لم تكشف مخلفات الجولة الثانية، من مباريات الدور الأول للنسخة 32 من نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية حاليا بمصر، سوى عن ربع المتأهلين إلى ثمن النهائي، مقابل ترسيم إقصاء منتخب وحيد، الأمر الذي أبقى على حظوظ 19 منتخبا في مواصلة المشوار قائمة، لكن بدرجات متفاوتة، وبجملة من الحسابات، في ظل التقارب الكبير لمستوى المنتخبات، والتأقلم التدريجي مع أجواء «الكان».
وجسدت مباريات أول أمس السبت، تقارب المستوى، بدليل أن الشباك لم تهتز في اللقاءات الثلاثة التي لعبت، حيث صام المهاجمون عن التهديف، في "سيناريو" يحدث لأول مرة، بعدما كانت كل المقابلات تشهد تسجيل أهداف، لكن أول مباراة انتهت بالتعادل دون أهداف كانت رقم 22 في هذه الطبعة، بين موريتانيا وأنغولا، لتعقب بلقائين عن المجموعة السادسة في إطار الجولة الثانية، حيث انتهت القمة التقليدية بين الكاميرون وغانا دون فائز، مع العجز عن هز الشباك، بينما افترقت غينيا الاستوائية على تعادل أبيض مع البنين، ليواصل كل منتخب رحلة البحث عن أول انتصار له في العرس الكروي، مع التمسك بكامل الحظوظ، في تحقيق تأهل تاريخي إلى الدور الثاني.
هذه الإفرازات أجلت الحسم، في مصير أولى تذاكر التأهل على مستوى المجموعتين الخامسة والسادسة، في ظل عدم وجود أي منتخب في هذين الفوجين، تمكن من تحقيق انتصارين متتاليين منذ انطلاق هذه الدورة، على العكس من الأفواج الأربعة الأولى، والتي اتضحت فيها هوية أول المتأهلين، بحجز منتخبات الجزائر، مصر، نيجيريا والمغرب أولى المقاعد في ثمن النهائي، وهو الرباعي الذي نجح إلى حد الآن في السير بنفس الريتم، على وقع الانتصارات، في وجود ثلاثة منتخبات عربية.
على النقيض من ذلك، فإن منتخب تانزانيا كان الوحيد الذي تجرع مرارة الإقصاء من الجولة الثانية، لأن حسابات الفقرة 2 من المادة 74 من قانون "كان 2019"، تضع نتائج المواجهات المباشرة كمعيار أول، للفصل في حالات التساوي في الرصيد النقطي، وهو النص القانوني الذي لم يخدم التانزانيين، لكنه بالمقابل جعل بعض المنتخبات الأخرى، تتمسك ببصيص من الأمل في التأهل "حسابيا" إلى ثمن النهائي، لأن منتخب تانزانيا ليس الوحيد الذي تلقى هزيمتين متتاليتين في بداية هذه الدورة، بل هناك أيضا منتخبات الكونغو الديمقراطية، ناميبيا والبورندي خرجت من جولتي الإفتتاح دون الحصول على أي نقطة، إلا أن الرزنامة جعلت حظوظها في التأهل تبقى قائمة، ولو بنسبة ضئيلة جدا، وهذا كله على خلفية الصيغة الجديدة للمنافسة، بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24، مع اعتماد دور ثمن نهائي كمحطة إضافية بعد دور المجموعات، وهو إجراء يدخل حيز التطبيق لأول مرة في تاريخ العرس القاري.
هذه المخلفات تكشف عن التغيير الواضح في معالم الخارطة الكروية الإفريقية، بتقارب مستوى كل المنتخبات، بدليل أن الجولة الثانية عرفت نجاح منتخب واحد في تحقيق انتصار بفارق هدفين، ويتعلق الأمر بالمنتخب المصري الذي حالفه الحظ في الفوز على الكونغو الديمقراطية بثنائية نظيفة، بينما تم تسجيل نتيجة التعادل في 5 مباريات، في حين انتهى نصف عدد لقاءات الجولة الثانية بانتصار أحد الطرفين بفارق هدف واحد، مع صنع منتخب كينيا الاستثناء بهز شباك تانزانيا بثلاثية، ولو أن اللافت للانتباه أن عطاء المهاجمين، تراجع بشكل ملحوظ في هذه الجولة، لأن الشباك اهتزت في 16 مناسبة فقط، وهو ما يقل عن جولة التدشين بـ 11 هدفا، على اعتبار أن 12 منتخبا لم تهتد إلى الشباك في المباراة الثانية.
ص / فرطــاس