حمل تتويج مولودية مؤسسات باتنة لكرة اليد، بلقب بطولة القسم الوطني الأول لمجموعة «وسط - شرق» الكثير من الدلالات، وتأكيدا على قوة وطموح هذا الفريق، في نفض الغبار على الكرة الصغيرة الأوراسية والتخلص من رواسب الماضي، بعد أن هيمن على المنافسة وسيطر على مجرياتها رغم قلة الإمكانيات.
وما زاد من قيمة هذا المكسب الثمين، هو ضمان الصعود إلى القسم الممتاز قبل محطتين من خط الوصول، عقب عودة التشكيلة الباتنية في الجولة الماضية من بوثلجة، بفوز على حساب الاتحاد المحلي (24 ـ 20)، كما أن هذا الصعود يعد الثاني على التوالي للمولودية، بعد ارتقائها هذا الموسم إلى القسم الوطني الأول، الذي تحتل حاليا صدارة مجموعته «الشرقية الوسطى» برصيد 31 نقطة، وبفارق 7 نقاط عن الوصيف نادي الجزائر الوسطى، نتاج 15 انتصارا وتعادل واحد فقط، من أصل 16 مباراة خاضتها.
توقيع رفقاء القائد حسام القاوبي لشهادة الارتقاء بشكل مبكر، لم يكن سهلا أو هبة من أي طرف كان، بقدر ما تطلب الكثير من العمل الجاد والمتواصل والتضحية، ناهيك عن تضافر جهود كل الأطراف الفاعلة، ما جعل أسرة الفريق، تعيش على وقع الحدث ولو في صمت.
رئيس الفريق رمزي لعرين، وصف هذا الإنجاز بالمكسب الكبير لكرة اليد الباتنية، معربا عن امتنانه ببلوغ الهدف المنشود، بفضل كما قال للنصر جهود كل الأطراف، بغض النظر عن تحدي اللاعبين ومؤازرة الجمهور :»شخصيا أنا جد سعيد بهذا التتويج الذي يعد بمثابة رد الاعتبار للكرة الصغيرة الأوراسية، التي فقدت الكثير من بريقها، لذلك، أرى بأن عودة الفريق إلى الواجهة، تشكل رسالة واضحة لهواة وعشاق هذه الرياضة بالاهتمام بها أكثر».
وفي معرض حديثه، لم يتوان لعرين في التأكيد بأن المولودية أدت مشوار بطل منذ الانطلاقة، مشيدا بانضباط اللاعبين واحترافيتهم وكذا تشجيعات الجمهور، الذي كان في نظره بمثابة السند القوي للفريق:» ما هو أكيد أن الصعود كان ثمرة جهود مضنية من كافة أسرة النادي، إلى جانب دعم السلطات المحلية ماديا ومعنويا، لكن آمل أن لا يكون الشجرة التي تغطي الغابة، بقدر ما يجب التفكير من الآن في الموسم القادم، قصد البروز ولعب الأدوار الأولى ومن ثمة استعادة المجد الضائع للمولودية الباتنية، التي سبق لها الظفر بكأس إفريقيا للأندية، قبل 24 سنة بالعاصمة البنينية كوتونو.
وأضاف رمزي لعرين :»تصوراتنا المستقبلية ترتكز على الاهتمام بملف التكوين، ومنح الفرصة للبراعم الشابة لإبراز قدراتها».
من جهته، أكد مدرب الفريق عبد الحكيم مجاهد، أن هذا التتويج يجسد الإرادة القوية التي تحلى بها اللاعبون، ولو أنه لم يكن برأيه سهلا، كما يعتقده البعض، موضحا أنه لم يشك لحظة في اعتلاء منصة التتويج، نظرا لثقته الكبيرة في قدرات لاعبيه ومهاراتهم، رغم المنافسة الكبيرة من بعض الفرق منها نادي عين التوتة.
وأضاف في حديث للنصر، إن هذا الموسم يعد استثنائيا لفريقه الذي يضم مجموعة متجانسة، مبرزا ضرورة الحفاظ على نفس الحرارة والجدية والانضباط في بطولة الموسم القادم، معربا عن فرحته بهذا المكسب، متمنيا للفريق مزيدا من النجاحات والألقاب.
م ـ مداني