lعودة زيداني حوّلت الهدف من أمنية إلى حقيقة ميدانية
اعترف مدرب مولودية باتنة زهر الدين بوريدان، بأن الصعود الذي حققه فريقه هذا الموسم إلى وطني الهواة، كان الأسهل في مشواره بالمقارنة مع الانجازات الأربعة السابقة التي كان قد حققها، وأكد في هذا الصدد بأن معالم صعود «البوبية» كانت قد ارتسمت حتى قبل انطلاق الموسم، من خلال عودة زيداني لرئاسة النادي، وتسطيره الصعود كهدف.
قال بوريدان في حوار خص به النصر، بأنه وجد القطار على السكة الصحيحة، لما اعتلى العارضة الفنية في الجولة العاشرة، والمحافظة على الصدارة كانت المسعى في كل جولة، إلى غاية حسم الصعود في مرحلة الإياب، بالتخلص من مضايقة ترجي قالمة، ولو أنه أكد بأن تسيير التعداد لم يكن بالأمر السهل، في وجود تركيبة كبيرة، لكن الاطمئنان على ورقة الصعود، يفسح المجال أمام وجوه جديدة لنيل فرصتها الميدانية.
nما تعليقكم على المشوار المميز الذي يؤديه الفريق، خاصة بعد حسم أمر الصعود مبكرا؟
الحقيقة أن مولودية باتنة كانت قد دخلت الموسم، في ثوب المرشح الأبرز لاقتطاع تأشيرة الصعود، وكل المتتبعين كانوا قد ذهبوا إلى حد الجزم بأن «البوبية» ستتوج باللقب حتى قبل بداية المنافسة، لأن موافقة الحاج زيداني على العودة لقيادة النادي كانت كافية لتوضيح الرؤية، على اعتبار أنه صاحب خبرة في الميدان، فضلا عن وضعه كافة الامكانيات الكفيلة بتجسيد حلم الأنصار، وعليه يمكن القول بأن المشوار الذي أدته التشكيلة، يواكب طموحات الطاقم المسير والأنصار على حد سواء، في ظل توفر الإمكانيات، التي سمحت بالتركيز على العمل الميداني.
nنفهم من هذا الكلام بأنكم كنتم على يقين بأن تأشيرة الصعود لن تفلت منكم؟
مؤشرات النجاح كانت قد ارتسمت في عملية الاستقدامات، لأن زيداني كان قد وضع إمكانيات مادية معتبرة سمحت له بترتيب البيت، ولو أن إلتحاقي بالعارضة الفنية للفريق كان بعد الجولة التاسعة، وقد وجدت المولودية في الريادة، تتقدم بنقطتين عن أقرب المنافسين، لكن وما أن باشرت العمل، حتى اقتنعت بأن الصعود سيكون باتنيا مهما كانت الظروف، وما كان علينا سوى تسيير المشوار بنية المحافظة على الريادة، مع السعي لاستغلال بعض المنعرجات الحاسمة لتعميق الفارق، لأن الرئيس زيداني سخر كامل الامكانيات للظفر بتأشيرة الصعود، فتحقق الهدف المسطر مبكرا.
nلكن ترجي قالمة فرض عليكم ضغطا كبيرا، سيما بعد انتهاء قمة الموسم بباتنة بالتعادل؟
خرجتي الرسمية الأولى مع الفريق، كانت بالتعادل في الوادي مع اتحاد الرباح، وذلك في الجولة العاشرة، وبعدها حققنا سلسلة من الانتصارات مكنتنا من إنهاء مرحلة الذهاب في الصدارة، بفارق 5 نقاط عن الوصيف ترجي قالمة، وسباق الصعود كان يضم فريقين آخرين، وهما مستقبل الرويسات واتحاد الحجار، رغم أننا كنا شبه متأكدين بأن اللقب سيكون من نصيبنا، وتدشين مرحلة العودة من البطولة بتعادل داخل الديار مع ترجي قالمة، كان بمثابة الرسالة التي أجبرتنا على مراجعة حساباتنا، وتوخي الحيطة والحذر أكثر في النصف الثاني من المشوار، وهذا في وجود منافس جدي قادر على إزعاجنا، سيما وأن لاعبينا سقطوا في فخ السهولة، فكان الريتم السريع الذي فرضناه، في الجولات التسع الأولى من مرحلة العودة كافيا لحسم الأمور، لأن الفريق القالمي استسلم للأمر الواقع، والفارق أصبح 13 نقطة، ولو أن الترجي أدى مشوارا إيجابيا، من خلال عدم انهزامه في 16 مقابلة متتالية، غير أن سيرنا بريتم الانتصارات حرمه من اعتلاء صدارة الترتيب.
