أكد الرئيس المؤقت لشباب باتنة هشام بوعبد الله، بأن تواجده في هذا المنصب أملته الظروف الاستثنائية، التي عاش على وقعها الفريق بمجرد السقوط من الرابطة المحترفة الثانية، وأضاف بأن موافقته على حمل مشعل التسيير، جاءت نتيجة التعلق الكبير بالفريق، وذلك بنية انقاذه من الشطب النهائي، وضمان بقائه في الساحة الكروية الوطنية.
بوعبد الله، وفي حوار خص به النصر، اعترف بأن السقوط إلى وطني الهواة كان مرا، وكان من الصعب على كافة أسرة «الكاب» تقبله، لكنه أكد بالمقابل بأن هذه المحطة، قد تكون بمثابة المنعرج الحاسم في مشوار الفريق، بغية ضمان انطلاقة جديدة على أسس صحيحة وسليمة، كما تحدث عن الصعوبات الكثيرة التي وجدتها اللجنة المؤقتة لوضع القطار على السكة، التذبذب في التحضيرات، طموحات الموسم الجديد في قسم الهواة وقضايا أخرى نكتشف تفاصيلها في رحلة الأسئلة والأجوبة التي كانت على النحو التالي:
• بدأتم الموسم بفوز على حساب مولودية قسنطينة، كيف تعلق على هذه الانطلاقة ؟
تلك النتيجة، كانت ثمرة التضحيات الكبيرة التي قدمها اللاعبون، لأن الجميع على دراية بالظروف الصعبة التي نمر بها، والتي ألقت بظلالها على تحضيراتنا وكذا على عملية ضبط التعداد، حيث أن تشكيلتنا دخلت أجواء المنافسة الرسمية دون بلوغ أعلى مستويات الجاهزية، وفي مقدمتها الجانب البدني، ومع ذلك فإن الإرادة التي تسلّح بها اللاعبون، كانت كافية لرفع التحدي وصنع الفارق، رغم أن المنافس كان أحسن منا بكثير، سواء من حيث التحضير البدني أو التنسيق والانسجام، لكننا أحسنا تسيير المقابلة، ونجحنا في إحراز الفوز، وهذا عامل جد مهم من الناحية البسيكولوجية، لأن هذا الانتصار سيعطي المجموعة المزيد من الثقة في النفس والامكانيات، وسنسعى لاستغلال فرصة اللعب للمرة الثانية، تواليا بملعبنا لتحقيق انتصار آخر، يسمح لنا بالتحرر كلية من الضغوطات النفسية، مع قطع شوط جد معتبر نحو ضمان الجاهزية البدنية، والاطمئنان أكثر على تحمس المجموعة لتأدية مشوار ناجح.
• نلمس في كلامكم الكثير من التفاؤل بخصوص مستقبل الفريق، أليس كذلك؟
من الضروري أن نعرب عن تفاؤلنا أكثر بمستقبل الفريق، على اعتبار أن الشباب كان مهددا بالشطب النهائي من المنافسة، والغياب عن بطولة الموسم الجاري، بسبب الأزمة الخانقة التي عاش على وقعها، بمجرد السقوط من الرابطة المحترفة الثانية، لأن تلك الأزمة، كانت قد أخذت أبعادا مغايرة، وتشعبت بامتدادها من الشق المالي إلى الجانب الإداري، واستقالة رئيس النادي الهاوي لقمان مسعودان، لم تكن في وقتها، الأمر الذي وضع مستقبل «الكاب» على كف عفريت، لكن بفضل تضحيات الغيورين، على الفريق من مسيرين سابقين وأنصار تم تجاوز تلك الفترة الصعبة، ودخول أجواء المنافسة يعد في حد ذاته انجازا، فما بالك أن تكون الانطلاقة بانتصار، فهذا دليل على إحساس اللاعبين بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وإصرارهم على تحدي كل العقبات، فكان رد الفعل جد إيجابي فوق الميدان، لتكون الفرحة عارمة في أوساط الأنصار بعد الفوز على «الموك»، وهي الأجواء التي لم نكن نتوقعها، لأننا كنا نفكر فقط في ضمان المشاركة في المنافسة، دون المراهنة على النتيجة.
