"شبه الحنين" هديتي لجمهوري و التمثيل وجهتي
تهدي المغنية الجزائرية كنزة مرسلي أغنيتها الجديدة» شبه الحنين» لكل محبيها في الوطن العربي واعتبرتها أغنية لتجديد العهد مع جمهورها، فرغم أنها تقلل من الظهور بأغنيات جديدة، إلا أنها تحب أن تختار لمستمعيها أغان ذات جودة فنية، كما أكدت.
حاورها: حمزة دايلي
الفنانة الشابة التي زارت قسنطينة مؤخرا، وشاركت في فعاليات أيام الفيلم المتوج، تحدثت للنصر عن رغبتها في التوجه للتمثيل، لكنها تنتظر أن تجد أعمالا درامية خارجة عن المألوف ترى نفسها فيها، فهي ليست مستعجلة و تعطي لنفسها الوقت الكافي للاختيار.
خريجة مدرسة ألحان و شباب الجزائرية التي لمع نجمها في الوطن العربي، عبر برنامج الواقع «ستار أكاديمي» تحدثت للنصر بصراحة عن الأغنية الجزائرية و وضعها الراهن في هذا الحوار...
• النصر: «شبه الحنين» أغنية انتشر اسمها قبل أن تطلق وهو ما زاد من شهرتها لما هذا التأخير في إطلاقها ؟
ـ أعلنت عن الأغنية قبل صدورها بمدة طويلة، وهو ما جعل المعجبين ينتظرونها بلهفة، حيث سافرت إلى مصر و أنجزت هذه الأغنية مع الملحن المعروف و الكبير محمد رحيم، وهي من كلمات محمد مرزوق، و قد طرحتها في آخر يوم من السنة و أعتبرها هدية بسيطة مني لكل من أحبني، وهي تجديد للعهد الذي قطعته للمعجبين بفني و من يتابعونني في كل الوطن العربي والعالم من أجل تقديم أغان بمستوى تطلعاتهم و ثقتهم بي.
• في مسيرتك الفنية تسلقت سلم النجاح من خلال ظهورك في برامج غنائية معروفة، على غرار البرنامج الجزائري «ألحان وشباب» ثم برنامج «ستار أكاديمي» في نسخته العربية، و اكتسبت شعبية كبيرة تعد استثنائية، كيف تشعرين الآن؟
ـ تراودني مجموعة أحاسيس مجتمعة و متداخلة في ما بينها، منها إحساس بالفخر وحب الناس و إحساس بالمسؤولية، أنا حتى وإن كنت مقلة نوعا ما في أعمالي فأنا أركز على النوعية الجيدة، لأن جمهوري على العموم هو جمهور مثقف وواع ومتذوق للفن، لذلك أحاول أن أختار له الأفضل .
• يشكو الكثير من المغنين المغاربيين من محاولات لتهميشهم في المشرق هل واجهت بعض الصعوبات هناك؟
ـ أنا لم أواجه مشاكل من هذا القبيل، بل بالعكس ، وجدت حبا وترحيبا من الجمهور بكافة أرجاء الوطن العربي، مع العلم بأنني أفخر بكوني جزائرية، فنجاحي كان من خلال دعم أبناء بلدي لي، وهو ما جعلني ألقى الاحترام و التقدير والمودة، أينما ذهبت.
• أحدثت ضجة جماهيرية بمشاركتك في فعاليات أيام الفيلم المتوج في قسنطينة، حيث تهافتت الجماهير لرؤيتك، كيف كان شعورك آنذاك ؟
ـ في الواقع أنا قليلة الاحتكاك بالوسط الفني الجزائري، لكن بمشاركتي في فعاليات أيام الفيلم المتوج بقسنطينة، أتيحت لي الفرصة للتقارب و الاحتكاك بالوجوه الفنية والسينمائية الجزائرية، كما كانت فرصة للتواصل مع جمهوري في هذه المدينة الذي هتف باسمي لدى وصولي إلى قسنطينة ،و أنا أمشي على السجاد الأحمر ضمن فعاليات حفل الافتتاح. أتلقى عادة رسائل كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من سكان قسنطينة و من مدن الشرق الجزائري،و حين شاهدت حرارة الترحيب بي، وقفت على أن تلك الرسائل لم تكن مجرد كلام و إنما تعبر عن حب حقيقي.
