ممثلـــون كبار يهانـــون بإجبارهـــم علــى اجتيــاز الكاستينــغ
* ندمت على أداء بعض الأدوار
اعتبرت الممثلة الكوميدية أمينة لشطر، اضطرار بعض الممثلين من الجيل القديم إلى المشاركة في عمليات الكاستينغ أو إرغامهم على ذلك، كغيرهم من المواهب الجديدة، إهانة في حق من كرسوا وقتهم و حياتهم للفن، و لم يجنوا منه سوى مظاهر الإجحاف، في ظل اكتساح المتطفلين و أصحاب الذهنية التجارية للمجال، و غياب المحترفين الذين يقدرون الكفاءات و المواهب. و أعربت الفنانة في حوارها مع النصر، عن أسفها لدى رؤية طريقة معاملة بعض المنتجين أو المخرجين لبعض الممثلين القدامى ما يجعلها تبكي أحيانا، الشيء الذي حمسها للتفكير في متابعة دراستها في الخارج، لتجنب مثل هذه الظروف، خاصة و أنها ليست مستعدة للتخلي عن العمل الوحيد الذي تهوى ممارسته.
حاورتها مريم بحشاشي
*النصر:ما جديد أمينة لشطر؟
- أمينة لشطر: لدي عمل تليفزيوني سيبث قريبا و هو برنامج ترفيهي فكاهي تم تصويره بمختلف ولايات الوطن، و هو أشبه ببرامج مغامرات البحث عن الكنز، وأنا شخصيا متشوّقة لرؤية العمل كاملا على الشاشة، كما أعكف على تحضير برنامج آخر يحمل عنوان "المفاتيح" و له علاقة بفن الطبخ.
*هل انتقلت أمينة من الكوميديا إلى مجال التنشيط؟
- تلقيت الكثير من العروض لتنشيط برامج، لكنني رفضت لأنه ليس تخصصي، على الأقل ليس الآن، لأنني أجد نفسي أكثر في مجال التمثيل و بشكل خاص في الفكاهة.
* يبدو أنك ترفضين الابتعاد عن قالب الفكاهة؟
- في التلفزيون، لا أخفي عنكم بأنني لست مستعدة لخوض تجارب أخرى بعيدة عن التمثيل الفكاهي، لأنني أشعر براحة وبهجة عندما أرى الناس يضحكون من قلوبهم و لو لدقيقة واحدة، حتى لو كان المشروع بسيطا للغاية، لأن ظروف العمل لا زالت بعيدة كل البعد عن الظروف العادية، و هو للأسف ما يدفع ثمنه الممثل الذي يعاتب أكثر من التقنيين و السيناريست و حتى المخرج و المنتج، من قبل الجمهور الذي يجهل معاناة الممثلين لدى تقديم أي عمل مهما كان بسيطا، ما عدا مع بعض المخرجين الذين يتمتعون باحترافية عالية، لكن عددهم قليل جدا و لا يتعدى أصابع اليد الواحدة.
*في سياق الحديث عن ردود فعل الجمهور، لاحظنا أنك كنت محل انتقادات لاذعة كثيرة، ماذا تقولين بهذا الخصوص؟
- في الواقع، كنت محل انتقاد منذ أول ظهور لي في الفيلم السينمائي "نورمال" لمرزاق علواش عام 2009، أين انتقلت من عالم أب الفنون، توجهي الفني الأساسي، نحو تجربة جديدة، و كانت تنقصني الخبرة، لكنني وجدت الدور جد عاد، و لم أفهم حتى الساعة سر تلك الحملة و الانتقادات التي طالتني بسبب شخصية خيالية تقمصتها، كما أتقمص أي دور آخر عادة، وما حز في نفسي أكثر أنني انتقدت لدور لم أتقاض دينارا واحدا عنه، أظن أنه كان الأحرى بهم انتقاد السيناريو و العمل بشكل عام، و ليس الدور الثانوي الذي تسبب التركيب في إزالة الكثير من اللقطات المهمة التي تفسر ما قبلها، كما أن الشعبية التي حققتها بفعل دوري في "ساعد القط" ليحيى مزاحم، جعلت الجمهور يصدم لرؤيتي في دور كان سيمر مرور الكرام، لو لم يتأجل عرض الفيلم لقرابة سنتين من إنتاجه، لأنني وقتها لم أكن معروفة من قبل الجمهور الواسع.
*الجمهور يبدو مهتما بكل ما تقدمه أمينة لشطر، فقد عانيت نفس الشيء بعد ظهورك في برامج أخرى بفضائيات خاصة؟
- صراحة، لم أكن فخورة بدور "كاميليا" الذي ندمت على تقمصه، لأنني لم أكن مقتنعة بالسيناريو، و صدمت بظروف العمل، خاصة بعد رفض الجهة المنتجة تأجيل عملية التصوير و إصرارها على عرضه في شهر رمضان، ونفس الإحساس و الشعور بالندم انتابني في عملي الثاني"حياتي مع الدار" الذي تلقيت عرض العمل فيه بعد وفاة صديقة غالية على قلبي، رفضت بعد رحيلها العمل لمدة قاربت الثلاثة أشهر، لذا وافقت على أول عرض قدم لي بعد ذلك، و أكثر ما شجعني، فترة التصوير التي أقنعوني في البداية أنها لن تتجاوز الأربعة أيام، لكنني بعد بداية العمل أدركت خطأ اختياري، فخصائص الشخصية المتقمصة لم تتناسب و شخصيتي. نفس الشيء بالنسبة للممثل الذي أدى دور زوجي في هذه السلسلة، فلم يكن بيننا أي انسجام أو تواطؤ فني، و عجزنا معا في تحقيق ذلك.
