كشف مصدر موثوق ظهيرة أمس للنصر أن بلعيد لكارن لوح بالإستقالة من المكتب الفيدرالي، وقرر مقاطعة الاجتماعات الرسمية بداية من الجلسة المقررة لروراوة مع أعضاء الهيئة التنفيذية منتصف شهر جوان الجاري، وذلك على خلفية المشاكل التي هزت سلك التحكيم في الفاف في الجولات الأخيرة من البطولة، وتعمد مسؤولي الاتحادية الإبقاء على لكارن خارج نطاق الخدمة، و لو حتى من باب الإستشارة، من منطلق الخبرة الكبيرة التي إكتسبها، سواء في الفترة التي تولى فيها رئاسة اللجنة الفيدرالية للتحكيم، أو العهدة الطويلة التي قضاها كعضو بارز في لجان التحكيم على مستوى الفيفا والكاف.
مصدر النصر أوضح في هذا الصدد بأن لكارن لم يؤكد إستقالته بمراسلة رسمية وجهها إلى الأمانة العامة للفاف، لكنه اكتفى بالتحدث مع مسؤولي الإتحادية، وعبر عن تذمره الكبير من السياسة المنتهجة في تسيير سلك التحكيم على الصعيد الوطني، رغم حيازته على صفة العضوية في المكتب الفيدرالي، لكن الثقة الكبيرة التي يحظى بها الدكتور خليل حموم من لدن روراوة كانت كافية لتزكية الطاقم الإداري المشرف على تسيير اللجنة الفيدرالية للتحكيم للسنة الثانية على التوالي، بالرغم من النقائص التي تم الوقوف عندها، سيما بعد ورود إسمين من هذه اللجنة في شكوى رسمية تقدمت بها إدارة فريق ينشط في بطولة ما بين الجهات بخصوص إفشال سر يخص التعيينات السرية للحكام في الجولات الأخيرة من الموسم المنقضي، فضلا عن العواقب الوخيمة لهذا النظام، خاصة بعد غياب 5 طواقم تحكيم عن مباريات في بطولتي ما بين الرابطات و وطني الهواة، و ما إنجر عن ذلك من خلال وضع ملف ثقيل على طاولة الفاف يخص مقابلة هامة و مصيرية بين أتلتيك القبة و إتحاد سطيف، و خلص مصدرنا إلى القول بأن لكارن قرر تجسيد إنسحابه من المكتب الفيدرالي بالغياب عن الإجتماعات الرسمية، في ظل وجود نص قانوني يجرده آليا من صفة العضوية في حال غيابه عن 3 إجتماعات رسمية دون مبرر.
للإشارة فإن لكارن كان في السنوات الفارطة عضوا بارزا في لجان التحكيم على مستوى الكاف و الفيفا، موازاة مع ترأسه اللجنة المركزية للتحكيم منذ مارس 2009، لكنه إستقال من منصبه قبل سنة، بسبب تصاعد موجة الغليان عليه من طرف رؤساء الأندية و مسؤولي الفاف على حد سواء، ليفقد بعدها مناصبه في الإتحادين القاري و الدولي، خلال التعديل الذي أجري منذ أسبوع، كونه لم يقترح من طرف الفاف، الأمر الذي جعله يفكر في الإنسحاب نهائيا من الساحة الكروية.
بالموازاة مع ذلك أكد مصدر النصر بأن روراوة إحتوى الزوبعة التي أثارها الحكم الدولي السابق جمال حيمودي في الأسابيع القليلة الماضية، والتي ذهب من خلالها إلى مهاجمة رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم و طاقم الفاف بخصوص دعوة شخصية وجهتها لجنة الكاف للمشاركة في مؤتمر لتكوين و رسكلة مراقبي الحكام في أفريل المنصرم بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث أن روراوة أذاب الجليد بين حيمودي و حموم، و أدرج ابن مدينة غيليزان المعتزل بعد مونديال البرازيل ضمن قائمة المكونين والمراقبين التابعين للفاف تحسبا للموسم الكروي القادم، بعدما ظل حيمودي خارج نطاق الخدمة طيلة الموسم المنصرم، و عليه فقد عاد مدير المباراة الترتيبية للطبعة الأخيرة من نهائيات كأس العالم إلى النشاط كمراقب فيدرالي بعد ضمه إلى اللائحة الرسمية، و حيمودي متواجد بالجزائر العاصمة منذ الخميس المنصرم كمشارك في تربص للرسكلة والتكوين، بتأطير من المكون الدولي الحكم الموريسي السابق ليم كي شونغ.
و في سياق متصل أشار مصدرنا إلى أن جمال حيمودي سيكون من بين الوجوه الرياضية التي ستعمد الفاف إلى تكريمها خلال الحفل الذي سيقام سهرة 14 جوان الجاري بفندق «الشيراطون» على شرف أبطال مختلف البطولات و المستويات، إنطلاقا من الرابطة المحترفة الأولى إلى الجهوي الثاني، حيث أن حيمودي أدرج في القائمة بحكم أنه كان أفضل سفير للصفارة الجزائرية بفضل المردود الممتاز الذي قدمه في مونديال البرازيل، و عليه فإن الزوبعة التي أثيرت مؤخرا بخصوص دعوة تلقاها من الكاف كانت خاتمتها بضمه إلى قائمة مراقبي الحكام وطنيا، مع تكريمه في حفل رسمي، في إنتظار توسيع دائرة نشاطه كمكون للحكام على الصعيدين القاري و الدولي، من منطلق المكانة المرموقة التي كان يحظى بها طيلة مسيرته مع الصفارة على مدار 14 سنة.
صالح فرطــاس