• هل لديك رغبة في التمثيل؟
ـ أكيد، فأنا من عشاق التمثيل و شغوفة بالسينما، و لدي مقومات وإمكانيات لخوض غمار هذا الميدان، لكنني لن أكون متسرعة في ذلك.و إذا ما شاركت في عمل كممثلة، فسيكون ذلك بعد دراسة فنية عميقة، إذ سأختار الأعمال السينمائية التي أرى نفسي فيها و تشكل إضافة لمساري الفني.
• ما هي الأعمال التي تحبين المشاركة فيها، مسلسلات درامية أم أفلام سينمائية روائية ؟
ـ أنا أحب المسلسلات الدرامية، خاصة ذات الجانب الرومانسي، لكنني أطمح إلى تقديم شيء مختلف عما هو متداول حاليا، وعندما تظهر خصائص هذا الشيء المختلف، سأخوض التجربة و كلي أمل في نجاحها.
رغم ظهورك في الجزائر كوجه غنائي جديد، لكن نجاحك كان كبيرا بعد مشاركتك في برنامج «ستار أكاديمي»، أين يكمن الخلل هل هو في البرامج الجزائرية ؟
ـ ربما هو نقص في التسويق ونقص في الخبرة، كما أن عدم مصاحبة المواهب في الإنتاج والتعريف بها أكثر خارج حدود الوطن، هو ما جعل المواهب يخفت بريقها بعد نهاية البرامج التي تعرف بالمواهب الجزائرية، كما أن البرامج العربية الكبرى هي نسخ عن برامج عالمية لديها التزامات أخلاقية ومهنية أمام المشاركين، وذلك بغية حمل تسمية البرنامج العالمي. هذه الالتزامات عديدة مثل إصدار ألبوم غنائي للفائز، أو عمل فيديو كليب له، وهذا ما سيجعل الموهبة التي شاركت في البرنامج تستمر في التألق، وتشق طريقها بنفسها.
• هل يمكن لبرنامج جزائري الوصول إلى ما وصلت إليه البرامج العربية من نجاح؟
ـ نعم لما لا، فمع توفير الإمكانيات المادية والمالية اللازمة و الخبرة الفنية ستحتل البرامج الجزائرية الريادة، خاصة إذا حاولت استقطاب المشاهد العربي و الخروج من المحلية التي أضحت سمة للبرامج الجزائرية.
• ما الذي تحب الفنانة كنزة مرسلي سماعه في الفن الجزائري؟
ـ أنا شغوفة بالفن الجزائري الكلاسيكي، على غرار الطابع العاصمي و المالوف و قد أعجبت بتجربة الفرق الجزائرية الجديدة التي لاقت نجاحا كبيرا على غرار فرقة «بابيلون» و فرقة «الداي» فهما أجبرتا الكثيرين على سماعهما، لأن الجمال مستحيل أن يهمش ، بل يفرض نفسه من خلال قوة جماهيره.
• هل ترين بأن الأغنية الجزائرية على الطريق الصحيح؟
ـ نعم فالأغنية الجزائرية لديها مقوماتها وخصائصها، لكن تبقى إشكالية الإنتاج والتسويق عائقا أمام نجاح الأغنية الجزائرية خارج حدود الوطن، كما أن التعامل مع الأغنية بأنها تجارية أكثر من أهدافها الجمالية، جعلها تعيش بعض الأزمات و التي أنا واثقة من أنها أزمات مرحلية فقط ، وستتخلص الأغنية الجزائرية منها ، فالمسألة برمتها هي مسألة جودة فأغنية «الزينة» مثلا، استطاعت أن تصل إلى العالمية، لأنها فعلا أغنية جميلة و تستحق ذلك.
• الفنان يريد من وراء الفن تحقيق الربح المالي، فلا يمكن للفنان ألا يتاجر بأعماله الفنية، ما رأيك ؟
ـ نعم فالجانب المالي مهم، وهو حق للفنان، لكن الضمير الفني هو الآخر مهم جدا، خاصة من ناحية جودة الأعمال الفنية المقدمة، فحب الفن هو القيمة الأولى لدى الفنان، لكن حين يكون المال هو كل القيم يحدث حينها خلل، وهو ما سينتج لنا أغنيات سريعة «استعجالية» ، ستنسى بعد أيام معدودة من طرحها.