*بعد كل ذلك كيف تُقيّمين تجربتك السينمائية؟
-صراحة لست أدري، في الواقع خضت التجربة، أملا في اكتساب خبرة أكبر قد تفتح لي أبواب الاحتراف ليس بالداخل فقط، بل حتى في الخارج، بالنظر إلى الواقع المخزي للفن و الفنانين ببلادنا، فلا يتم الاعتراف بالكفاءات و المبدعين، إلا إذا جربوا حظهم بالخارج و عادوا حتى لو لم يحققوا النجاح و الشهرة، المهم أنهم قدموا من الغرب بشكل خاص.
*وصفت واقع الفنانين بالمخزي، هلا أوضحت أكثـر؟
- الأجر الذي يتقاضاه الممثل الجزائري أفضل مثال على ذلك، و الذي اعتبره بمثابة إهانة، خاصة عندما يتعلّق الأمر بالممثلين القدامى الذين كرسوا وقتهم للفن و ضحوا لأجله، بدل الاعتراف بجهودهم و تقدير مواهبهم، يواجهون الإجحاف، و أنا شخصيا أتألم و أبكي، عند رؤية أسماء فنية معروفة تضطر لإجراء كاستينغ كالمبتدئين و المواهب الجديدة، لأننا نتعامل مع تجار و ليس مع سينمائيين و صناع سينما، و كل ما يهم هؤلاء هو جني المال، أما الموهبة فتأتي في آخر قائمة اهتماماتهم، عكس الخارج، أين يفصل المحترفون بين الجانب التجاري و الفني، دون تغليب مجال على الآخر، الشيء الذي يدفعني لرفض العمل بالكثير من الأفلام بسبب عدم احترام المشرفين عليها لشروطي. من جهة أخرى حملتني مثل هذه الظروف على التفكير جديا في السفر و متابعة دراسات معمقة في مجال السينما، لتجنب مثل هذه التصرفات التي لن أقبلها ، طالما أنني متمسكة بموهبتي و لا يمكنني فعل عمل آخر غير التمثيل، لأنني مولعة بهذا المجال.
*هل نفهم من هذا بأنك ستخوضين تجربة سينمائية جديدة؟
- لما لا، لقد تلقيت بعض العروض المهمة و أعكف على دراستها.
* نريد تفاصيل أكثـر...
- لدي فيلم قصير بالخارج و فيلمين طويلين بالجزائر، و لا يمكنني أن أقول أكثر، قبل توقيع عقد العمل.
* مَنْ مِن المخرجين لم تشعر بالندم بعد العمل معهم؟
-صراحة يحيى مزاحم الذي يمكنني العمل معه "بعينين مغمضتين"، لأنه يوّفر كل ظروف العمل المناسبة للجميع، عكس البعض الذين يمكننا رؤية العجب معهم، و يتسببون في تعكير مزاجنا و يطلبون منا تقديم عمل جيّد، فكيف يمكننا محاولة إضحاك الناس و نحن نعمل في ظروف مثيرة للبكاء؟
*ما هي الأدوار أو الشخصيات التي لا تملين من تكرار تقمصها؟
-لا أحب تكرار نفسي، لكن هناك أدوار أتعلّق بها أكثر من غيرها، كدور رزيقة في سلسلة "الزهر ما كانش" لأنها شخصية مركبة تجمع بين السذاجة و الطيبة، لكن ظروف العمل الصعبة لم تساعدني على منحها حقها، لأننا كنا نعمل ليلا خلال شهر رمضان، حيث كانت كل حلقة تصوّر بعد الإفطار، تبث في سهرة اليوم الموالي، ما جعل العمل مضنيا و بالتالي أثر سلبا على العمل الذي لم يكن في المستوى الذي تمنيته شخصيا.
* انطلاقتك الفنية كانت من المسرح، لكنك شبه غائبة عنه الآن؟
ـ بدأت من المسرح و أنوي ختم مشواري الفني به، رغم الظروف غير المشجعة التي أبعدتني عنه لمدة قاربت الثلاث سنوات.
* الكثير من الفضوليين مثلي يريدون معرفة الجديد في حياة أمينة العاطفية؟
- (تضحك)..بات هذا السؤال أشبه بكابوس، لأنني أسمعه يوميا تقريبا، جوابي أنني لم أرتبط بعد و لست مستعدة للارتباط في الوقت الحالي، رغم عروض الزواج العديدة التي أتلقاها، لسبب واحد، لأنني أدرك حجم المسؤولية العائلية و بشكل خاص عندما يكون هناك أطفال، لأنني أحبهم كثيرا و لا أريد أن أكون أما مستهترة، لذا أفضل التريث أكثر، حتى لا أندم على قراراتي في ما بعد، خاصة و أن لدي الكثير من المشاريع المهمة التي لم أحققها بعد.
م. ب