* يجب أن يدرك المواطنون أننا في مرحلة جديدة و نوعية * هناك أجندات أجنبية لا تريد للجزائر أن تتقدّم
أكد المحلل السياسي الدكتور، بن طرمول عبد العزيز، على «ضرورة بناء مصداقية جديدة عن طريق كفاءات قادرة على الإنجاز الميداني الملموس، مبرزا أن أهم تحدي اليوم هو بناء المصداقية ما بين القمة والقاعدة ، مؤكدا على أهمية إحداث التغيير الجذري ، و قال إنه يجب أن يكون هناك وعي وطني و يدرك المواطنون أننا في مرحلة جديدة ونوعية ، والدليل على ذلك أن جماعات الفساد في السجون، مشيرا إلى وجود أجندات خارجية لا تريد للجزائر أن تتطور.
lالنصر: ما هي أولويات الحكومة المقبلة، برأيكم، سيما في الجانب الاقتصادي والاجتماعي؟
عبد العزيز بن طرمول: إن أهم تحد الآن هو بناء المصداقية ما بين القمة والقاعدة، هذه المصداقية التي فقدناها وبالتالي لابد من تأسيس مصداقية جديدة، والتي تمر بتعيين حكومة في المستوى، بحيث تتوفر فيها الشروط اللازمة ، أولا تكون حكومة كفاءات ولها القدرة على التغيير و بناء جزائر جديدة ، وحتى فيما يخص قضية الاتصال، فإن تعيين بلعيد محند أوسعيد وزيرا مستشارا للاتصال ناطقا رسميا لرئاسة الجمهورية، شيء مهم جدا، لأن الدولة الجزائرية في الفترة السابقة، في ظل العصابات التي كانت موجودة، كانت فاقدة للاتصال، ومعلوم أن الاتصال ميكانيزم مهم جدا في بناء الدولة الجديدة، فيجب أن نتحكم في الاتصال الذي له مفهوم واسع و كبير . وحتى بالنسبة للعلاقات العامة ، فقد كنا في السابق نعاني ضعفا في هذا المجال ، بما فيها الدبلوماسية الرسمية والموازية وغير ذلك ، فهذه الأشياء كلها مهمة من الجانب التقني ، وبالتالي فإن المصداقية تبدأ في الداخل من خلال خلق اتصال وطني و مع الخارج، يكون ذو مصداقية، ولديه الإجابة الصحيحة لكل ما يمكن أن يحدث مستقبلا خصوصا وأن الوضع الحالي في المحيط الاقليمي والدولي ، صعب جدا كما هو معلوم ، فلابد من التحكم في الاتصال وحتى في العلاقات العامة ، وتفعيل الدبلوماسية في الميدان .
فالجزائر تعيش مشاكل كبيرة، اقتصادية وغيرها، إضافة الى ما وقع من فساد على كل المستويات، و ننتظر تركيز المسؤولين المحليين على التنمية المحلية والتي تعد ركيزة أساسية في تطوير الدولة الجديدة، لأن الفساد هو فساد محلي وبالتالي يجب أن تكون المصداقية في تعيين بعض المناصب المهمة جدا على المستوى المحلي، بداية من الوالي والهيئات المركزية والمصالح المختصة والإدارية وغير ذلك .
lالنصر : هل يجب أن ينصب الاهتمام على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية واسترجاع الثقة في المرحلة المقبلة ؟
عبد العزيز بن طرمول: بطبيعة الحال يجب أن ينصب الاهتمام على هذه الجوانب ، و يجب التأسيس لمعنى آخر للجانب الاجتماعي . الخدمات العامة للمواطن بما فيها من سكن وتعليم وصحة وغيرها، هذه ملفات كبرى ينبغي أن تكون في مستوى التطلعات. الدولة تمنح الخدمات الاجتماعية لمن يستحقها وليس لكل الناس، وقد كانت برامج كثيرة في السابق استفاد منها البعض فقط وهناك أموال عمومية تبددت واليوم من الضروري مراجعة مفاهيم الخدمة العمومية .
وأمام العديد من المشاكل الموجودة، فيجب البدء أولا بطاقم حكومي له القدرة والكفاءة والابتعاد عن تنصيبات سياسوية، كما كان في السابق عن طريق الأحزاب التي كانت مسيطرة . ولابد من إحداث التغيير الجذري.والوزير الأول عبد العزيز جراد ، هو سياسي وكان مديرا للمدرسة العليا للإدارة ولديه تجربة واختصاصه العلوم السياسية شيء مهم جدا، و هذا لأول مرة يتوفر في رئيس حكومة جزائري، ففي السابق كان لدينا رؤساء حكومات فشلوا وأوصلونا الى ما وصلنا إليه من فساد وأزمة وغيرها. واختيار التركيبة الحكومية وهي الوزارات المختلفة هو الأمر المهم جدا ، سيما وأن كل القطاعات تعيش أزمات ومشاكل كبيرة متراكمة، وهناك وزارات يجب أن تغير المسؤولين المحليين على المستوى المحلي بنسبة 70 بالمئة تقريبا .
lالنصر: ما هي توقعاتكم بخصوص الحكومة المقبلة وهل ستكون حكومة تكنوقراط ؟
عبد العزيز بن طرمول: الحكومة ستمزج بين التكنوقراطي والسياسي والكفاءات، وبالنسبة للأحزاب السياسية التي كانت مسيطرة على نظام الحكم في السابق فقد أثبتت فشلها ، و توجد هناك أقلية مناضلة في هذه الأحزاب يمكن استغلالها، إضافة الى الجانب التكنوقراطي ، والذي هو ليس معيارا دقيقا جدا ، فالتكنوقراطي هو أيضا سياسي له ثقافة سياسية وطنية ويدافع عن الجزائر ، كما أنه يجب أن نخلق داخل الوزارات المختلفة، خلايا تقنية تراقب الأوضاع، على أرض الميدان ومراقبة الميزانيات المالية والنفقات العامة التي كان فيها إشكال كبير في السابق ، فالكفاءة هي مجموعة اعتبارات، فيها السياسي والتقني .
والقضية اليوم هي قضية أفكار و كفاءات واستشراف وتصورات لمستقبل الجزائر ، يجب أن نتحدث عن 2030 ، فالجيل الصاعد، يجب أن يجد الجزائر لها حماية إعلامية و اقتصادية ، أما الجانب الأمني الكلاسيكي والأمن القومي فهو من اختصاص مؤسسة الجيش التي يجب أن نحييها على ما قدمته من خطوات كبرى عملاقة متميزة على مستوى الصناعات العسكرية والدفاع والتقنيات وغيرها ، ويبقى الأمن الآخر المتعلق بالأمن الإعلامي والاقتصادي والصحي والأكاديمي والديني من اختصاصات الوزارات الجديدة .
lالنصر : هل يمكن القول أن البلاد دخلت عهدا جديدا ، بحيث ستكون هناك جزائر جديدة قريبا؟
عبد العزيز بن طرمول: أنا شخصيا لدي أمل كبير، لأن ذلك أتى نتيجة لحراك وطني ما زال متواصلا ، ولابد من إعادة النظر في خريطة السياسات العامة داخل الدولة في كل قطاع ويجب أن يكون هناك وعي وطني و يدرك المواطنون أننا في مرحلة جديدة ونوعية ، والدليل على ذلك أن جماعات الفساد في السجون .و اليوم توجد أشياء جديدة ، لماذا لا يعترف بها الآخرون المعارضون ، فهناك إذن أجندات خارجية لا تريد لهذا البلد أن يتقدم .
مراد -ح