حلمت بأن أكون رجل أعمال و دخلت عالم الرياضة صدفة
كشف البطل العالمي والأولمبي عبد اللطيف بقة بأنه لم يحظ بالتكريم الذي يليق به من طرف المسؤولين، مشيرا بأنه يفكر في التخلي عن طموحاته وأهدافه لو تستمر معاناته، كما تحدث ابن مدينة العلمة عن يومياته في رمضان، وعدة أمور أخرى تكتشفونها في الحوار الشيق الذي خصنا به.
حاوره: مروان. ب
• ما هي آخر أخبار البطل الأولمبي بقة عبد اللطيف بعد حصد الذهب في ريو؟
لقد كنت محظوظا للظفر بالذهب في الألعاب البارالمبية التي أقيمت في ريو دي جانيرو الموسم الماضي، وأنا الآن بصدد التحضير لبطولة العالم التي ستقام بلندن بداية من 14 جويلية المقبل، والتي أهدف من خلالها لاعتلاء منصات التتويج من جديد، خاصة وأنني جد مشتاق للاستمتاع بنشوة الانتصارات.
لم أحظ بالتكريم الذي يليق بي كبطل عالمي وأولمبي
• كيف يقضي بقة يومه في رمضان ؟
أقضي اليوم بين النوم والعبادة والتسوق، حيث أستيقظ في حدود منتصف النهار، لأداء صلاة الظهر في المسجد، على أن أعود بعدها مباشرة إلى المنزل، لأتوجه من جديد إلى المسجد لأداء صلاة العصر، ثم الذهاب إلى السوق لاقتناء بعض المستلزمات، أنا أحاول ككل مسلم الاستمتاع والاستفادة قدر المستطاع من شهر رمضان المعظم، خاصة وأنه من أحسن الشهور كما قال المولى عز وجل.
•ماذا بخصوص السهرة كيف وأين تقضيها، وهل تداوم على أداء صلاة التراويح ؟
أنا بصدد التحضير لبطولة العالم، ومنافسة من هذا النوع تتطلب التحضير المكثف، ولذلك أنا أتدرب من ساعتين إلى ثلاث بعد الفطور، وهو ما يحول دون تأديتي لصلاة التراويح، التي أسعى لعدم تضييعها عندما تكون الحصة التدريبية خفيفة، أنا مرتبط دوما بالتحضيرات، ولكني أحاول أن لا أضيع مثل هذه الفرص التي لا تكون في متناولنا طيلة السنة، من لا يحب أداء صلاة التراويح بالمسجد ؟، لا اعتقد بأن هناك مسلما يحب تضييع مثل هذه العبادة، ولكن الأمور مختلفة مع الرياضي الذي هو مرتبط بالتدريبات.
• هل أنت من الذين يتنرفزون في الشهر الفضيل ؟
ككل جزائري أشعر بالنرفزة في بعض الأوقات خلال شهر رمضان، خاصة بعد الانتهاء من الحصص التدريبية المكثفة التي أخضع لها، حيث أعد من الأشخاص الذين لا يمتلكون المقدرة على السيطرة في أعصابهم، ولكني مسامح، وأعمل جاهدا لأتجاوز كل هذه الأمور.
• ماهي الأكلة المفضلة لديك ؟
أنا أعشق الشربة و مطلوع الوالدة، وسأكون جد مشتاق لهما خلال الأيام القادمة من شهر رمضان، كوني قد لا أكون بالجزائر لارتباطي بالتحضير لبطولة العالم القادمة، والتي أسعى فيها للتألق ومعانقة المعدن النفيس.
أفقد أعصابي في رمضان ومدمن على أعمال الحاج لخضر
• هوايتك المحببة في رمضان ؟
ليس لدي هواية خاصة، ولكني أحاول أن أقضي وقت فراغي مع «البلاي ستايشن» وألعاب X BOX.
• ماهو البرنامج التلفزيوني الذي لا يمكنك التخلي عنه ؟
أنا من عشاق الأعمال الفنية للفنان الكوميدي الحاج لخضر، حيث أعكف على متابعته طيلة الشهر المعظم، كونه يستطيع بخفة دمه أن يدخل البهجة إلى قلبي.
• من هو الفنان الجزائري الأقرب إلى قلبك ؟
عومار الذي ينحدر من ولاية البرج، والذي يعمل إلى جانب فناني المفضل الحاج لخضر.
• أمر حدث لك في شهر رمضان مازالت تتذكره؟
في إحدى المرات تدربت بشكل مكثف، ما جعلني أستسلم للنوم، دون أن أتناول وجبة السحور، لأستيقظ بعدها على شرب الماء، كوني كنت أشعر بحالة ظمأ شديدة لأكتشف بعدها بأننا قد دخلنا وقت الإمساك، لقد كانت حادثة غريبة لا أزال أتذكرها إلى حد الآن.
لست مولعا بحب السيارات ولا أفكر في دخول القفص الذهبي الآن
•كيف تتعامل مع التدريبات في شهر رمضان ؟
كما قلت لكم من قبل أتدرب بشكل مكثف خلال شهر رمضان، كونه يتزامن دوما مع اقتراب موعد المنافسات التي أشارك فيها، أنا أكتفي ببعض التمارين الخفيفة قبل أذان المغرب، على أن أقوم بالتدرب لساعتين إلى ثلاث بعد وجبة الفطور، أنا أحاول أن أتحدى كافة الظروف، خاصة وأنني أسعى دوما للتألق والظفر بالألقاب والتتويجات.
•في أيام المنافسة، كيف كنت تتعامل مع الصيام، وهل يؤثر على مستواك؟
لحسن حظي لم أخض إلى حد الآن أي منافسة رسمية خلال شهر رمضان، ولكني مستعد دوما لكافة المعطيات، خاصة وأنني رياضي محترف لا يمكنه التحجج بأي شيء.
