الاثنين 11 نوفمبر 2024 الموافق لـ 9 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

نصف قرن من الوجود توّجها بصعود تاريخي: شباب حمروش حمودي.. فريق فقير يمثل بلدية غنية

احتاج فريق شباب حمروش حمودي، لنصف قرن من أجل مغادرة الأقسام الشرفية وما قبل الشرفية لرابطة سكيكدة والتحوّل للقسم الجهوي الذي ولجه قبل أيام من بوابة جهوي قسنطينة الثاني.
إعداد : كمال واسطة
شباب حمروش حمودي، الذي تأسس عام 1968، قضى عدة مواسم يتأرجح ما بين القسم ما قبل الشرفي والشرفي، قبل أن يتعرض الموسم الماضي، لنكسة كبيرة كادت تعصف به لولا وقفة الكثير من أبنائه الخيرين وبقيادة المدرب بابوري، الذي قاده نحو شاطئ الأمان في موسم وصفه المتتبعين «بالدراماتيكي»، ويكون عماد انجاز كبير تحقق في الموسم الموالي انتهى بالتتويج ببطولة شرفي رابطة سكيكدة.
تفادي السقوط بأعجوبة، والتحول هذا الموسم لبطل القسم الشرفي لرابطة سكيكدة، كان حصاد ما قام به مسيروه، الذين أخذوا ن العبرة من أخطاء الموسم الفارط، حيث عاد الفريق للمنافسة بعد فترة الراحة الصيفية بنفس جديد.
حرص الإدارة على عدم تكرار سيناريو الموسم ما قبل الماضي، دفعهم لتكوين فريق تنافسي، بدأ استقدام عناصر تنشط في قسم ما بين الرابطات والجهوي الأول والثاني، لهم الخبرة والتجربة الكافيتين، وبمرور الجولات، تكشفت نوايا الفريق وخالفت التشكيلة كل التوقعات، وأبطلت الإدارة كل مؤامرات المعارضين، لتتمكن المجموعة من نتائج باهرة أهلتها لقيادة القافلة منذ البداية، وسط منافسة شرسة من الوصيف طلائع سكيكدة، الذي كاد أن يفتك منه اللقب، لكن إرادة أشبال المدرب بابوري كانت الأقوى محققين انجازا تاريخيا بالصعود إلى القسم الجهوي الثاني لرابطة قسنطينة.
 ويصف المتتبعون هذا الموسم بالاستثنائي، حيث سيبقى خالدا في ذاكرة الرياضيين والمحبين، بعد أن تمكنت الإدارة بقيادة الرئيس بن خلوف من رفع التحدي والتغلب على ثالوث الأزمة المالية، ضغط المعارضة، والملعب، ليصنع الفريق نتائج باهرة، فاقت التوقعات ونالت إعجاب المتتبعين بكتيبة من اللاعبين، تجمع بين الخبرة والشباب والطموح، يقودها مدرب شاب متمرس نجح في صنع ملحمة رياضية.
وبلغة الأرقام، حقق شباب حمروش حمودي، 19 انتصارا و9 تعادلات مقابل هزيمة واحدة أمام اتحاد سيدي مزغيش، ليحصد ما مجموعه 68 نقطة، فيما سجل خط هجومه 54 هدفا، وتلقى دفاعه 20 هدفا، وهي  نتائج لم يراهن عليها أحد، وكان بطلها اللاعبين مثلما أكد رئيس النادي الذين كانوا يدا واحدة رفضوا الانسياق لبعض الأطراف، التي خططت لجر النادي إلى متاهات بعيدة كل البعد عن عالم وأخلاقيات الكرة المستديرة..
الانجاز الذي وصفه البعض بالمعجزة، بالنظر إلى ظروف التي مر بها الفريق، صاحبه تجاهل السلطات المحلية التي لم تعترف بهذه الانجاز، ولم تبادر حتى بتنظيم حفلة شرفية لتكريم اللاعبين على الإنجاز، رغم أنها مصنفة من أغنى بلديات الوطن، ولا حتى مديرية الشبيبة والرياضة لولاية سكيكدة تحركت.

صانعوا الصعود
حراس المرمى : رجم محمد الطاهر، شبل رابح، رمضان هارون
الدفاع : نورالدين سرادك، نوالدين حوض، فوزي رجم، أحسن مخلوفي، اسلام بوعافية، رابح حوض، أنور رجم.
الوسط : يوسف رميتة، عامر بومدين، يوسف حوض، رمزي لخشين، نبيل لخشين، حمزة رجم، يوسف عبدلي.
الهجوم : عامر بومدين، علاء الدين نطور، غاني بوعافية، سفيان لمشمع، عزيز رجم، طارق وضاح، عبد اللطيف شكرود، مالك الزاهي.

