• خسارة كل مباريات عنابة في الذهاب يبقى غريبا
أبدى رئيس حمراء عنابة جمال مصدق، الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة فريقه، على المحافظة على مكانته في قسم ما بين الرابطات، وبالتالي تفادي السقوط إلى الجهوي، واعتبر الاستفاقة الملحوظة المسجلة مع بداية مرحلة الإياب بمثابة المؤشر الإيجابي، الذي يدفعه إلى التمسك ببصيص من الأمل، في القدرة على تجسيد الهدف المسطر.
مصدق، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن ملازمة حمراء عنابة الصف الأخير منذ انطلاق الموسم، كانت من عواقب الظروف الاستثنائية، التي عاش على وقعها الفريق طيلة الصائفة الماضية، لكنه أشار بالمقابل إلى أن هذه المرتبة، لا تعني وضع القدم الأولى في الجهوي، وذلك بالنظر إلى رزنامة المرحلة المتبقية من البطولة، ولو أنه أطلق صفارات الإنذار بشأن الوضعية المالية.
• ما تعليقك على المشوار الكارثي الذي يؤديه الفريق في بطولة هذا الموسم؟
الحقيقة أن النتائج المسجلة منذ انطلاق البطولة، لم تكن تتماشى والأهداف التي سطرناها، لأن حمراء عنابة لا تستحق أصلا التواجد في قسم ما بين الرابطات، والجميع على دراية بتفاصيل «السيناريو»، الذي كان وراء سقوطها من وطني الهواة الموسم الفارط، حيث كنا ضحية نشاط «الكواليس»، ومع ذلك فقد حاولنا ترتيب البيت، وتجاوز تلك الصدمة، ولم نكن نتوقع أن يلازم الفريق، الصف الأخير في هذا القسم.
*وهل لنا أن نعرف الأسباب التي كانت وراء أزمة النتائج؟
مهما كانت المبررات، فإن تفسير النتائج السلبية التي سجلها الفريق في مبارياته داخل القواعد غير ممكن، لأننا لم نحصل على أي نقطة بملعب العقيد شابو بعنابة، في اللقاءات السبعة التي لعبناها في عقر الديار طيلة النصف الأول من المشوار، حيث انهزمنا في كل المقابلات، وهي حصيلة تبقي الكثير من علامات الاستفهام مطروحة، خاصة بعد النجاح في حصد 7 نقاط في سفرياتنا، إثر إحراز فوزين وتعادل خارج عنابة، وعملية التشريح التي أجريناها لمرحلة الذهاب، لم تكن كافية لتحديد الأسباب.
• لكن الفريق عرف تأخرا كبيرا في انطلاق التحضيرات، مما انعكس بالسلب على نتائجه؟
هذا العامل يمكن أن نصنفه في خانة الجوانب، التي كانت قد أثرت على النتائج المسجلة في الجولات الأولى، لكننا نجحنا في تدشين الموسم بانتصار خارج الديار، وكان ذلك في باتنة على حساب نجم بوعقال، إلا أن المعطيات الميدانية سارت بعد ذلك في اتجاه مغاير، بتوالي الهزائم، والحقيقة أن تأخر التحضيرات، كان من أهم الأسباب التي أدخلت الفريق في هذه الدوامة، لأنني شخصيا كنت مترددا في تولي رئاسة النادي، ووضع القطار على السكة، كان في الأنفاس الأخيرة من الآجال التي كانت محددة، لإيداع ملفات الانخراط في الرابطة، ومع ذلك فإننا كنا نتوقع النجاح في تجاوز مرحلة نقص التحضير بتقدم المنافسة، وتحسن النتائج بمرور الجولات، غير أن عدم القدرة على إحراز أي نقطة في شابو طيلة مرحلة الذهاب، دفع بالفريق إلى ملازمة مؤخرة الترتيب.
