يرى الحارس الأسبق للمنتخب الوطني سنوات الثمانينيات نصر الدين دريد، أن مستوى دورة روسيا 2018 كان عاليا وجميع المنتخبات قدمت مردودا قويا، وأشاد ابن تبسة كثيرا باعتماد المنتخبات الأوروبية كثيرا على الجانب العلمي في عملها، وهو ما عاد عليها بالفائدة، هذا الجانب أهمله القائمون على تسيير كرة القدم في الجزائر مثلما يقول دريد في هذا الحوار...
• اختلفت آراء التقنيين والفنيين بخصوص المستوى، الذي قدمته المنتخبات المشاركة في المونديال، فما هو انطباعك؟
شاهدت آراء بعض المحللين عبر الشاشات والجرائد واندهشت لكونهم انتقدوا مستوى عدة منتخبات وقللوا من قيمة أدائها، بالنسبة لي ما دامت هذه المنتخبات قد تأهلت للمونديال فهي تملك مستوى كبيرا، في نفس الوقت أتعجب ممن انتقدوا منتخبات كبيرة أخرى مثل إسبانيا والأرجنتين، ما يجب أن يعيه هؤلاء المحللون هو أن دورة روسيا سيطر عليها الجانب التكتيكي وأغلب الفرق قدمت فيها مستوى جيد.
• تقول هذا الكلام حتى في غياب إيطاليا وهولندا وخروج ألمانيا من الدور الأول؟
إقصاء هذه الفرق لم يكن مفاجأة، ولكن المنتخبات الأخرى التي نصفها بالصغيرة اجتهدت وعملت كثيرا، وجميعنا شاهدنا ماذا فعل منتخب إيسلندا وأين وصل منتخب السويد، الذي تأهل للمونديال على حساب إيطاليا، هذه الفرق ركزت في عملها على الجانب العلمي وانظروا أين وصلت.
• ماذا عن المشاركة العربية؟
ما دامت المنتخبات العربية تقحم السياسة في الرياضة، فإنها لن تصل للمستوى العالمي، فالتونسيون مثلا كان شغلهم الشاغل هو الاعتماد على المدرب المحلي، لكن الإطار المحلي لن يكون كافيا عندما تذهب لتشارك في منافسة بحجم مونديال، فالمستوى العالي يتطلب كفاءات وخبرات أجنبية.
• ما هو سبب فشل المنتخب الأرجنتيني رغم وجود ميسي؟
مشكلة الأرجنتينيين أنهم بنوا كل طريقة لعبهم على لاعب واحد، وهو ما درسه منافسوهم، الذين ضبطوا خطتهم على شل ميسي وفقط، نفس الخطأ وقع فيه المنتخب المصري، الذي وضع كل تركيزه على صلاح، لكن الأخير أصيب قبيل انطلاق المونديال.
• هل ترى أن تتويج فرنسا باللقب كان مستحقا؟
هو أكثر من مستحق، المنتخب الفرنسي يملك لاعبين مميزين، فضلا عن هذا، فإن البطولة الفرنسية صارت في السنوات الأخيرة تصدر اللاعبين وتستورد في نفس الوقت، ناهيك عن مراكز التكوين الموجودة هناك بالآلاف.
• بخصوص المنتخب الوطني، ألا ترى أن “الفاف” تأخرت كثيرا في تعيين الناخب الجديد؟
المشكل أن الاتحادية الجزائرية بصدد ارتكاب نفس الأخطاء السابقة، الآن صارت تصفيات “الكان” على الأبواب، ونحن لم نعين مدربا بعد، فضلا عن هذا، “الفاف” ليست لديها خارطة طريق ولا تخطيط ولا أهداف، في الماضي كان للرابطات الولائية دور كبير في التكوين والتسيير، واليوم لا توجد قاعدة سواء في أعلى الهرم أو في أسفله.
*من بين الأسماء المتداولة، من هو المدرب الذي ترى أنه الأنسب لقيادة الخضر؟
مهما كان اسم المدرب القادم، فإن “الفاف” لن تقوم بأكثر من تعيين مدرب أجنبي يأتي ليأخذ الأموال وفقط، هذا هو الحال في ظل السياسة المنتهجة حاليا وفي ظل غياب التخطيط.
حاوره: عبد الجليل