رئيس الفريق لخضر بن خروف
حققنا إنجازا غير مسبوق بخزينة خاوية
rتحدينا ثالوث الأزمة المالية والملعب ومؤامرات المعارضة
lما هو شعورك بتحقيقكم لهذا الانجاز ؟
فرحة كبيرة غمرتني بعد إعلان حكم نهاية لقاء الجولة الأخيرة، لأن الانجاز يعني لي الكثير، بالنظر لما عانيناه في مشوار البطولة.
 وفخور جدا بالصعود، لكوني لاعب قديم وساهمت من موقعي كرئيس في انجاز تاريخي، يبقى حلقة مضيئة في تاريخ النادي، وبالمناسبة أشكر كل من ضحى وساهم من أجل استمرار هذا النادي.
lحققتم انجازا تاريخيا بصعودكم لأول مرة للقسم الجهوي الثاني، هل كنتم تتوقعون ذلك؟
شخصيا كنت واثق من قدرة فريقي على تحقيق هذا الهدف، ولمست ذلك من أول مباراة فزنا بها أمام نادي الخروبة بهدفين لواحد، وتأكدت بأن الفريق يملك تشكيلة قادرة على قول كلمتها، وبمرور الجولات تحققت تكهناتي، رغم فترة الفراغ التي مررنا بها في نهاية المرحلة الأولى، من البطولة باستقالة المدرب،  لكن بمجيء المدرب السابق وابن الفريق بابوري عاد الفريق إلى مستواه، وتمكن في ظرف قصير من إعادة الثقة للاعبين، لدرجة أنهم وضعوا قضية المستحقات جانبا، ونصبوا أعينهم على هدف الصعود وفقط، وانتظرنا إلى الجولة الأخيرة لتحقيق الصعود بتعادلنا مع طلائع سكيكدة، الذي كان منافسا شرسا.
lوما طبيعة المشاكل التي اعترضت مشواركم ؟
قبل هذا، أريد أن أشير إلى أمر مهم، يجب أن يعرفه الجميع هو أن الفريق الموسم الفارط، نجا من السقوط بأعجوبة والكل تخلى عنه والأكثر أن أطرافا محسوبة على المعارضة، عملت كل ما في وسعها لتحطيم الفريق، من خلال بعض الممارسات غير الرياضية، وكان الفريق قاب قوسين أو أدنى من إعلان انسحابه ما يعني زواله نهائيا من الحركة الرياضية بالولاية، لكن غيرتي الشديدة على الفريق دفعتني لرفع التحدي للمحافظة على الفريق، وإنقاذه من الاندثار.
لقد قمت في بداية الموسم، بالاتصال بمجموعة من اللاعبين من أبناء الفريق، وأخبرتهم بالوضعية فقبلوا بالمهمة، وقرروا وضع اليد في اليد وشكلنا فريقا في المستوى، عماده لاعبون نشطوا في أندية تلعب في الأقسام الجهوية وما بين الرابطات.
lواجهتم ثالوث الأزمة المالية والملعب وضغط المعارضة كيف نجحتم في التغلب على هذه المشاكل ؟
الأزمة المالية كان لها تأثير بالغ في مسيرتنا، وتصور أن الفريق لم يستفد من أي إعانة مالية منذ سنتين ونصف، ما جعل الديون تصل إلى 595 مليون، ورغم هذا واصلنا المسيرة، ويمكن القول أن الصعود تحقق بصفر دينار.
ثاني مشكلة تمثلت في عدم اعتماد ملعبنا، ما جعلنا نستقبل منافسينا خارج الديار، وبالتحديد ببلدية فلفلة، وهذا ما أثر كثيرا علينا، واستغرب هنا عدم تحرك المسؤولين للقيام بالأشغال اللازمة، لرفع التحفظات المسجلة.
كل هذا، ولا يجب أن ننسى معاناة الفريق من ضغط المعارضة، التي سعت بكل  الوسائل من أجل افتعال المشاكل وضرب استقرار المجموعة، خاصة لما تيقنت بأن الفريق يسير نحو تحقيق الصعود، وأحيي بالمناسبة رئيس الرابطة، الذي تدخل وكانا صارما ووقف ضد محترفي الكولسة.
lكلمة أخيرة ؟
ما يحز في نفسي ولدى جميع أسرة الفريق، التجاهل الغريب الذي لاقيناه من طرف السلطات المحلية، التي لم تكلف نفسها عناء الاعتراف بهذا الانجاز، وتنظيم على الأقل حفل بسيط على شرف صانعي هذا الانجاز واعتبر موقف البلدية وصمت عار، في تاريخ الحركة الرياضية بالمنطقة.
 كما استغرب عدم تحرك مديرية الشبيبة والرياضة لمساعدة الفريق لتسريع إجراءات تسريح الإعانة المالية لأن هذا التصرف غير المسؤول تطرح من ورائه علامات استفهام كثيرة لدرجة أن أسرة النادي شعرت وكأنها لا تنتمي إلى هذا الولاية.
كما لا يفوتني أن أتقدم بجزيل شكري لجريدة النصر الوحيدة التي طرقنا بابنا في وقت تجاهلنا الجميع.