• وكيف تواجدتم على رأس لجنة التسيير المؤقتة للنادي في ظل هذه الأزمة؟
الأزمة الإدارية لشباب باتنة تجاوزت الخطوط الحمراء، بعد استقالة رئيس النادي الهاوي لقمان مسعودان، مع بقاء مستقبل الشركة الرياضية معلقا إلى إشعار آخر، الأمر الذي أبقى الفريق يدور في حلقة مفرغة، من دون إيجاد حلول ناجعة وكفيلة بتجاوز هذه الفترة الحرجة، لأجد نفسي مجبرا على حمل مشعل التسيير بارتداء ثوب «رجل الانقاذ»، لأنني واحد من أعضاء المكتب المسير، وقد أحسست بمسؤولية كبيرة تجاه الفريق، خاصة وأن علاقتي بالشباب وطيدة، والانجازات التي حققها والدي كرئيس للنادي دفعتني إلى التحرك، بنية الدفاع عن كيان «الكاب» في الساحة الكروية الوطنية، وهي الخطوة التي ساعدني فيها كل أفراد العائلة، وكذا بعض الأنصار الغيورين على اللونين الأزرق والأحمر، رغم أنني لم أكن أتوفر على «القبعة» التي تجعلني أتحمل المسؤولية كرئيس مؤقت، لكنني كنت الحل الميداني الوحيد الذي أملته الظروف، لأن المهمة في مثل تلك الوضعيات هو ضمان انطلاقة الفريق، رغم أننا واجهنا صعوبات كبيرة في الأمتار الأخيرة من مرحلة التحضيرات، والتي كادت أن تتسبب في غياب الفريق عن مباراة الافتتاح.
• وهل لنا أن نعرف هذه الصعوبات بشيء من التفصيل؟
بعد ضبط التعداد وإجراء التحضيرات، كنا بصدد التأهب لدخول أجواء المنافسة، تزامنا مع انطلاق بطولة وطني الهواة، لكننا اصطدمنا بصعوبات مقترنة أساسا بالجانبين المادي والإداري، لأن وضعية الشباب على مستوى الرابطة المحترفة ظلت معلقة، نتيجة الديون المتراكمة، سيما الغرامات المالية المرافقة للعقوبات الإدارية، بصرف النظر عن قضايا غرفة المنازعات، وقضية الديون المقيّدة بمبلغ 4,6 مليار سنتيم، ورابطة الهواة اشترطت علينا إحضار «شهادة التبرئة» المالية من الرابطة المحترفة لقبول ملف الانخراط، وكذا استخراج إجازات اللاعبين، وهو ما أجبرنا على تسديد اجمالي الديون العالقة، بمساهمة من بعض الأنصار وكذا الوالد، لأن هذه المجموعة قررت مساندتي في هذه المرحلة، تثمينا للمجهودات المبذولة منذ الشروع في التحضيرات، وقد تجاوزنا هذه الأزمة قبل 24 ساعة من مباراة الجولة الأولى.
• وكيف تم ضبط التعداد في وجود بعض العناصر من أصحاب الخبرة؟
لم نكن نملك أي خيار، سوى وضع الثقة في مجموعة من الشبان، لأن الخزينة فارغة، والوضعية المالية للفريق لا تسمح بجلب لاعبين بمبالغ باهضة، وعليه فقد عمدنا في البداية إلى المراهنة على لاعبين شبان من أبناء الولاية، لكن مع تقدم التحضيرات اقتنعت بعض العناصر، بضرورة مد يد العون للفريق، فكانت الموافقة بالإجماع على إمضاء الإجازات دون الحصول على أي سنتيم، كتسبيق عن منحة الإمضاء، أو حتى التفاوض بشأن القيمة المالية، وهذا كله من ثمار الثقة المتبادلة بيننا وبين اللاعبين، بدليل أن كل العناصر، وافقت على اللعب وانتظار وصول الإعانات المالية، إلى الحساب البنكي للنادي لتلقي تحفيز مالي بحسب الامكانيات المتوفرة، وهذا العامل يدل على تجنّد اللاعبين لمسايرة الاستراتيجية التي انتهجناها في التسيير، والتي تضع مصلحة «الكاب» فوق كل اعتبار، بالنظر إلى الأزمة المتعددة الوجه التي يتخبط فيها.
• وماذا عن الهدف المسطر، سيما وأن الأنصار يتحدثون عن العودة السريعة إلى الرابطة المحترفة؟
بالنظر إلى الظروف الاستثنائية، التي مر بها الشباب يمكن القول بأن مشاركته في بطولة هذا الموسم تعد انجازا كبيرا، كما أنني أبقى مجرد رئيس «مؤقت»، توليت إدارة شؤون النادي بصفة استثنائية، وعلاقتي بشباب باتنة لا تتوقف عند هذه المحطة، حيث أعتزم عقد جمعية عامة طارئة، بعد نحو شهر تخصص بالأساس لترتيب البيت، من خلال تنظيم انتخابات لتجديد النادي الهاوي، على آمل أن تكون هذه الخطوة، محطة الوضع أسس صحيحة وسليمة للفريق، تسمح له بالانطلاق مجددا، ولو أن هدفنا المسطر يتمثل في ضمان البقاء بكل أريحية، لأن الحديث عن الصعود أمر سابق لأوانه، بحكم أن تحضيراتنا ميزها الكثير من التذبذب والاضطرابات، فضلا عن انعكاسات الأزمة المالية، على الجانب الإداري للنادي.
حاوره : صالح فرطـــاس