كانت تحضيرات أندية الرابطة المحترفة الأولى للموسم الجديد، بمثابة تجسيد ميداني للطرح القاضي بالإجماع على اختيار تونس كمحطة أبرز في البرنامج الإعدادي، خاصة من الناحية البدنية، لأن قرابة ثلثي الفرق حطت رحالها بالأراضي التونسية، وشباب قسنطينة أجرى تربصين بحمام بورقيبة، ليكون في صدارة قائمة ضمت 9 أندية أقامت معسكراتها بتونس.
ولم يكن التربص الذي أجرته مولودية الجزائر ببولونيا كافيا لطمأنة المدرب كازوني على جاهزية لاعبيه من الناحية البدنية، فقرر بدوره حط الرحال بالأراضي التونسية، ليكون الفريق الوحيد الذي عسكر خارج الوطن مرتين خلال هذه الصائفة، لكن في بلدين مختلفين، على اعتبار أن «السنافر» كانوا قد تربصوا في نفس المكان.
هذا وقد فضلت 7 أندية أخرى من الرابطة الأولى إجراء المحطة الأبرز من استعداداتها بتونس، في صورة الصاعدين الجدد نجم مقرة، اتحاد بسكرة وجمعية الشلف، إضافة إلى اتحاد الجزائر، شباب بلوزداد، جمعية عين مليلة وشبيبة الساورة.
بالموازاة مع ذلك فقد ظلت شبيبة القبائل وفية لتقاليدها، وذلك بإقامة تربصها الإعدادي بفرنسا، رغم أن موسم «الهجرة» باتجاه القارة الأوروبية كان ضعيفا هذه المرة، بسبب مشكل الامكانيات المادية، لأن 4 أندية جزائرية فقط اختارت أوروبا للتحضير، وهي أهلي البرج، الذي أجرى تربصا بتركيا، وكذا نادي بارادو، الذي عسكر بسلوفينيا، إضافة إلى مولودية الجزائر، التي حضرت ببولونيا، وشبيبة القبائل التي اقامت نربصا بفرنسا.
على النقيض من ذلك، فإن ربع تركيبة الرابطة المحترفة الأولى للموسم الجديد إضطرت إلى الاكتفاء بالتحضير في الجزائر، وهذا بسبب مشكل الدعم المالي، انطلاقا من مولودية وهران، التي أجبر مسيروها على إلغاء التربص الذي كان مبرمجا بتونس، وتعويضه بمعسكر إعدادي في الجزائر العاصمة، بينما عجز وفاق سطيف عن مغادرة أرض الوطن، على خلفية الأزمة الخانقة التي يعيش على وقعها، وهو أمر لم يحدث عن فترة طويلة، لأن «النسر الأسود» اعتاد على اقامة تربصين خارج أرض الوطن في فترة التحضير، في الوقت الذي اختارت فيه إدارة نصر حسين داي مدينة عين تيموشنت للتحضير، وهذا بمراعاة الامكانيات المادية المتواضعة للنادي، وكذلك الحال بالنسبة لاتحاد بلعباس، الذي أقام تربصه بالجزائر العاصمة.
ص/ فرطــاس