مدرب الفريق رابح بابوري
ابنتي لجين كلمة السر في عودتي ونجاحاتي
rأنقذت الشباب من السقوط وأكملت فرحة الصعود
lكيف تصف الموسم وتحقيق الصعود، في ظل المشاكل التي صادفتكم ؟
صراحة كانت معادلة صعبة للغاية، وكانت تبدو شبه مستحيلة، وأي مدرب ما كان ليقبل هذه المهمة، في ظل انعدام تام للإمكانيات لا سيما الأزمة المالية، التي ألقت بظلالها على مشوار الفريق، فضلا عن المحيط الذي كان لا يشجع على العمل، وضغط المعارضة وغيرها من الصعوبات.
lوكيف قبلت المهمة وسط هذه الظروف ؟
استنجاد إدارة الفريق بي، كان للمرة الثانية في ظرف جد قصير، فبعد الأولى في العام الفارط، لما كان الفريق على وشك لسقوط قبلت المهمة رغم أنها أول مرة أشرف على تدريب الأكابر، وبتوفيق من الله نجحت في إنقاذه من السقوط، والسيناريو نفسه تكرر هذا الموسم وبالضبط في المرحلة الثانية من البطولة، لما انسحب المدرب السابق للفريق اتصل بي رئيس الفريق وعرض علي إتمام ما تبقى من المشوار، وكانت رافضا لفكرة العودة بسبب افتقار النادي للإمكانيات رغم ثراء التشكيلة بلاعبين في المستوى، وقد تستغربون لو أكشف سرا، أن ابنتي «لجين» هي الدافع التي جعلني أقبل عرض، لأن رئيس الفريق يعرف مدى حبي لابنتي وترجاني باسمها.
lما هو السر وراء هذا الانجاز ؟
لقد توليت المهمة في فترة فراغ كان يمر بها الفريق، وجدت اللاعبين منهارين من الناحية النفسية بعد أن تسرب إليهم الشك ما جعلني أركز عملي على الجانب البسيكولوجي  وتمكنت بفضل الصرامة والانضباط من إعادة شحن بطاريات اللاعبين وإعادة الثقة لأنفسهم ودخلنا النصف الثاني من البطولة بقوة ولم نسجل سوى انهزام واحد.
lهل كنت تؤمن بالصعود في ظل هذه الظروف ؟
بطبيعة الحال من موقعي كمدرب كنت متفائل بتحقيق الصعود بالنظر إلى ثراء التشكيلة التي تجمع بين الطموح والشباب والخبرة وعشت ضغط كبير خاصة في المباراة الأخيرة ضد طلائع سكيكدة التي تم برمجتها في وسط الأسبوع عوض نهايته عمدا، ورغم ذلك تنقل الأنصار بقوة للملعب وكان يكفينا التعادل لتحقيق اللقب، بينما الفريق الخصم كان مطالب بالفوز لافتكاك الصعود منا والحمد لله نجحنا في تعديل النتيجة لمرتين لينتهي اللقاء بهدفان لمثلهما.
lماذا يمثل لك هذا الانجاز ؟
اعتبرهما انجازان، الأول لما ساهمت في إنقاذ الفريق من السقوط الموسم الفارط، وبعدها مساهمتي في تحقيق الصعود، وأنا مسرور جدا بهذا الانجاز التاريخي، الذي تحقق في ظروف استثنائية.

هداف الفريق عامر بومدين
ساهمت في الفرحة بتسجيل 16 هدفا
أنا مسرور جدا بهذا الانجاز، خاصة وأنني كنت أحد المساهمين فيه بتسجيلي 16 هدفا، رغم أني كنت أطمح لأكثر، و الأهم أن الصعود سيحفزني كثيرا في مسيرتي الرياضية، لمضاعفة العمل وتحسين مستواي، وأشكر بالمناسبة إدارة الفريق وعلى رأسها الرئيس بولخروف، الذي كان بحق رجل بأتم معنى الكلمة، وكان بمثابة الأب والأخ بوقوفه معنا طيلة الجولات والدفاع عن حقوق الفريق.
كما أستغل الفرصة لأتوجه بشكري الكبير، لأنصار الفريق الذين تعبوا معنا كثير، وكان لهم دور كبير في هذا الانجاز بتشجيعاتهم المتواصلة وتنقلاتهم الدائمة، مع الفريق والحمد لله أن حلمي تحقق.

قائد التشكيلة  فوزي أرجم
ختمت مشواري بإنجاز رائع
أنا جد سعيد بهذا الانجاز الذي كان من الأهداف والأمنيات، التي كنت أتمنى تحقيقها مع فريق القلب، وما يزيد من حلاوة ووزن الانجاز أنه جاء في ختام مسيرتي الرياضية، ولما قدمت من فريق الخروبة لفريق مسقط رأسي، بطلب من رئيس الفريق، الذي كان يمر بوضعية صعبة وعلى وشك إعلان انسحابه من البطولة، قبلت الدعوة دون تردد ونجحنا في ذلك.
وأريد أن أشير للدور الكبير الذي لعبه بابوري، في تحقيق الصعود لأنه استلم مهامه، في فترة كان الفريق يعيش ظروف صعبة، وتمكن بخبرته وحنكته من إعادة الثقة للاعبين، ووضع الفريق على السكة.

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com