التحق نجم مقرة رسميا باتحاد بسكرة، على متن القطار المؤدي إلى حظيرة الكبار، بعد إسدال الستار على بطولة الرابطة المحترفة الثانية، مع تتويج “البساكرة” باللقب، في سباق احتفظ بكامل أسراره إلى غاية الأمتار الأخيرة، و"السوسبانس" ظل قائما من أجل الحسم في هوية الثلاثي المعني بالصعود وكذلك بالبطل، فكانت حسابات المادة 80 من القوانين العامة للفاف، الفاصلة في مصير التذكرة الثالثة، ولو أن هذا النص القانوني لعب أيضا دور “الحكم” في أمر السقوط، بعدما أجبر ترجي مستغانم على العودة إلى وطني الهواة، بعد موسم واحد فقط في الاحتراف.
“السوسبانس”، كان كبيرا في “نهائي” الصعود بالشلف، لأن “الديربي” عرف افتتاح أهل الدار باب التسجيل في منتصف الشوط الأول بفضل المخضرم مليكة، لكن “الزيانيين” عدلوا النتيجة في الدقائق الأخيرة، والمباراة شهدت اجتياح أرضية الميدان من طرف الأنصار، في مشهد يعيد إلى الأذهان “سيناريو” أحداث مقرة، وما انجرت عنه من عقوبات، رغم أن الحكم عوينة سجل على ورقة اللقاء انتهاء المباراة بالتعادل، الأمر الذي يرجح مبدئيا كفة “الشلفاوة” بفضل المواجهتين المباشرتين مع تلمسان، بعد التساوي في الرصيد الإجمالي، لكن الفصل النهائي يبقي مصير التذكرة الثالثة بيد لجنة الانضباط، عند النظر في حادثة اجتياح أرضية الميدان، لأن اعتماد العقوبات المنصوص عليها في المادة 74 كفيل بقلب الموازين، وإلحاق وداد تلمسان بركب الصاعدين، وهو ملف ثقيل جدا يبقى مطروحا على طاولة الرابطة، في وجود مداور على رأس هذه الهيئة، لكن بلجنة انضباط مستقلة بذاتها.
إلى ذلك، فقد حقق نجم مقرة انجازا تاريخيا، وسيسطع في سماء الرابطة المحترفة الأولى الموسم القادم، بعد نجاحه في العودة بكامل الزاد من القبة، أين تجاوز عقبة الرائد المحلي، بهدف وحيد، وقعه زيوش، وكان الأغلى في مشوار “المقراوية” المتميز طيلة الموسم، والذي كانت ثماره استثنائية، مع التواجد في برج المراقبة، رغم عقوبة خصم النقاط من رصيده، ويبلغ بذلك النجم قسم “الكبار” بعد 21 سنة، من الوجود في الساحة الكروية الوطنية.
أما اتحاد بسكرة، فقد تلاعب بأعصاب الآلاف من أنصاره، قبل تمكينهم من الاحتفال باللقب، لأن “خضراء الزيبان”، اضطرت إلى انتظار الدقائق الأخيرة لترسيم التتويج، على اعتبار أنها تأخرت في النتيجة في مناسبتين أمام جمعية وهران، والتفوق كان من ضربة جزاء، نفذها الهداف بن عاشور.
وبخصوص مؤخرة الترتيب، فإن ترجي مستغانم إلتحق بركب النازلين إلى وطني الهواة، كمرافق لرائد القبة وإتحاد البليدة، وذلك عقب انهيار “الحواتة” في “قمة النجاة” بسعيدة، لأن الترجي تلقى ثلاثية في الشوط الأول، مكنت “الصادة” من الاطمئنان على مكانتها في هذا القسم، وأجبرت أبناء “موسطا” على انتظار هدية من سكيكدة، لكن تعادل إتحاد الحراش دون أهداف دفع بالترجي إلى الدخول في حسابات المادة 80 مع جمعية وهران، وأفضلية فارق الأهداف رجحت كفة “لازمو”.
ص / فرطــاس