• تقوية الجبهة الداخلية تتم بقانون انتخابات يضمن الشفافية
أكد نائب رئيس حركة البناء الوطني أحمد الدان أمس، أن التوترات المحيطة بالجزائر، تستهدف استقرار البلاد وتحاول التأثير على سياساتها وتوجهاتها ويرى أن تقوية الجبهة الداخلية تكون بسن قانون انتخابات قوي يضمن الشفافية و بروز مؤسسات تعكس الشرعية الحقيقية، و من جهة أخرى أشار إلى أهمية التعجيل بإجراءات طمأنة وثقة مع المواطنين وإجراءات تضامنية، ومن جانب آخر اعتبر أن النظام المغربي استخدم حزب العدالة والتنمية لتمرير أجندة مزدوجة الأبعاد.
النصر : تشهد المنطقة في الآونة الأخيرة تطورات خطيرة ، ما هي قراءتكم لها؟
أحمد الدان: الوضع يعرف تحولات سريعة وواسعة جدا ، حيث أصبح المحيط الإقليمي للجزائر متوترا، وكل التوترات المحيطة بالجزائر، تستهدف استقرار الجزائر وتحاول التأثير على سياساتها وتوجهاتها وتصنع بجوارها مجموعة من الاضطرابات التي تعمل على إنهاك المشروع الوطني الجزائري ، خاصة بعد الحراك السلمي الذي أنتج صورة جديدة من أنواع الرفض الشعبي للأنظمة السابقة دون الدخول في توترات العنف والإرهاب، هذا المشروع المميز أصبحت الكثير من الدول تنظر له بعين الريبة وتراه نموذجا للتغيير السلمي فيها، ولذلك هذه الدول، خاصة الممالك التي لا تقوم شرعية الحكم فيها على قرار الأمة و إنما على الوراثة، لذلك تسعى لصناعة الضغط على المشروع الجزائري .
النصر : ما هي الأولويات على المستوى الداخلي، في نظركم، لمواجهة مختلف التحديات و التهديدات الخارجية؟
أحمد الدان : ضرورة و واجب المرحلة الآن هو تقوية الجبهة الداخلية والنظر إلى حماية سفينة الجزائر من الخروقات المختلقة، لأننا في سفينة واحدة ، وقد نختلف سياسيا ولكن علينا الآن ألا نختلف حول ضرورة تقوية الجبهة الداخلية، وتقوية الجبهة الداخلية تكون بإنتاج ديموقراطي ، بسن قانون انتخابات قوي يضمن الشفافية ويضمن خروج مؤسسات تعكس الشرعية الحقيقية، ويكون بالتمثيل والتشارك السياسي في منظومتنا الوطنية و بمؤسسات جديدة تعكس تطلعات الحراك الشعبي وتعبر عن الشرعية الشعبية ، وأعتقد أن هذا هو ما تتجه إليه الجزائر.
صحيح أن الجزائر لديها تحدي الوباء ، هذا التحدي عالمي ، علينا أن لا نعطل مسارنا الحياتي والتنموي بسببه، وإنما علينا أن نتكيف مع هذا المسار ونتكيف مع هذا الوباء وعلينا أن نبحث عن الحلول و لا نخاف من المشاكل .
ولدينا أيضا مشكلة الاقتصاد الذي سيتأثر بالوباء الذي انجر عنه تأثر أسعار النفط وهذا سيصنع تحديا بالنسبة للجزائر ، ولكن الجزائريين اليوم يواجهون خلال سنة هذا الوباء و القدرة الشرائية ما زالت تقاوم ، صحيح أنه بتراجع قيمة الدينار ستتأثر القدرة الشرائية ولكن علينا البحث عن إجراءات للتعامل مع هذا الوضع ، وعلى الحكومة أن تعجل بإجراءات طمأنة وثقة مع المواطنين وعليها أن تعجل بإجراءات تضامنية وأن توسع دائرة التضامن .
