموضوع لا يزال قيد الدراسة، و من الوارد جدا أن أقوم بتحويل السيناريو قريبا و تحضيره للتصوير.
ـ النقص في مجال الإنتاج أمر واقع، و هو ما يعرقل الكثير من الأعمال على الرغم من توفر المبدعين من كتاب و ممثلين، غير أن العثور على مصادر تمويل «سبونسور» ،لأي عمل فني يعتبر مشقة في حد ذاته، كما أن المخرج في الجزائر لا يزال يتولى بنفسه مهمة البحث عن ممول يحاول إقناعه بما يذره عليه العمل من فوائد، على عكس دول أخرى تجد فيها كل شيء متوفر لإيصال رسالتها.
ـ (تضحك)، لا أبدا، أحلامي كبيرة و أنا أحاول تحقيق و لو أجزاء منها، باعتباري حلمي يمتد إلى كل المجالات، أريد أن ألامس النجاح في كل شئ، و آمل بشكل كبير في إخراج أوبريت للجمهور الجزائري، لقد قمت بكتابتها، لكنها لا تزال تنتظر الضوء الأخضر للخروج، و أتمنى أن يكون هذا قريب جدا.
إ.ز