الثقافة يجب أن تستثنى من التقشف و الجزائر أصبحت مقصد كبار الفنانين
ترى الشابة سهام في حوارها مع النصر، على هامش إحيائها مؤخرا للسهرة الخامسة من مهرجان جميلة العربي، بأنه من الضروري أن تستثنى الثقافة من سياسة التقشف ، مبررة ذلك بالسماح للفنانين و المثقفين الجزائريين بالتواصل مع الشعوب الأخرى و تبادل الخبرات و تحسين صورة الجزائر التي طالما انغلقت على نفسها في سنوات الدم و الإرهاب، مع السماح للشعب الجزائري بالاستمتاع بالفن و الفنانين سواء الجزائريين أو العرب.
. بداية ما جديد الشابة سهام؟
قدمت ألبوما غنائيا نهاية سنة 2015 بعنوان «في طا في» أي عش حياتك وأواصل الترويج له، كما شاركت مؤخرا في ألبوم جماعي من نوع «كومبيلاسيون» أي التجميع الموسيقي، حيث قدمت أغان مع بعض الفنانين على غرار كادير مينيون بعنوان «دانا دانا» وأغنية «غادي غادي» ونالت نجاحا كبيرا ، كما أغنية ثنائية مع الشاب أنور و أخرى مع الفنان مونو بلاك، لقد قدمت عدة طبوع غنائية من أجل تلبية رغبات جمهوري العريض.
. كيف كان انطباعك عندما وجهت إليك الدعوة للمشاركة في مهرجان جميلة؟
شعور جيد أن ألتقي بجمهوري من خلال المشاركة في مهرجان جميلة العربي، لقد شاركت في أغلب الطبعات الفارطة، منذ إعادة بعث المهرجان سنة 2004، و في كل مرة تتاح لي الفرصة من أجل تقديم الجديد.
. مقارنة بالطبعات الفارطة، كيف وجدت أجواء طبعة هذا الموسم؟
أعتقد بأن الإقبال كان قليلا خلال الطبعة الجديدة من المهرجان، خاصة العائلات، و كنت متعودة على مشاهدة توافد أعداد كبيرة سواء في المدخل الخارجي أو الساحة الأمامية، لكن هذه المرة بدت الأجواء كئيبة بسبب الجمهور المحتشم.
هل تعتقدين بأن ذلك متعلق بالبرنامج أو بعد المسافة؟
لا أعتقد ذلك، فقد وجدت بأن البرنامج ثري، أما بخصوص بعد موقع كويكول، فالأمر مطروح في كل البلدان الأخرى التي تنظم المهرجانات في المناطق الأثرية، فهي عادة ما تكون بعيدة ، لكن الجمهور مطالب بالتأقلم و الإصرار على الحضور. أوجه نداء للجمهور عبر الجريدة لكي يتوافد بقوة على المهرجانات ومختلف الحفلات، من أجل الترويح على النفس و الاستمتاع بأجواء بهيجة، لأن الموسيقى تبعث على الفرح و السعادة.
ماذا تقترحين لتطوير المهرجانات في الجزائر؟
في الحقيقة أنظر للأمور من زاوية أخرى، لقد سمعت كثيرا عن تطرق الجمهور لتطبيق سياسة التقشف في ميدان الثقافة و مطالبة البعض بمنع جلب الفنانين العرب للغناء في الجزائر، لكن من وجهة نظري فإن الجزائر بخير، و يجب ألا نحرم من الفنانين العرب و متابعة كل ما هو جديد في الساحة الفنية العربية و الإبقاء على جسور التواصل بين العرب و الجزائريين، لكوننا عشنا مرحلة صعبة و كنا منغلقين على أنفسنا، أما اليوم فقد أصبحت الجزائر قبلة للفنانين الكبار من مختلف البلدان.
يطالب الجمهور كثيرا ببعض الأسماء سواء العربية أو الجزائرية، في حين يعزف عن البعض، هل ترين بأن الأمر له علاقة بالإنتاج أو الطابع الموسيقى؟
حقيقة يصعب فهم الجمهور و تحديد ماذا يحب، فأحيانا يرغب في جلب أسماء عربية لامعة، لكنها تكلف أموالا طائلة، ومن جهة أخرى لا يرغب في متابعة الفنانين المحليين، بدورنا كفنانين نسعى لتقديم الجيد ونأمل أن يكون له صدى لدى الجمهور، خاصة و أننا نجتهد من أجل الظهور بشكل جيد و تقديم أعمال في المستوى المطلوب.
حسب وجهة نظرك، ماهي الرسائل التي بإمكان الفن إيصالها؟
يمكن القول بأن الجزائر عاشت مرحلة صعبة وانغلقنا على أنفسنا كثيرا، لقد باتت صورتنا الآن أكثر بياضا والجميع يقصد الجزائر دون خوف، ولقد ساهم الفن في رسم صورة جيدة عن بلادنا، ويجب أن نعترف بأن الجزائريين بدورهم يعاملون بشكل جيد في الخارج الآن.
حدثينا عن تواصل الجمهور معك في الشارع، وهل تصادفين مواقف طريفة أو مضايقات من حين لآخر؟
في الحقيقة أجد نفسي في بعض الأحيان في مواقف محرجة، لأن الفنان إنسان، ويرغب في عيش حياته الخاصة، مثل التسوق بحرية و مطالبة البائع بتخفيض الثمن و غيرها من الأمور، أجد نفسي أفكر و أحسب لكل خطوة قبل القيام بها، رغم كل شيء يجب الاعتراف بأن الفنان في الجزائر لا يعاني من مضايقات كبيرة مقارنة بما يحدث بالخارج، حيث يترصد الفنان الصحفيون و الكاميرات في كل مكان، عموما أنا أتواصل بشكل إيجابي مع جمهوري.
كلمة أخيرة
بودي أن أحيي جمهوري المحبوب، كما أتمنى أن يحضر الحفلات التي أحييها، أمر جميل أن يطلب مني تقديم بعض الأغاني من حين لآخر على الهواء مباشرة، و أؤكد له بأنني أنتقي أعمالي جيدا، لكي أحاول إرضاء كل الأذواق.
حاورها :رمزي تيوري