• وكيف تحسنت النتائج مع بداية النصف الثاني من البطولة؟
إنهاء مرحلة الذهاب في مؤخرة الترتيب برصيد 7 نقاط فقط، لم يكن كافيا للاستسلام المبكر، بل أننا تمسكنا بحظوظنا في القدرة على تفادي السقوط، رغم اعترافنا المسبق بصعوبة المهمة، وقد حاولنا شحن البطاريات تحسبا لمأمورية شاقة في النصف الثاني من المشوار، خاصة وأن السقوط سيكون المصير الحتمي لفريقين من مجموعة الشرق، مع دخول صاحب المرتبة 14 في حسابات غير مباشرة مع باقي الأفواج، والخطوات التي قمنا بها أتت بثمارها، إذ أحدثنا تغييرا على مستوى العارضة الفنية، بوضع الثقة في الشاب سليم خليفي لقيادة الفريق، مع تدعيم التعداد ببعض العناصر، التي لها خبرة طويلة في الميادين، وفوزي بولعينين على سبيل المثال، كانت له بصمة في الأداء الهجومي.
• نلمس في كلامكم نوعا من التفاؤل بخصوص القدرة على تفادي السقوط،، أليس كذلك؟
في مثل هذه الوضعيات يبقى التفاؤل أمرا ضروريا، خاصة وأن كل المتتبعين كانوا قد أدرجوا حمراء عنابة، في خانة أول المتدحرجين إلى الجهوي، بالنظر إلى مخلفات مرحلة الذهاب، لكن تحسن النتائج في النصف الثاني من المشوار كان بشكل لافت للانتباه، لأننا نجحنا في إحراز 10 نقاط، في الجولات الست الأولى من مرحلة الإياب، وهو الرصيد الذي يفوق ما حققناه في الذهاب، مما يجعلنا نؤمن بكامل الحظوظ في القدرة على تجنب السقوط إلى الجهوي، وكل الحسابات تبقى ممكنة، ولو أننا نراهن على بلوغ مجموع 38 نقطة لترسيم البقاء، وذلك يمر عبر عدم التعثر في عنابة، مع البحث عن فوزين على الأقل خارج الديار، وأمل البقاء الذي يبقى قائما زاد من الرفع من معنويات اللاعبين، خاصة وأننا نسعى لتوفير كافة الظروف الكفيلة، بدفع التشكيلة إلى تحقيق المبتغى.
• وماذا عن الوضعية المالية للنادي، وهل لديكم من الإمكانيات ما يسمح بالخروج من حسابات السقوط؟
الحديث عن هذه القضية متشعب، لأن قضية الدعم المالي كانت من أهم الأسباب، التي جعلتني أتردد في تحمل مسؤولية تسيير النادي خلال الصائفة المنصرمة، خاصة وأنني كنت في الثلث الأخير من الموسم الماضي، قد بادرت إلى قيادة الفريق في محاولة لإنقاذه من شبح السقوط، والجميع يعلم بأنني صرفت من مالي الخاص، تكاليف تلك المرحلة العصيبة، ولو أنني وجدت نفسي مجبرا على تولي الرئاسة لحماية «الحمراء» من الاندثار والزوال، بعد العزوف الجماعي عن حمل مشعل التسيير، لتتواصل فصول الأزمة المالية، في غياب الدعم الكافي من مختلف الهيئات، لكن الوضعية الراهنة للفريق تجبرنا على وضع هذا الجانب على الهامش، والتفكير بجدية في المستقبل القريب، لأن تفادي السقوط سيكون بمثابة الانجاز، الذي لا يمكن أن نقدر قيمته بأي ثمن، وتاريخ حمراء عنابة الذي يمتد في أعماق أمجاد الكرة الجزائرية، يجبرنا على التضحية بالمال الخاص، للمحافظة على مكانة الفريق في قسم ما بين الرابطات، وتفادي الانهيار إلى الجهوي، لأن الندم لا ينفع بعد وقوع الكارثة، وهذه هي المعالم الرئيسية لإستراتيجية العمل التي سطرناها في هذه المرحلة الحرجة.
حاوره: ص / فرطــاس