وحتى في مقاومة الوباء علينا أن نبحث عن دور جديد للمجتمع المدني وللمساهمة الشعبية في القضاء على الوباء ، أعتقد أن أوضاعنا الداخلية مثل أوضاع أي دولة ولكن قدراتنا في تجاوز هذه الأزمة قدرات محترمة ويمكن أن نعبر أو نحقق العبور الآمن في هذه التحولات .
والأجندات المحيطة بنا وخاصة الأجندة الأمريكية الترامبية والأجندة الفرنسية والأجندة المغربية، تراهن على الحسم في ملفات مثل ملف ليبيا ، وملف مالي وملف الصحراء الغربية خارج الشرعية الدولية و بصناعة أمر واقع جديد ، واعتقد أن الجزائر ما زالت دبلوماسيتها ذكية في هذا التعامل و مازالت قوتها الأساسية والمتمثلة في جيش قوي وفي تلاحم بين الجيش والشعب، ما زالت تثير القلق لدى الآخرين وتمنع أي محاولة للاعتداء أو تجاوزها في مثل هذه الملفات.
النصر : تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني، يزيد من المخاطر الخارجية، كيف تنظرون إلى هذه المسألة؟
أحمد الدان : التطبيع ليس جديدا وإنما إعلان التطبيع هو اختيار أمريكي إسرائيلي للدول التي كانت مطبعة بأن تعلن ، مكتب الاتصال كان قديما في المغرب والوجود الإسرائيلي في المغرب قديم، سياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا وأحيانا حتى عسكريا .
وفي الدول الأخرى الخليجية أيضا التطبيع كان موجودا والآن أعلن وأعتقد أن المرحلة القادمة ستفرض توازنات غير التوازنات التقليدية .
ونحن نرفض هذا التطبيع وهذه الهرولة نحو التطبيع ونعتقد أن هذه مقدمات النهاية بالنسبة لإسرائيل، لأن إسرائيل تدخل في حالة توسع ، إسرائيل كانت تحمي نفسها سنوات طويلة بالانغلاق، اليوم لما تخرج سوف تبدأ في الانكسار والخروج إلى صراع آخر، سوف لا يكون لصالحها في حالة إذا ما استمرت الأمة تقاوم وفي حالة ما استمرت الشعوب في رفض هذه الخيارات، مثلما نرى شعوبا من الأمة كلها ترفض خيارات أنظمتها، ومن زاوية أخرى نعتقد أن موضوع التطبيع في هذه الآونة من الضعف، هو موضوع ستتمايز فيه الأمة ما بين قوى مقاومة ممانعة وما بين قوى مستسلمة مطبعة ستخسر ، المغرب لما يطبع أو يمضي الوثيقة رئيس حكومة من حزب إسلامي، هذا الحزب الإسلامي يفقد هويته الإسلامية ، لأن التيارات الإسلامية كلها نقيض للاستعمار الصهيوني من جهة وللاستعمار بكل أشكاله وهذا سيجعل هذا الحزب أو غيره من الأحزاب يفقد ذاته وتحدث له تصدعات داخلية . للأسف أن نظام المغرب استخدم هذا الحزب لتمرير أجندة مزدوجة الأبعاد ، أجندة تجعل الشعب المغربي يتصدع في خياراته ومن جهة ثانية صنعت نقاشات داخل التيارات الإسلامية هل هذا صحيح ، خاطئ ؟ هل هذا تحت ضغط ؟ وما كان ينبغي لهذه الحكومة أو لهذا الحزب أن يسمح بوقوعه.
الأوضاع في المغرب مرتبكة ولا تستطيع أي جهة أن تفرض توازنات على الشعب المغربي بأي قوة ،لأن الأوضاع الصعبة التي يعيشها المغرب للأسف استغلها ترامب وفرض التطبيع وكان يمكن أن تستغلها القوى السياسية المغربية وتفرض توازنات ديموقراطية أخرى .
مراد - ح