nهذا يعني بأنكم سيّرتم المشوار بعيدا عن الضغوطات؟
كما سبق وأن قلت، فإن معطيات البطولة هذا الموسم كانت واضحة منذ البداية، وحتى قبل انطلاق المنافسة الميدانية، وعليه فإن الضغط لم يكن مفروضا علينا بالدرجة، التي تجعلنا نحس ولو لحظة واحدة بأننا قد نفقد ورقة الصعود، رغم أن تواجدنا في الريادة وضعنا في الخانة الفريق المستهدف، الذي تسعى كل الأندية لنيل شرف الإطاحة به، والدليل على ذلك الصعوبات الكبيرة، التي أصبحنا نجدها لتحقيق انتصارات داخل الديار، لأن كل منافس يقصد باتنة يعمد إلى الركون كلية إلى الدفاع، والعمل على الصمود أطول فترة ممكنة، وهذا «السيناريو» عايشناه في قمة الموسم أمام ترجي قالمة، ثم في لقائي ميلة والذرعان، ولو أنني شخصيا عاينت من ضغط كبير، نتج بالأساس عن تركيبة الفريق.
nهل من توضيحات أكثـر بخصوص هذه القضية؟
الاشكال الذي اصطدمنا به يتمثل في التعداد، وهذا في وجود 29 لاعبا، لأن العمل بهذه التركيبة الموسعة أمر مستحيل، والنتائج الإيجابية للفريق جعلت حضور كل العناصر منتظما في التدريبات، مادامت الإدارة قد عملت على توفير كامل الامكانيات، بتسديد نسبة كبيرة من الرواتب الشهرية حتى قبل انطلاق الموسم، فضلا عن تسوية قضية المنح والعلاوات بصورة تدريجية، كما أننا كطاقم فني كانت لدينا خيارات واضحة، وذلك بالاعتماد على الركائز القادرة على إعطاء مردود أفضل، والنواة الأساسية للتعداد كانت مضبوطة، الأمر الذي أبقى العديد من العناصر خارج نطاق الخدمة منذ إلتحاقنا بالمولودية، وهذا العامل جعلنا نعيش تحت ضغط كبير، ولو أن اللجنة المسيرة والأنصار، كانوا قد أبدوا مساندتهم المطلقة لخياراتنا، مما ساهم نسبيا في التخفيف من درجة هذا الضغط، وشخصيا فإنني أعيب على قرار الفاف القاضي بالسماح لأندية الهواة بتأهيل 30 لاعبا، لأن العمل في التدريبات مع هذا العدد من اللاعبين أمر مستحيل، ومن غير المنطقي القيام بتغييرات في المباريات التطبيقية.
nالأكيد أن الاطمئنان على الصعود سيدفع بكم إلى منح الفرصة لهذه العناصر الشابة؟
مما لا شك فيه، أن إراحة بعض الركائز سيكون حتميا، بعد مشوار ماراطوني، خاصة بعد اتساع الفارق الذي يفصلنا عن الملاحق ترجي قالمة إلى 13 نقطة، وذلك بالقيام ببعض التغييرات على التشكيلة الأساسية، والمراهنة على عناصر لم يسبق لها تسجيل تواجدها الميداني، وهذا انطلاقا من مباراة هذا الخميس ضد اتحاد الرباح، لكننا بالموازاة مع هذه الخيارات، نبقى مطالبين بالمحافظة على نفس الريتم، والتأكيد على أحقيتنا في الصعود، بتقديم صورة «البطل» في كل اللقاءات المتبقية، والتي سنلعبها دون ضغط.
nوكيف تنظر إلى مستقبلك مع الفريق بعد هذا الانجاز؟
الحديث عن هذا الأمر سابق لأوانه في الوقت الراهن، لأننا بصدد إنهاء الموسم على وقع الاحتفالات، والكرة بعدها ستكون في مرمى الطاقم المسير، ولو أن الأوضاع في مولودية باتنة كانت جد مريحة، مع توفر كافة العوامل الضرورية للنجاح، خاصة الامكانيات التي سخرها رئيس النادي، إلى درجة أن هذا الصعود كان الأسهل في مشواري في عالم التدريب، مادامت الرؤية قد اتضحت كلية قبل 9 جولات من نهاية الموسم، بينما كنت في الانجازات الأربعة السابقة لي كمدرب، مجبرا على معايشة ضغط رهيب في الجولات الأخيرة، وضمان الصعود سيكون في آخر لحظة من عمر البطولة، سواء كان ذلك في ثلاث مرات مع شباب حي موسى، وكذا قبل موسمين مع شباب قايس.
حــاوره: صالح فرطــاس