• هل لديك حادثة كلما تتذكرها تضحك على نفسك ؟
في إحدى المرات تنقلت إلى فرنسا من أجل البقاء ليومين فقط مع أحد أصدقائي، ولكن وجدت نفسي مضطرا للبقاء هناك لأسبوعين كاملين، ما دفعني لاقتناء عدد معتبر من الملابس، خاصة وأني جلبت معي لباسا واحدا فقط، لا أدري كيف حصل ذلك معي (يضحك)، ولكني لم أشعر بالوقت الذي مر بسرعة البرق.
• ماذا كنت تحلم أن تكون في الصغر ؟
كنت أحلم أن أكون رجل أعمال معروف يمتلك أموالا ضخمة ومشاريع لا تعد ولا تحصى(يضحك)، ولكن المكتوب قادني إلى عالم الرياضة الذي دخلته بالصدفة.
• من أقرب الأشخاص إليك ؟
أقرب الأشخاص إلي هو توأمي فؤاد الذي يشاركني كل شيء، بما في ذلك رياضة ألعاب القوى، حيث يعد رياضيا محترفا، وخاض معي الألعاب البارالمبية الأخيرة بريو دي جانيرو.
• ما نوع السيارة التي تمتلكها ؟
لست مهتما بمثل هذه الأمور، حيث كانت لدي سيارة عادية ولكني لم أحتفظ بها، وقمت ببيعها.
تحضيراتي المكثفة لبطولة العالم بلندن تحرمني من أداء صلاة التراويح
• ما هو اللقب الأغلى بالنسبة لك، ولماذا؟
اللقب الأغلى في مشواري هو الفوز بالميدالية الذهبية في البرازيل 2016، مع تحطيم الرقم القياسي العالمي، لقد كان ذلك التتويج مختلفا عن البقية، كونه أتى في ظروف خاصة، على اعتبار أن الشعب الجزائري كان في انتظار المعدن النفيس في «ريو».
•ما هو هدفك في الحياة ؟
كانت لدي أهداف عديدة في الماضي، ولكن الأمور اختلطت علي مؤخرا لأسباب لا أريد الخوض فيها في الوقت الحالي، وسأتركها لوقتها المناسب.
• هل أنت متزوج وإن كنت أعزب هل تفكر في دخول القفص الذهبي قريبا ؟
أنا أعزب، ولا أفكر في دخول القفص الذهبي في الوقت الحالي.
لم أندم على شيء في مشواري ويكفيني فخرا تشريف الجزائر
• الرياضي الذي تناصره وتعتبره قدوة لك؟
قدوتي كان ولا يزال الملاكم العظيم محمد علي كلاي رحمه الله، كما أعشق الأسطورة زين الدين زيدان الذي يقوم بعمل جبار مع ريال مدريد، حيث قاده لعدة إنجازات إلى حد الآن، في انتظار المزيد من الألقاب.
• ما هي أجمل ذكرى في حياتك ؟
أجمل ذكرى في حياتي فوزي بأول ميدالية في مشواري وكان ذلك في لندن 2012.
• ماذا منحتك رياضة ألعاب القوى؟
منحتني رياضة ألعاب القوى الكثير، والبداية بعافيتي وصحتي، فكما يقال «العقل السليم في الجسم السليم»، دون نسيان العلاقات التي شكلتها مع عديد الأشخاص الذين تحولوا فيما بعد إلى مقربين لي، الرياضة منحتني الكثير، وسأكون جاحدا إن قلت عكس ذلك.
اختلاط فرحة التتويج بذهبية «ريو» بوفاة عمي أسوأ ذكرى
• هل حظيت بالتكريم الذي يليق بك كبطل أولمبي وعالمي؟
لا اعتقد بأنني حظيت بالتكريم الذي يليق بي كبطل، رغم أني أمتلك لقبين عالميين، ولقبين في الألعاب البارالمبية و رقمين قياسيين، وهي إنجازات ليست في متناول أي رياضي، نسبة تكريمي لم تتعد 40 %.
• ما هي الأشياء التي ندمت عليها فعلا في مشوارك الرياضي ؟
لم أندم على شيء طيلة مشواري الرياضي، حيث كنت أختار الأشياء الصحيحة بفضل توفيق المولى عز وجل.
سأتخلى عن كافة طموحاتي وأهدافي المستقبلية لو تستمر معاناتي
• ما هو البلد الذي أعجبت بزيارته و ما هو البلد الذي تتمنى أن تزوره عن قريب؟
زرت الكثير من المدن العالمية، ولكني أعجبت كثيرا بمدينة لندن التي كانت فأل خير علي، حيث حصدت فيها أول لقب في مشواري الاحترافي، كما أرغب بشدة في أن أزور الولايات المتحدة الأمريكية، وبالأخص مدينة نيويورك التي يقال عنها الكثير.
• ما هي طموحاتك وأهدافك المستقبلية ؟
كنت أمتلك عدة طموحات وأهداف مستقبلية، سيما وأنني أمتلك كافة مواصفات الرياضي الناجح القادر على تسيد عرش البطولات العالمية في اختصاصه، ولكني أفكر في التخلي عنها جميعا، في ظل عدم توفر المحيط المشجع، ولا أريد أن أضيف أشياء أخرى.
• بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
أتمنى رمضان كريم لكافة الجزائريين، و لكافة الأمة العربية والمسلمة، واستغل الفرصة من أجل تحية الشعب الجزائري الذي كان ولا يزال خلفي، ولا يكف عن رفع معنوياتي ومساندتي، أنا أضحي من أجلهم، وسأحاول أن أسعدهم في الاستحقاقات المقبلة.
م.ب