سريع غليزان يصنع المعجزة و يعود بعد 25 سنة
خالف «أسود مينا» كل التكهنات وتحدوا العقبات، بتحقيقهم ثاني صعود على التوالي، رغم أن أكبر المتفائلين لم يكونوا يحلمون بأن يحقق سريع غليزان الصعود للرابطة المحترفة الأولى في نهاية هذا الموسم.
ففي الصائفة الماضية لا شيء كان يوحي بأن الصاعد الجديد للرابطة المحترفة الثانية سيلعب الأدوار الأولى، عقب انسحاب الرئيس السابق زروقي و تعاقب أربعة رؤساء على السريع في مدة شهر واحد، بداية بلحلو مراد الذي قدم حزمة من الوعود ثم غادر دون سابق إنذار، ليخلفه بن فطة الذي انسحب هو الآخر بعد تزكيته، قبل أن يتولى بن حميدة المهمة ويتصل ببن يلس ويستقدم لاعبين في آخر ساعات الميركاتو.
وبعد انطلاق المنافسة انسحب بن حميدة أيضا تاركا مكانه للبرلماني عزي الجيلالي الذي نجح في قيادة «الرابيد» لبر الأمان، ولم تنطلق تحضيرات السريع سوى أسبوعين قبل موعد أول جولة، ناهيك عن أن أشبال بن يلس استقبلوا منافسيهم طيلة مرحلة الذهاب خارج ملعبهم وفي مدينة واد ارهيو، معطيات رشحت الفريق ليكون من أول النازلين، غير أن تحقيق التعادل في أول جولة بتلمسان ثم الفوز في الجولة الثانية بالخروب برباعية، أعطى للسريع بعدا آخر وجعل الحلم بالصعود ممكنا وهو ما بدأ يتجسد و تكرس من جولة لأخرى.
وعاشت مدينة غليزان مساء الجمعة بعد المباراة أمام شبيبة بجاية ليلة بيضاء خرج فيها أنصار الفريق للاحتفال بالصعود والعودة إلى حظيرة الكبار بعد غياب دام 25 سنة ، خاصة وأنهم عاشوا على وقع سيسبانس كبير بعد تأخر نهاية مباراة البليدة والمدية، ولم يتوانوا في الإشادة بنزاهة أبناء مدينة الورود.
ويعترف الجميع في ولاية «الهضبة الحارة» مثلما يدل اسمها بأن الفضل الكبير في تحقيق هذا الحلم يعود للمدرب المحنك بن يلس، فالتقني التلمساني أثبت مرة أخرى اختصاصه في صنع الصعود، كما أنه نجح في تكوين مجموعة منسجمة وقوية، رغم عدم ضمها لأسماء معروف أو نجوما، وصار هجوم «الرابيد» واحدا من أقوى الخطوط الأمامية في الرابطة الثانية، كما ظفر المهاجم مرزوقي خير الدين بلقب هداف الدوري بـ 16 هدفا سجل منها أربعة في المباراة الأخيرة أمام شبيبة بجاية.
وعن هذا الصعود قال المدرب بن يلس بأنه جاء ثمرة تعب موسم كامل وتضحيات كبيرة من الجميع، وأضاف بأنه تحقق بعد ضغط كبير عاشه الفريق، على اعتبار أنه وجد نفسه تلقائيا مرشحا للصعود بعد نهاية مرحلة الذهاب، وأشاد بن يلس بلاعبيه وإدارة السريع، حيث قال بأن الجميع تحدى كل الظروف الصعبة التي عاشها الفريق في مرحلة الذهاب واستقباله خارج ملعبه، وأكد بأن المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق، كما أبدى التقني التلمساني رغبته في مواصلة العمل مع الفريق الموسم القادم.
عبد الجليل