قرر المكتب المسير لمدرسة الكرة الطائرة لوادي الزناتي، تعليق نشاط فريق الأكابر، وعدم المشاركة في بطولة هذا الموسم، بسبب عدم توفر الدعم المالي الكافي، لتتعطل بذلك «الطائرة الزناتية»، وتتوقف كلية عن التحليق، بعد شل محركاتها وأجنحتها، رغم أنها كانت تطير في أجواء الدرجة الثالثة للوطني الأول، فضلا عن كونها واحدة من أشهر المدارس على الصعيد الوطني، لتفقد القاعة المتعددة الرياضات حيويتها المعهودة، وتتحول بين عشية وضحاها إلى مرفق شبه مهجور. هذا ما كشف عنه للنصر رئيس النادي عصام ذيب، والذي أكد في مستهل حديثه بأن قرار الانسحاب النهائي من المنافسة، كان من العواقب الحتمية للاقصاء والتهميش الذي تعرض له الفريق من طرف مسؤولي البلدية، وصرح قائلا في هذا الشأن : «الحقيقة أننا لم نكن نفكر إطلاقا، في التوقف عن النشاط بتشكيلة الأكابر، لكن الظروف المزرية، التي تخبطنا فيها طيلة الموسم الفارط، دفعتنا إلى اشعار أعضاء المجلس البلدي بالوضعية، والتي تجاوزت الخطوط الحمراء، لأننا لم نعد قادرين على تغطية إجمالي المصاريف، إلا أن الصدمة كانت كبيرة، عند توزيع حصة الرياضة من ميزانية البلدية على النوادي».
وأوضح ذيب في سياق متصل، بأن فريق الكرة الطائرة لوادي الزناتي، يعد من أفضل سفراء الرياضة القالمية على الصعيد الوطني، إلا أن التهميش ـ كما أردف ـ «الذي عانى منه على المستوى المحلي، أجبره على التوقف نهائيا عن النشاط، لأن لغة الأرقام تكفي لتبرير هذا الموقف، بدليل أن إجمالي الاعانات التي خصصتها البلدية للجمعيات الرياضية، تقارب 1,5 مليار سنتيم، غير أن حصتنا لم تتجاوز 105 ملايين سنتيم، في ظل إصرار مسؤولي البلدية، على منح حصة الأسد لفريق كرة القدم، وأنا لا أعارض ذلك، لكنني طالبت بحق فريقي من الدعم، لأننا كنا في عهدة المجلس السابق، نحصل على إعانات لا تقل عن 250 مليون سنويا، وما يتلقاه لاعب واحد في فريق كرة القدم، من علاوة الامضاء يكفينا لتغطية كامل مصاريف الفئات الشبانية، على مدار موسم كامل».
وأشار محدثنا في نفس الإطار، إلى أن فريق مدرسة الكرة الطائرة الزناتية، كان يتأهب لدخول غمار البطولة، والتنافس على تأشيرة الصعود إلى الوطني الممتاز، لكننا ـ كما أردف ـ «وجدنا أنفسنا مرغمين على التراجع عن المشروع الذي سطرناه خلال الصائفة الفارطة، لأننا كنا قد باشرنا التحضيرات، وضبطنا التعداد، تحسبا لمشوار ناجح، تحت قيادة المدرب رابح شويب، وقد حافظنا على نسبة كبيرة جدا من تشكيلة الموسم المنصرم، والتي كانت قد أنهت البطولة في الصف الثاني، وقد أجرينا 3 مباريات ودية أمام أندية جيل سكيكدة، شبيبة شلغوم العيد ونادي عين مليلة، وعند اتخاذنا القرار قمنا بتسريح اللاعبين، فالتحق ثلاثة منهم بأندية أخرى، من بينهم قارة، الذي انضم إلى وفاق تاجنانت من الوطني الممتاز».
وأكد ذيب في ذات الصدد، بأن تعلق «الزناتية» برياضة الكرة الطائرة، أجبر مسيري النادي على مواصلة النشاط بالفئات الشبانية، وهذا ـ حسب تصريحه ـ « حفاظا على تقاليد المنطقة، رغم أننا مجبرون على الانخراط في رابطة ميلة الولائية، لكن تاريخ النادي، والذي يمتد إلى سنة 1984، حال دون ترسيم الانسحاب بجميع الأصناف، ولو أننا رسمنا مشروعا طموحا، لتطوير هذه الرياضة بالولاية، من خلال وضع حجر الأساس لانشاء رابطة ولائية بقالمة، وتوسيع دائرة الممارسة إلى بعض بلديات الولاية، في انتظار اتضاح الرؤية أكثر حول مستقبل فريقنا، لأننا لن نعود إلى النشاط بتشكيلة الأكابر، إلا في حال توفر الظروف المواتية».
ص / فرطــاس